خطوتين سيصنعون الفارق في بداية طريق صانع المحتوى، وأدوات مساعدة على صناعة المحتوى! العدد #1

بواسطة سالي الزيد #العدد 2 عرض في المتصفح
فلتكن الغاية قبل الهدف!

مصدر الصورة Dribbble

مصدر الصورة Dribbble

لذة الكتابة لا توازيها لذةٌ أخرى، هذا ما وجدته سابقًا وهأنذا أعود لأكتب من جديد، لكي أحسن من أسلوبي في الكتابة والذي تعرض للإهمال!

إذا كنت لا تعرفني فأنا سالي الزيد، أدرس القانون ومؤسسة مبادرة الكُنّاش القانوني، وصاحبة مدونة المُقدمة، وهذا العدد الأول لنشرة أرشيف ٢٧ والتي أُشارك فيها أفكاري، وتوصيات لكتب وأدوات وأتحدث فيها عن تعلمي لكتابة المحتوى.

وإن كنت تعرفني، فستعرف أني خضت في تحدي رديف وكتبت أربعين مقالًا بشكل متواصل وأنهيت التحدي بخير الحمد لله، ولكن بعد ذلك لم أكتب شيئًا ولم أمارس الكتابة كثيرًا، بجانب أني أنشغلت في عدة أمور أُخرى، أفقدتني الاتصال مع الكتابة، مما جعلني أتردد كثيرًا في الكتابة، خاصة مع غياب غاية من كتابتي بشكل مستمر وعدم وجود هدف أصب به طاقتي في الكتابة، ولأجل ذلك دعني أتحدث معك عن موضوع يهمنا نحن الاثنان!

الشتات وفقدان الغاية

ما حدث في الفترة الأخيرة لي بعد بلوغي لهدفي ودخولي رديف، وتواجد فرص كثيرة إن عملت عليها وصنعت ملف أعمالي سأجد عملًا ومعرفة جيدة في مجال كتابة المحتوى، جعلني أشعر بالشتات، وذلك لعدم وجود غاية أصب بها طاقتي، فقد كتبت لأجل أن أكتب ما يجول في خاطري وأناقش أفكارًا حبستها في نفسي لمدة طويلة، ولكن تفاجأت بأن الكتابة يمكن للمرء أن يجني المال من خلالها، وفي مجالات عديدة أيضا!

وهذه الصدمة التي تعرضت لها جعلتني مشتتة، كما يحدث بالضبط معك حين تفتح لك أبواب لم تتخيل أنها موجودة أصلًا!

الشتات الذي حدث في الفترة الأخيرة وخوضي لعدة أمور أخرى في ذات الفترة جعلني أفكر بأن العمل في الكتابة بأي مجال هو هدف وليس غاية، ووجود الهدف وعدم وجود الغاية هو سبب لإهدار موارد الإنسان وشتاته!

والشتات الذي أعنيه هو شتات الذهن " تشتَّت الانتباهُ: والانشغال  بموضوعاتٍ شتَّى؛ يفقد بها المرء تركيزَه على موضوعٍ واحد. 

 وأما الغاية التي يجمع بها المرء نفسه  يُعَرِّفُها المختصون في علم الإدارة بأنها كل ما يمكن أن نعتبره مبدأً ساميًا عامًّا، بعيد المدى, تحدد فيها النوعية, ويمكن الوصول لدرجات منها وليس كلها.

والهدف فهو إجراء ملموس قابل للقياس، يحدد كمية، متغير، ويمكن تحقيقه كاملا. وهو رغبة صادقة ضمن إمكاناتك مكتوبة محددة بوقت مجزأة بمهام تنتظر تحقيقها.

فالغاية هي الدافع والمحرك الأول لأي إنسان، أي أنها بمثابة المهمة الكبرى أو الرؤية التي من خلالها سيضع الإنسان أهدافه الخاصة، ويسعى لتحقيقها.

ما يهمك يا رفيقي هو أن غياب الغاية والقيمة لما نفعل يجعلنا عرضة للشتات لكثرة الأهداف، وهذا ما قد يقود المرء إلى إهدار موارده الذاتية من وقت وجهد في أهداف تفتقر للغايات.

