مجاوبات (1)

1 يوليو 2025 بواسطة بدر آل مرعي #العدد 1 عرض في المتصفح
الحياة في سبيل الله .. كلّنا حنظلة

الحمد لله حقّ حمده، والصلاة والسلام على حبيبه وعبده، وبعد.

أبدأ بأكثر سؤال يصلني على البريد، مفاده: فقدت نقاوة التعبد، وحلاوة القرآن، بسبب الانهماك في الواجبات المعيشية من زواج أو كسب أو دراسة، فأقول ومن الله المدد:

أفهمُ محبّتك للحال الأول، أيام كان المرء يرفرف بقلبه، ويحلّق بجناحين من الأنس بالله، روحه أصفى من الزجاج، ينسى نفسه أثناء تعبده، فلا يوقظه إلا داعي عبادةٍ أخرى تناديه؛ فيلبّي.

لكننا حين ننظر للأمر بعين الشرع والقدر، نجد أن الله يحبّ لنا التعبّد النقي، ويحب لنا -أيضًا- أن نتعبّد على الحال المزدحمة التي نشكو منها، فنختلس من وقت المجلس الطويل دقائق للاستغفار الخفي، وننسلّ خفية أثناء الدوام لنركع ركعتي الضحى، ونقوم -بثقل رؤوسنا وشعث شعورنا- لندرك قبل الفجر قيام الليل.

لا حلّ أمامنا إلا بأن نتعلم الحياة في سبيل الله، بكل ما في الحياة من صخب، أن نخالط الصوارف بروح المقاتل العنيد، ونقدّم بانكسار وحياء وقتنا المتبقي بين يدي الله؛ فرأس الجود بذل الموجود.

الهروب مخدّر مؤقت، هذه حياتنا، كما أنها حياة من سبقنا، ففي يوم من الأيام الخوالي العوالي بصحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، اشتكى حنظلة الأسيدي -رضي الله عنه- مما نشكو منه فقال: "نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين، فإذا رجعنا إلى الأزواج والضيعات نسينا كثيرًا" فكان الردّ النبوي الحكيم: "والذي نفسي بيده، إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة، ثلاث مرات".

حنظلة اليوم يشكو ضغط الدراسة، ومسؤولية الزواج، وتعب الوظيفة، والحل أن نصنع لنا في هذه الأجواء الخانقة نسمةً تنعش أرواحنا، فإذا جاد الزمان بتفرّغ -ولو بعد حين- أرينا الله صدق الحال، وشاهد الدعوى.

لبنى بوعمروحبيبةButhaina119 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة بدر آل مرعي البريدية

نشرة بدر آل مرعي البريدية

طالبُ فهم.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة بدر آل مرعي البريدية