هديُّ المجالس الغائب!

2 يونيو 2025 بواسطة محمد جمال بخيت #العدد 5 عرض في المتصفح


«لا تذكروا هَلكاكُم إلَّا بِخَيرٍ»  سيدنا رسول الله ﷺ  
وهذا الهَدْيُ الشريفُ قد تجدُ له حضورًا في بعضِ الأحيانِ، ولكنه -للأسَف- مما يغيبُ عنّا في كثيرٍ من المجالسِ، فلا يجدُ بعضُ الناسِ متنفسًا للحديثِ إلا بهذه الأنفاسِ المُعتمةِ بمساوئِ الناسِ وحالِهِمُ المُظلمِ، فيفتحون دفاترَ السيئاتِ ويقلبون صفحاتِ العيوبِ!  
ولا يكتفي بعضُهم بحالِ مَن رحلَ، فيستطيلون على الأحياءِ همزًا ولمزًا ونميمةً وغيبةً، يقتاتون على أعراضِ الناسِ وسرائرِهِمْ، لا تجدُ عندهم وقوعًا في سجلّاتِ حياةِ الناسِ إلا عندَ تلك الصفحاتِ المُهترئةِ والمطويةِ، وغابَ عنهم إعلانُ الحرمةِ الشهيرُ: «فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا» كما قالَ رسولُ اللهِ ﷺ.  
وهو الذي قالَ ﷺ: «كَسْرُ عَظْمِ المَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا» فكيفَ بمن يطرقون بألسنتِهِم أحوالَ الناسِ ويحطمون أعراضَهم في مجالسِ الافتضاضِ!  
والأمرُّ من ذلكَ مَن يجولون في دفاترِ الأقربينَ، ممن تربطهم بهم صلةُ نسبٍ وعلاقةُ رحمٍ!  
أيُّ مهلكةٍ أبلغُ من هذا! ولماذا يُثقلُ الإنسانُ كِفّةَ سيِّئَاتِهِ بأوزارِ الناسِ التي سيُعطاها يومَ القيامةِ؟ لماذا تُفرحون الشيطانَ بإصغائِكم لهُ والسيرِ وفقَ ما يحبُّ من تعرّضٍ للناسِ واعتداءٍ عليهم بحجةِ تلطيفِ المجالسِ، ومَن يشحنُ صدورَ الناسِ تجاهَ بعضِهِم أكثرَ!  
اللهمَّ عفوَكَ وعافيتَكَ وسلامتَكَ.

مشاركة
بدايات معرفية

بدايات معرفية

نشرة مخصصة لمشاركة المحتوى المعرفي في مجالات العلوم الإسلامية والجوانب الاجتماعية والحياتية.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من بدايات معرفية