فلسطين: لكي لا يطول أملُنا! - العدد #3 |
بواسطة سالي الزيد • #العدد 3 • عرض في المتصفح |
الأيام الماضية كانت ثقيلة جدًا، محملة بالدماء والبكاء، حاولت عدة مرات أن أكتب، أن استمر بحياتي بشكلٍ لا يؤثر على التزاماتي في الدراسة والمنزل والعمل ولكن لكُل مقامٍ مقال كما يقال، ومقام الحزن والحسرة على من استشهدوا كان أكبر من أن أكمل حياتي بسلام أو أن اتأثر عرضيًا!
|
|
أحداث 7 أكتوبر |
ما حدث بعد ٧ أكتوبر كان مرحلة وعي جديدة بالنسبة لي، مرحلة رسخت الغضب والحقد بداخلي أكثر على بني صهيون، اذكر أني استغرقت مدة عامين لقراءة رواية من مائة صفحة تتحدث عن قصة حقيقة حدثت في دمشق حين قتل جماعة من يهود الشام قسيس نصراني لكي يقوموا بعمل فطير من دمه! اشمئززت مما كتبه نجيب الكيلاني في روايته "دم لفطير بني صهيون"، واستثقلت النص كثيرًا على الرغم من صغر حجمه ولكن سلط الضوء على جزء مهم جعلني أبحث وأطلع أكثر على تاريخ بني صهيون. |
في أول يومين من أحداث طوفان الأقصى، لم ألقي بالًا لما يحدث، فقد كانت المقاومة هي المنتصرة، وكُنت أريد اللحاق بموادي الدراسية المتراكمة، ولكن الأيام التي تلت ذلك وجدت نفسي مستغرقة بالأحداث والأخبار، وأرى الفيديوهات والصور التي ترددتُ في البداية بمشاركته، لأني ظننت أن علي ألا أخرج خارج سياق حسابي في منصة إكس وأن الدعاء يكفي دون أن أشارك بذلك الزخم الكبير، فعدة إعجابات تكفي أليس كذلك! |
لكن حين رأيت هيڤي عمار، وهي كاتبة عرفتها من مقالها الجميل الذي تمنيت لو كتبته في موقع قوثاما، تفشارك وتتفاعل مع القضية، سألت نفسي لماذا أتخاذل؟ لماذا أصمت؟ هل محتوى حسابي المانع؟ تبًا للمحتوى وللحساب! |
فبدأت من بعدها المشاركة فيما يحدث إعادة نشر، إعجاب، دعاء، القليل من الشتائم، حاولت الكتابة ولكنِ رأيت بأن هذا لم يكن يُجدي نفعًا! فلماذا علي إن أثبت لمسلم عربي أن عليه أن يهتم بقضية الأقصى؟ لماذا علي ذلك؟ |
قضية عقيدة مش إنسانية! |
توجهت للترجمة تارةً أُترجم أخبارًا للغة الانجليزية وتارةً لغيرها، ولكن في ظل هذه الأحدث ويالسخرية عرفت بأن علي أن أثبت للمسلم العربي أن القضية الفلسطينية هي عقيدة وليست قضية شعبي وشعبك! |
لقد وجدنا صهاينة بيننا! آه آه وجدنا منافقين، يستخفون بكل هذه الدماء، وكُل هذه الأحداث، أناس كانوا يقولون لمن يدعم ويناصر القضية أنت "مزايد!"، آه تبًا لكم ولمن أوصل لكم الإنترنت والتقنية. |
ما كان يزعجني حقًا في هذه الأحداث أن من ظننت أنهم سيشاركون في دعم القضية تخاذلوا وصمتوا! |
من ظننت بأنهم من أهل القانون فضلوا الحياد والصمت على المشاركة ولو بتغريدة واحدة ولو بحديث واحد! بل أن البعض منهم كان يصور حياته وكأنه منفصل عن العالم! |
أراهم يتحدثون عن تطورهم الشخصي والمهني، وهم لم يطوروا من إنسانيتهم ولم يحترموا هذه الأيام! |
