نصائح ذهبية كيف تستعد لمرحلة الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية؟ -الجزء الثاني- نشرة التشريعات في أسبوع البريدية - العدد #72

مرحبا بالمنضمين حديثا إلى النشرة، والتي أنقل لكم فيها تجربتي في دراسة الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية بجامعة الملك سعود 2023 م ( ‏Executive Master of Drug Regulatory Affairs in KSU) بشكل أسبوعي في صباح كل يوم إثنين☀️ وهي لا تُعبرّ إلا عن وجهة نظر ناقلها، راغبا بذلك توثيق الرحلة مع الآخرين ومشاركتهم طريق التعلم في أحد أعرق جامعات المملكة العربية السعودية.

ناقل هذه التجربة هو أنا عبدالعزيز آل رفده تجدني في منصة linkedin،أو منصة Twitter (X)  صيدلي بمدينة الملك سعود الطبية وكاتب ابداعي لعديد من المقالات والنشرات البريدية منذ العام 2018م وحتى هذا اليوم.

إن كنت مهتما عن السبب وراء رغبتي في توثيق ونقل هذه التجربة فأود إخبارك بأني قد أفردت لها نشرة سابقة من أعداد التشريعات في أسبوع البريدية والتي كانت بعنوان ( ما هو السبب الذي يجعلني أكتب نشرة التشريعات في أسبوع البريدية؟) وفي نشرة أخرى كذلك كتبت عددا لاقى رواجا كبيرا بين القراء بعنوان (لماذا أنصحك بدراسة الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية، واستكمال رحلتك المهنية عن طريقها؟). 

لإيماني بإثراء المحتوى العربي بشكل عام والصيدلاني بشخص خاص بدأت هذه الرحلة، وقد وصلتني عن نشرة التشريعات في أسبوع الكثير من كلمات المديح والتشجيع سواء من أعضاء هيئة التدريس، أو زملاء الدفعة الدراسية، أو ممن ينتسبون في السلك الصيدلاني بكافة قطاعاته، سعيد بأن سلسلة النشرات البريدية قد نالت استحسانهم، وبإذن الله بأن القادم منها أجمل بهاءْ وحُلّة. 🙏🏼

أثق تماما بأن المستقبل مشرق بالكثير من الرائعين الذين بإمكانهم صنع أعمال عظيمة من شأنها إحداث أثر إيجابي في المجتمع العلمي والصحي، قراءة مُفيدة للنشرة الثانية والسبعين "72" من نشرة التشريعات في أسبوع البريدية.

نجاح تجارب المرحلة الثالثة يدفع Glaukos لتقديم طلب ترخيص لعلاج Epioxa

أعلنت شركة Glaukos عن تقديم طلب ترخيص دواء جديد (NDA) إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج Epioxa، وهو الجيل الجديد من علاج تقوية القرنية المخروطية المعروف بـ iLink ، حيث يتضمن طلب الترخيص بيانات من تجربتين محوريتين من المرحلة الثالثة (Phase 3) لعقار Epioxa ومن الجدير بالذكر أن كلتا التجربتين حققتا الأهداف الرئيسية للكفاءة وأظهرت مستوى جيدًا من التحمل والسلامة.

الفارماكوبيا الأوروبية تعتمد بدائل لاختبار حافزات الحمى على الأرانب!

الفارماكوبيا الأوروبية تودع اختبار حافزات الحمى على الأرانب في نصوصها فقد قررت لجنة الفارماكوبيا الأوروبية (EPC) إزالة اختبار حافزات الحمى ( Pyrogens ) على الأرانب (RPT) من نصوصها الرسمية خلال جلستها الـ179 في يونيو 2024، على أن يبدأ سريان القرار في شهر يوليو 2025.

ما هو اختبار حفز الحمى Pyrogen Test ؟

حافزات الحمى Pyrogen هي ملوثات قد تسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة ويمكن أن توجد بشكل غير مقصود في الأدوية التي تُعطى عن طريق الحقن (مثل اللقاحات، ومنتجات الدم، والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، والمضادات الحيوية) لذلك فإن اكتشافها أمر ضروري لضمان سلامة الأدوية التي تُعطى عبر هذه الطريقة.