إن غابت الغاية يا رفيقي يصبح المرءُ منهكًا، حتى وإن أوجد لنفسه الأهداف، حتى وإن حققها، فهو يفتقرُ للغاية التي يجمع تحتها كُل جُهده، ووقته. 

كن مسوقًا!

خلال بحثي ومشاهدتي لصناع المحتوى ومسوقين ومن يعملون بالتجارة الإلكترونية، تحدث كثيرًا منهم في مساحات ومنشورات منصة أكس، على أنك لكي تحدد أهدافك التسويقية وتضع خطة محتوى ناجحة عليك أن تضع لنفسك غاية مما  تقوم به سواء لبناء علامتك التجارية أو للترويج لمنتجك، فلكي يشتري منك الناس المنتج الخاص بك عليك أن تعلم أنت ما الغاية منه؟

فحين تجد الغاية مما تقدم ومما تتعلم تسهل على نفسك وضع الأهداف وتحقيقها، وتستطيع رؤية نتائج حقيقة، تعود عليك بالنفع.

انطلق من المكان الذي تعرفهُ!

كما ذكرت آنفًا غياب الغاية، وتواجد العديد من الفرص جعلني أتردد كثيرًا لكي أحدد ما أريده من الكتابة، فكل الأشياء مناسبة، وكل الأشياء يمكنني التدرب عليها وتطوير نفسي بها، ولكني لا أملك دافعًا محركًا لي يجعلني استمر وأنمي من قدراتي.

لكن الوقت لدي لم يعد يتسع لي لأجرب كُل شيء، خاصة مع وجود أمور أخرى أهم، ولذلك كان الحل المُناسب والذي سيعود علي بفائدةٍ مضاعفة هو  قيامي بربط مجال تعلمي الحالي وهو القانون بكتابة وصناعة المحتوى، ولأجل ذلك كان على أن أصنع محتوى قانونيًا يمكنني من خلاله أن أقدم معرفة قانونية منظمة، وهذا ما قد كان.

 فقد قُمت بكتابة الملف التعريفي للكُناش القانوني وإعداد خطة محتوى نشر يومي من خلال منصة أكس وذلك عبر استهداف الفئة غير المتخصصة بالقانون، وعرض النظام السعودي، بدايًة بنظام العمل، وتقديمه عبر محتوى مرئي ومكتوب. 

إذًا حددت الغاية، وهي أن أرفع مستوى الوعي القانوني والذي هو في نطاق تعلمي والهدف هو عرض محتوى قانوني منظم يخدم غير المختصين، والخطة هي عرض هذا المحتوى عبر منصة أكس بشكل يومي ومتنوع، والنتيجة لم تتضح بعد، ولكن سأتحدث بها معك في العدد المُقبل إن شاء الله. 

الانطلاق من المكان الذي تعرفه يسهل عليك ويقلص عدد الخيارات المتاحة، بدلًا من أن تذهب وتتعلم من جديد أنت تصنع المحتوى فيما تعرفه أنت، مما يعني أنك تمتلك نقاط قوى أكثر من غيرك. لذا إن كُنت في بداية طريقك للتعلم، أعرف ماذا لديك ولماذا تريد كتابة المحتوى ليسهل عليك البدء دون أن تشتت انتباه وتُهدر طاقتك! 

إن لم تعرف الآن فمتى ستعرف؟

على المرء أن يعرف الغاية مما يفعل، حتى على مستوى حياته الشخصية، عليك أن تعرف لماذا تفعل هذا تحديدًا دون غيره، حتى حين تعرف صديقًا جديدًا! فحين تصادق بشكل عشوائي قد تقودك الحياة إلى مآلات  أنت في غنًا عنها!

جميعنا لدينا أهداف على جميع كافة المستويات في الحياة، وجميعنا نسعى لتحقيق الأهداف التي وضعناها بقدر المستطاع، ولكن الغاية الغاية هي العنصر الأهم المفقود، هي العنصر الذي يرسم لك خريطة أنت ماذا تريد مما تفعل، هي دافع القيام بالشيء والخطوة الأولى التي تسبق الهدف. 