لقد أدركت في هذه الأيام أهمية محاضرات سوية المؤمن لشيخنا أحمد السيد، والذي تحدثت في أحد حلقاتها عن المسؤولية تجاه الإسلام والمسلمين، وأنه بقدر ما يتحمل الإنسان مسؤولية نفسه عليه أن يتحمل مسؤولية أُمتُه وينصرها. |
ركزك على ذاتك! |
إن محاضرات معلمي أحمد السيد، عكس الأسلوب الذي بات طاغيًا في عالمنا الإسلامي والذي أحدثته الفرادنية والليبرالية وأكملت التقنية دورها، فجعلت لكل إنسان حرية أن يتقوقع حول نفسه، وأن يشغل عالمهُ كُله بِذاته. |
ومن إسهال أسلوب الحياة المائع هذا هو أنك سترى"من يقول لماذا أقاطع المنتجات الداعمة لبني صهيون؟ لماذا علي أن اتخلى عن ستاربكس وماكدونالدز وغيرها من المنتجات؟ |
لماذا أخرب حياتي وأشغل نفسي بأناس هم من بدأوا الحرب؟ هم من أطلقوا الرصاص، وهم من دافعوا عن أرضهم، عليهم أن يستسلموا لكي تتوقف الحرب! |
فما شأني لو اغتصبوا أرضك؟ واستباحوا دمك، وقُتلت عائلتك بإبادة جماعية؟ هل على حياتي أن تتوقف؟ لأجل أنت!" |
آه من الأنذال عديمي المروءة، آه من الخيبة التي تُصيبُني حين اتذكر بأنه "سيأتي زمانٌ يظن فيه أهل الحق أنهم مجانين، من فرط وقاحة و جرأة أهل الباطل!" |
إعلام عاهر وقح! |
في خضم هذه الأحداث أظن علي اختصار الحديث عن الإعلام الغربي العاهر الفاجر وقصصه التي باتت مفضوحة لنا ولهم، لقد سقط الإعلام والأعلام وكُل من دافع على بني صهيون. |
يالهم من مدلسين حين نشروا خبر مُفبرك عن قطع المقاومة لرؤوس 40 طفل!! ويالها من دناءة حين تحدث جو بايدن رئيس الولايات المتحدة للإعلام عن أسفه وعدم تصديقه لما فعلته المقاومة، وهم حتى لم يملكوا الصور أو أي إثبات على هذا الحد |
أجيالٌ لن تُصالح! |
لم يكن المشهد قامتًا في الأيام الماضية بسبب الدماء، بل كان له جانب جيد لم أتوقع في يومٍ من الأيام أني سأشهدُه، لم أتوقع أن الوعي بالقضية بات واضحًا جليًا لأجيال كثيرة، لم أظن بأن أصدقائي ومعارفي وآخرون من جيلي -جيل رقائق الثلج- هم بهذه الصلابة التي جعلتهم يشاركون ويتخدون موقفًا حاسمًا من القضية. |
لم أظن بأن هُناك من أوقف حسابه وعمله لكي يشارك في القضية مثل وسم ووعد وبولا ووليد طه، وأن هناك من سيبتكر حلولًا لكي يساهم في مساعدة المتضررين،ليس بشكل مؤقت بل مستدام مثل أستاذي يونس بن عمارة وأستاذ خالد الأحمد، وممن سخر حسابه لكي يوصل القضية لمتحدثي اللغات الأُخرى ومنهم المعتصم بالله وياسمين، والقائمة تطول تطول! |
ظننت بأننا جيل نسي القضية! ولكن أظن بأننا لن ننسى بعد الآن، حتى ولو خرجوا، ولو تركوا الأرض، لن نُصالح، لن نُصالح! |
فلتخف فلتخف! |
هذه الأيام خُفت فيها كثيرًا ليس فقط من الإبادات الجماعية في غزة، بل خُفت بأن يكون الشهداء خصومي يوم القيامة، أن يسألني الله هل دافعتِ عنهم؟ هل شهدتِ بالحق؟ أم ماذا فعلتِ؟ وأخاف بأن تكون إجابتي "لا يالله لم أفعل" لم أنصرهم، لم أفعل وأنا بيدي ذلك! |