رغم الانتقادات شركات الأدوية تستمر في رفع أسعار الأدوية في الولايات المتحدة!

 ستقوم شركات الأدوية بزيادة أسعار أكثر من 250 دواءً في الولايات المتحدة اعتبارًا من 1 يناير 2025، حيث تشمل الأدوية المتأثرة علاج "باكسلوفيد، Paxlovid" الخاص بكوفيد-19 من شركة فايزر وعدة لقاحات أخرى من شركة سانوفي، وقد أشارت التقديرات الأولية بأن متوسط الزيادة 4.5٪ مع بقاء معظمها أقل من 10٪.

في العدد السابق من نشرة التشريعات في أسبوع البريدية شاركت بعضا من النصائح التي تحصلت عليها من رحلتي في دراسة الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية، حيث كنت قد ذكرت فيها عصارة تجربتي من مقابلة الأشخاص والانخراط في المهام الوظيفية مع تجربة الدراسة الفعلية حيث أشرت بأن هناك خللًا واضحًا بين ما يتعلمه طالب الصيدلة في الجامعة وما يواجهه في ميدان العمل الحقيقي.

فالمناهج الدراسية برغم أهميتها تبقى قاصرة في تزويد الطلاب بالأدوات والمعارف اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة المجال الصيدلاني، لذا أعتقد أن المسؤولية مشتركة بين (الجامعات، والطلاب، والموظفين) فالكليات الصحية الصيدلية مطالبة بتحديث مناهجها الدراسية لتشمل أحدث التطورات في الصناعة الدوائية، وتوفير فرص تدريب عملية للطلاب في بيئات عمل حقيقية.

  أما الطلبة في الجانب الآخر والذين يشغلون مقاعد الدراسة في مرحلة البكالوريوس حاليا فعليهم هم الآخرون أن يكونوا أكثر نشاطًا في المطالبة بحقوقهم التعليمية، وأن يسعوا بجدية للحصول على الخبرة العملية اللازمة في مختلف الأماكن الحيوية والمتسارعة في القطاع الطبي الصيدلاني.

وأخيرا عن الموظفين من جهة ثالثة فينبغي أن يدركوا بأن هؤلاء الطلبة هم زملاء وأصدقاء المستقبل لذا يتحتم عليهم تدريب الطلبة والموظفين المنظمين حديثا للمؤسسات المهنية وتهيئتهم جيدا للانغماس في بيئات العمل والانخراط في مهام حقيقة وبإشراف مباشر مع إيضاح إيجابيات وسلبيات المنظومة العملية التي يشغلونها دون أن يمارسوا دور الوصاية، إنما إيضاحا وتوجيها حيث يبقى القرار النهائي لدى الطالب نفسه في اختيار القطاع الذي يرغب به.

والآن لنستكمل رحلة النصائح في الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية، والتي كتبنا جزئها الأول تحت عنوان (نصائح ذهبية كيف تستعد لمرحلة الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية؟) -الجزء الأول-

ما هي النصائح التي سوف تهمك من أجل استكمال مرحلة الماجستير؟ 

سابعا) 

لأي شخص يود استكمال رحلته التعليمية حتى وإن أغلقت عليه الأبواب في القبول ببرنامج الماجستير التنفيذي في التشريعات الدوائية، أعتقد بأن المستقبل سوف يزخر بالعديد من البرامج التي تواكب رؤية المملكة العربية السعودية خصوصا فيما يتعلق بالصناعة الدوائية، فهناك سباق محموم بين الجامعات في القطاع الحكومي والخاص من أجل الظفر بالعديد من الطلبة الذين يودون بشدة الرفع من مؤهلاتهم في سوق العمل عبر الشهادات الأكاديمية المعتمدة.