ابدأ بلماذا؟

ما ساعدني لمعرفة غاية ما أفعل هو البدء بسؤال لماذا قبل أن أسأل ماذا، فالسؤال ب"لماذا" يجعلك تجد الغاية من فعلك هذا أو قولك، والسؤال ب"ماذا" يجعلك تجد الهدف أو الأهداف لغايتك وسؤال " كيف" يجعلك تضع الخطة لغايتك. 

هذا بجانب تقييمك لنفسك وما قمت بهِ سابقًا ودراسة الطريقة المناسبة لك للتنفيذ.

في الفترة السابقة حين اشتركت في مجتمع رديف، استطعت أن استفيد من أدوات سهلت علي مهمة البحث واستطعت أن أجد أسئلة تخدم صناعة محتوى الكُنّاش القانوني، بجانب معرفتي لأداة سهلت علي متابعة ما تنشرهُ المواقع التي أهتم بها.

أدوات تساعدك!

أحببت صور الكواليس التي يضعها عبدالعزيز آل رفدة وأردت وضع صورة من كواليس هذا العدد 

أحببت صور الكواليس التي يضعها عبدالعزيز آل رفدة وأردت وضع صورة من كواليس هذا العدد 

الأدوات هي : 

Asloasked: https://alsoasked.com/ 

يمكنك كتابة موضوع السؤال الذي تريده، وستظهر لك الأسئلة التي سألها الآخرون عن الموضوع.

Feedly:https://feedly.com/ 

يمكن مشاهدة شرح أستاذ يونس بن عمارة  لهذه الأداة من خلال رابط الفيديو : 

  https://youdo.blog/2022/09/15/how-to-write-in-a-new-field/ 

هذه الأدوات ستوفر عليك الوقت في معرفة الأسئلة فيما تبحث عنه، كما ستسهل عليك معرفة المحتوى المنشور في المواقع التي تُتابعها من خلال تواجد في موقع واحد.

فلنقرأ سويًا!

في الفترة السابقة لم أقرأ الكُتب، وقد اعتمدت على المقالات والدراسات العلمية بشكل كبير، ولأجل أني أريد العودة للقراءة وزيادة حصيلتي اللغوية، أريد مشاركتك كتابًا علك تقرأه معي، وهو كتاب خفيف لطيف مُؤلف من عدة مقالات نشرها عبدالوهاب مطاوع خلال عمله في الصحافة، ثم جعلها في كتاب اسماه "صديقي لا تأكل نفسك". 

هناك نسخة الكترونية منه للقراءة وهناك نسخة صوتية، ولا يمكن لمن يقرأ لعبدالوهاب مطاوع إلا أن يعود لقراءة المزيد من أعماله.

الكتاب صوتيًا 

  الجزء الأول https://youtu.be/ApJq1qLOI6w?si=QUwhpV9zW5LP_2Q_ 

الجزء الثاني https://youtu.be/lGbnjou4a1s?si=nNRVvUEzsbJDxIfD 

شاركني القراءة أو السماع ولنتحدث عن الكتاب في العدد القادم إن شاء الله.

خاتمة العدد الأول

كتابة هذا العدد كانت ثقيلة، كونها جعلتني أواجه خفوت مستوى كتابتي، ولكن هذا العدد جعلني ابدأ من جديد، وهذا رائعٌ جدًا، معنى العودة رائع. أتمنى أن يعجبك العدد الأول وأن لا تظن أن الأعداد التالية ستكون مثله، بل ستكون أفضل بكثير - إن شاء الله- ما تحدثنا عنه اليوم هو موضوع مُهم لا يمكن اختزاله وفيه وجهات نظر مختلفة، ولكن كما تعلم هذا أمرٌ شرحُهُ يطال وأنا وأنت يا رفيقي لدينا أعمال، فنلتقي على خير إن شاء الله في ٢٧ أكتوبر من هذه السنة.

اقتباس اليوم : امش خطواتك الأولى ببطء ولا تستعجل النتائج!".

مشاركة
نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

نشرة أرشيف ٢٧ البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أرشيف ٢٧ البريدية