بيدي أن أعارض ما يحدث، أن أقاطع، أن أغضب، بيدي أن أفعل شيئًا، ولكنِ لم أفعل! |
وأخاف أكثر من حقيقة أن يميت الله قلبي، لأني لم أكن معهم! أن لا يوفقني الله لنصرهم، للحديث عنهم، أن أكون ممن يقتاتُ على جُثثِهم وأشلائِهم! |
هل تراني أرفض وأعرض عن توفيق الله بنصرة أخي، هل تراني أحرم نفسي أجر عظيمًا حين أصمت! |
هل تراني أكن ممن طال أملهم بالدُنيا؟ كما قال القرطبي حين فسر قوله تعالى: ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ [الحجر:3]. |
فإن طول الأمل هو "الحرص على الدنيا والانكباب عليها والحب لها، والإعراض عن الآخرة، والانشغال عن الطاعة". |
أعوذ بالله أن أكون ممن طال بِهم الأمل، وأعوذ بالله أن اغتر بهذا الإيمان الذي لدي، ولا أدعوا لله بأن يثبتني ولا يزغ قلبي بعد أن هداني، أعوذ بالله من العجز وقلة الحيلة. |
الحياة لن تتوقف! |
لا زالت الأيام مستمرة ولا زال القصف مستمر، اليوم قطعوا الاتصالات والإنترنت لكي يفصلونا عما يحدث في غزة، اليوم أهلنا تحت الإبادة! |
ونحن لا زالنا نأمل الخلاص وأن يسلم الله الباقي منهم، لا أظن أن إي إنسان يمكن أن ينجو من هذه الأحداث سواء كان غي غزة أم خارجها، دون أن يقرأ القرآن ويراجع عقيدته ودينه ويثبت نفسه بالأحاديث والصحبة الصالحة التي تُعينه لا تُثبطه! |
لن أصمت، وسأقاطع، وسأنشر واتحدث عن غزة، وعن القضية، لن أصالح ولن أتوقف عن الدعاء وإيجاد الطرق لكي أفعل شيئًا واحدًا. |
فحديثي ونشري وإن كان في إطار ضيق هو يؤُثر على غيري، فقد يجعله يفعل شيئًا أيضًا، قد يجعله يُقاطع، قد يجعله واعي أكثر، فُكل ما نففعله الآن له جدوى! |
مصادر لكي لا يطول أملنا في الدُنيا وجهلنا بالقضية! |
إن كُنت يا رفيقي تريد أن تعرف كيف تهتدي إلى كتاب في العقيدة الإسلامية لكي تُثبت نفسك وتقوي إيمانك، وإن كُنت تريد أن تعرف أكثر عن القضية فدعني أُحِيلُك على مصادر نافعة، وإن لم تكن تريد أن تتطلع عليها شاركها مع غيرك، بلغ بها عل شخصًا آخر يحتاجها: |
كُتب |
|
كتب عن فلسطين: |
|
مقاطع مصورة: |
هُناك الكثير من المصادر عن فلسطين، هُناك الكثير لمن يبحث عن الحقيقة. |
وهُناك قصيدة أمل دُنقل "لا تصالح"، لكي لا نُصالح، لأنها أشياء لا تُشترى |
في الختام شكرًا لوقتك يارفيقي، وإن كان هُناك ما تُحب قوله تفضل المساحة حرة لك، وإن كان لديك نقد شاركني إياه حتى لو كان سلبيًا، فلست أكتب لكي أتلقى المدح! |
اقتباس اليوم"اللهم إنّا نبرأ إليك من حولنا وقوتنا ونلجأ إلى حولك وقوتك.. اللهم انصر أهل غزة نصرًا من عندك يغنيهم عن نصر من سواك". |
بالأمس أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية تقرير عن أسماء وبيانات الشهداء الذين وصلوا للمستشفيات في غزة من (7 أكتوبر - 26 أكتوبر) عقب القصف الصهيوني. |
التعليقات