لذا توصيتي هنا هي مراقبة الأخبار الأكاديمية والشراكات التي تعقدها الجامعات في القطاعات الحكومية أو الخاصة في البرامج المشتركة لشهادات الدبلوم أو الماجستير بشكل دوري فعلى سبيل المثال وفي شهر يناير من العام 2024 أطلقت الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية والتي من محاورها التركيز على صناعة اللقاحات والأدوية الشبيهة حيث أن المستهدف مع العام 2030 م هو توفر 11 ألف وظيفة ومع العام 2040 م وجود أكثر من 55 ألف وظيفة مع زيادة الإنتاج المحلي بنسبة 3% أو ما يعادل 130 مليار ريال سعودي، لذا يجب أن تكون على إلمام تام بمثل هذه الاستراتيجيات والتوجهات التي تقوم بها الدولة في قطاعات الدواء المختلفة فعن طريقها يمكنك شق طريقك أنت الآخر من أجل الحصول على وظيفة مستقبلية مجزية على المدى البعيد. 

في مقالة كتبتها في إذاعة مختلف عن أهمية الاقتصاد المعرفي والذي يشكل ما نسبته 70% من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 م ذكرت فيها أهمية التعليم المستمر وعن الأثر الاقتصادي في زيادة الناتج المحلي للفرد والتي كانت بعنوان (النفط الجديد الذي تتسابق عليه الدول ويمكنك امتلاكه!).

ثامنا) 

وفقا لما تم ذكر آنفا يجب أن تكبر العدسة وألا تضيق واسعا فالفرص موجودة في أماكن متفرقة في عالم الصيدلة، فبعد الحصول على الشهادة الأكاديمية وخلق العلاقات الإيجابية بين زملاء الدراسة وأعضاء هيئة التدريس وحضور الورش التدريبية والمشاركة في المؤتمرات والمبادرة في إنشاء مشاريع نوعية يمكنك تدعيم هذه الجهود بشهادات احترافية مدعومة مع برنامج هدف المقدم من صندوق الموارد البشرية حيث أن الغرض من هذه الشهادات الاحترافية والمتخصصة تنمية الموارد البشرية لتشجيع وتحفيز القوى العاملة الوطنية ومنظمات الأعمال والباحثين عن عمل للحصول على شهادات مهنية احترافية معتمدة لتطوير مهاراتهم وخبراتهم في المجالات المتخصصة و المطلوبة في سوق العمل. 

فمثل هذه الشهادات ووفقا لمهاراتك التي تملك وخطتك المهنية المقبلة سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي يمكنك الاستعانة بمثل هذه الشهادات التخصصية التي سوف تمكنك من الوصول لمبتغاك بناء على مهارات دقيقة مطلوبة في سوق العمل وتميزك عن غيرك عند التقدم لوظائف شديدة التنافسية، وعليك أن تتذكر بأن مجالات الصيدلة متنوعة من (المصانع الدوائية، والشركات، والهيئات، والمؤسسات التدريبية، ومكاتب الاستشارة ... إلخ). 

تاسعا) 

في ظني بأن الشخص كلما كان متخصصا أكثر يعني أن يكون نادرا في سوق العمل مما يقود في نهاية المطاف إلا راتب ومحفزات أعلى، فعند الحديث عن القطاع الصيدلاني يوجد شح كبير في المتخصصين بمجال مهم وحيوي مثل قطاع سلاسل الإمداد، فالغالبية العظمى الذين يحتكرون هذا التخصص هم من حملة الشهادات الهندسية والذين لا يملكون خبرة تذكر في طريقة التعاطي مع المنتجات الحساسة للغاية مثل الأدوية.

فعند وجود خلفية صيدلانية في شهادة البكالوريوس بالإضافة إلى شهادات مهنية مثل الماجستير أو الشهادات الاحترافية مع الخبرة الميدانية يعني وجود أشخاص قلة ذو كفاءة في المجال الصيدلاني فيما يتعلق بسلاسل الامداد مما يزيد الفرص من أجل التميز، ومثلها تكون المجالات الأخرى في (اللقاحات، والتقنية الحيوية، والدراسات السريرية، والتيقظ الدوائية، وفهم بيانات العالم الحقيقي، وتحليل الاقتصاديات الدوائية وبياناتها) وعلى هذه الأمثلة فقس باقي التخصصات الصيدلانية الواعدة بفرص كبيرة في المستقبل القريب. 

عاشرا) 

المجتمع الصيدلاني هو مجتمع قليل العدد وضيق للغاية، بمعنى أن سلوكك المهني ينبغي أن يكون ناصع ومثالي على الدوام، فمن يود الانتقال من قطاع لآخر أو من وظيفة لأخرى صدقني بأن التوصيات المبنية على حديث الناس عنك سوف تؤخذ بعين الاعتبار، بل ربما هي التي سوف تقرر مصيرك المستقبلي في الوظيفة التي تمني نفسك في الحصول عليها طوال عمرك. 

فوصيتي هنا أن تتمتع بالاحترافية العالية في ممارساتك اليومية في الوظيفة حتى وإن كانت مرهقة وتستهلك من طاقتك الكثير، لأنني أؤمن تماما بأن السلوك أولا هو الذي يتم تقييم الموظف عليه سواء من زملاء العمل أو المدراء، ثم لاحقا تأتي الخلفية العلمية وأهميتها، فما الذي يهم بالفعل إن كانت أخلاقك ومروءتك دون المقبول حتى وإن كنت أعلم أهل الأرض؟  هي لا شيء يذكر مطلقا. 

الحادي عشر) 

بالتأكيد حتى وإن حصلت على الشهادة هذا لا يعني أن تكون حبرا على ورق، يجب أن تكون ذات فائدة حقيقة على أرض الميدان، وهذا يعني ضرورة أن تواكب التحديثات والبرامج المستمرة المعنية بالتشريعات الدوائية، ولماذا لا أن تبادر داخل مؤسستك لأن تكون الشخص المسؤول عن وجود سياسيات ولوائح معنية بتداول الأدوية والتعامل معها.

وإن لم يكن ذلك متاحا لك فيجب أن تتطوع ويمكن ذلك عن طريق أن تقتطع جزءا من وقتك لأن تتدرب في شركات دوائية محلية أو عالمية أو أن تذهب لشركات الاستشارة والتدريب الدوائية من أجل الحصول على فرص تدريبية معهم، فمثل هذه المبادرات سوف تكون أدوات إضافية أخرى تساهم في سمعتك المهنية من أجل الانتقال لوظيفة أو قطاع آخر دون أدنى شك. 

مــــــــــــــــاهي الخلاصـــــــــــــــــة؟ 

إن كنت تسعى لتطوير مسيرتك المهنية في مجال الصيدلة، فإن القطاع الدوائي في  المملكة العربية السعودية يوجد فيه فرصا واعدة، فالمهمة هي الآن تقع على عاتقك في أن تستثمر في نفسك بالحصول على مؤهلات المهنية المطلوبة في سوق العمل من أجل مواكبته والسير خلف الاتجاه الذي يريد الوصول إليه خلال العشر سنوات القادمة. 

لذا يجب ألا تقتصر مجهوداتك على الجانب النظري فحسب، بل ابحث عن فرص للتطبيق والممارسة العملية في الشركات والمؤسسات الصيدلانية المختلفة، مع عدم اغفالك بأن السلوك المهني الجيد وخلق الانطباع الطيب هو أساس النجاح في هذا المجال، ووفقا لما سبق كن على اطلاع دائم بأحدث التطورات في مجال الصيدلة يمختلف توجهاتها، واستغل الفرص المتاحة للتدريب والتطوير وبذلك ستكون قد خطوت خطوات ثابتة نحو بناء مستقبل مهني زاهر وملهم. 

استعد لرحلة مثيرة مع هذين الكتابين اللذين سيغيّران نظرتك حول عالم التشريعات الدوائية 

عبدالعزيز آل رفده، أيمن القاسم، هاجر العنزي

إن كان هناك أسئلة تتعلق بكل ما ورد أعلاه  أو اقتراحات للتطوير من النشرة بإضافة أفكار لها لا تتردد في مراسلتي عبر البريد الإلكتروني للنشرة من خلال هذا العنوان  [email protected]