⚡📡 موجة الذكاء الاصطناعي – ابتكارات وأفكار من قلب المملكة 🇸🇦

في هذا العدد نحتفل بخطوتين نوعيتين من السعودية في عالم الذكاء الاصطناعي و”التقنية العميقة”:

• HUMAIN Chat: هو أول شات بوت ذكي عربي تم تطويره في المملكة، مدعوم بذكاء عميق يعكس ثقافتنا ويحترم هويتنا، وكل ذلك يُدار من داخل بنية تحتية سيادية.
• خرائط HeDHaD (مثل تكامل Vertex AI مع خرائط Google): تقنية تغير مفهوم الخرائط التقليدية نحو ذكاء مبني على البيانات الجغرافية في الزمن الحقيقي.

أهم الأخبار

السعودية تطلق Humain Chat وتنهض ببنية قوية للذكاء العميق

في خطوة استراتيجية، كشفت السعودية عن HUMAIN Chat، أول شات بوت ذكي يبُنى بالكامل داخل المملكة، ويستند إلى نموذج ALLAM 34B المتخصص بالغة العربية، والذي يدعم اللهجات العربية ويوفر قبولًا ثقافيًا فريدًا. التطبيق أصبح متاحًا عبر الويب والهاتف، مع ضمان سيادة البيانات وطابع محلي متكامل  .

في الوقت نفسه، بدأت شركة HUMAIN في بناء مراكز بيانات ضخمة في الرياض والدمام بطاقة 100 ميغاواط لكل منها، تدعمها شرائح AI حديثة من Nvidia (Blackwell) وغيرها، ضمن عقد بقيمة مليارات الدولارات بالتعاون مع AMD وغيرها من الشركات العالمية  .

كما تُظهر التقارير أن الشركة تحت إدارة صندوق الاستثمارات العامة تهدف إلى تحويل المملكة لمركز عالمي في الذكاء الاصطناعي، مع استثمارات تقدر بعشرات المليارات لبناء بنية تحتية قوية وتطوير نماذج عربية متقدمة.

مبادرة وطنية لتمكين مليون سعودي في الذكاء الاصطناعي

أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) مبادرة تحت عنوان ساماي (SAMAI) تهدف لتدريب مليون سعودي وفتاة في مجال الذكاء الاصطناعي. المبادرة جزء من حملة “العودة إلى المدارس”، تتضمن مقررات تعليمية وتوعوية للمعلمين والطلاب، وتتكامل مع المنهج الجديد للذكاء الاصطناعي المدرسي 2025–2026 الذي كان قد أعلن عنه سابقًا. وُضعت هذه الخطوة ضمن إطار رؤية السعودية 2030 لبناء مجتمع معرفي قادر على تلبية المتطلبات العالمية في التكنولوجيا. المبادرة لا تهدف فقط إلى التعريف بالأدوات والمتطلبات التقنية، بل تشمل أيضًا مهارات التفكير النقدي والعمل الأخلاقي في استخدام الذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة تمثل دعوة فعلية لتخريج جيل لا يستخدم الذكاء الاصطناعي فحسب، بل يصمّمه ويبتكره.

للاطلاع على المبادرة

توجّه جديد لحوكمة الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط

على الرغم من النمو السريع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بدأت دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات بوضع أطر للحوكمة تشمل مبادئ أخلاقية بدلاً من تشريعات صارمة. تظهر دراسات أنَّ هذه النهج “الليّن” يعزز الابتكار لكنه يسلط الضوء على خطر “غسل أخلاقي” (Ethics‑washing) ويطرح تساؤلات حول الحاجة لتوافق مع أطر مثل قانون الذكاء الأوروبي. التحدي يكمن في إيجاد التوازن بين تسريع التطوير التقنية وحماية الحقوق، خصوصًا مع تركيز الحكومات على تطوير قدرات وطنية ضمن أطر موثوقة.

المصدر

الذكاء الاصطناعي يتنبّأ بالمناخ بدقة في السعودية

في دراسة بحثية بتقنيات Deep Learning، ابتُكرت نموذج هجيني (CNN‑GRU‑LSTM) يتنبّأ بدقة عالية بمفردات مناخية مثل الحرارة والرطوبة وضغط الجو في منطقة القصيم حتى 2050. النموذج تفوّق بشكل كبير على طرق الانحدار التقليدية، وأظهر نتائج دقيقة للغاية (R² تفوق 99% في أغلب المتغيرات). هذه التقنية تعد قفزة مهمة لفهم التغير المناخي المحلي واتخاذ تدابير وقائية متقدمة، خصوصًا في بيئة صحراوية تتطلب أنظمة إنذار مبكر للفيضانات والحرارة القصوى.

للاطلاع التفاصيل

إطلاق تطبيق “خرائط هدهد” السعودي بدعم حكومي

في خطوة تدعم التكنولوجيا المحلية وتستجيب لاحتياجات المستخدمين في المملكة، أعلنت الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية (NTDP) عن شراكة استراتيجية مع شركة هدهد للخرائط الرقمية، بهدف إطلاق تطبيق خرائط وطني متقدّم يُعادل في كفاءته الخدمات العالمية .

أبرز المزايا:

• تصميم بواجهة سهلة وبديهية تلائم المستخدمين في التنقل اليومي والتخطيط اللوجستي المعقد.  
• دقة عالية وتغطية محلية محدثة في الوقت الحقيقي، مع إمكانيات تتجاوب مع الظروف المحلية.  
• تجوّل افتراضي (Street View) يتيح استكشاف المناطق بدقة قبل الانطلاق، بالإضافة إلى تنبيهات مرورية وعرض تفاصيل مثل المداخل، العنوان الوطني، ومحطات المترو.  

أهمية الخبر محليًا:

هذه المبادرة تعزز قدرة المملكة على بناء بنية تقنية مستقلة تعكس فهمًا دقيقًا للبيئة المحلية، وتقلل الاعتماد على خدمات أجنبية، بما يعزز سيادة البيانات ويتيح ابتكارًا محليًا حقيقيًا. يمكن أن يشكل التطبيق حجر أساس لتطوير خدمات حكومية ذكية في التنقل واللوجستيات والسياحة الرقمية. كما يشكّل نموذجًا موفقًا لدعم الشركات الناشئة الوطنية.

لتحميل التطبيق

Nano Banana – أداة التحرير الذكي من Google ضمن Gemini

طلقت Google رسمياً أداة Nano Banana، المدمجة في تطبيق Gemini، والتي فاجأت المستخدمين بقدرتها المذهلة على تحرير الصور عبر خطوات متسلسلة — بدون فقدان التفاصيل. يمكن للمستخدم أن يدمج صوراً متعددة في صورة واحدة جديدة، أو يطفو التعديلات على عناصر دقيقة مثل الوجوه أو الحيوانات بطريقة تحافظ على الاتساق البصري عبر التعديلات المختلفة  .

هذه الميزة أدخلت AI في مجال التحرير الإبداعي بطريقة لم تعهدها من قبل: تغطي الصور ثم “تتذكر” ما عدّلته، وتنفذ أوامر مثل تغيير الإكسسوار أو وضعية الشخصية بدقة شديدة  . حصلت Nano Banana على اهتمام عالمي لأنها تجاوزت الخطأ المعتاد في أدوات الذكاء الاصطناعي السابقة التي تسببت في تغيّر ملامح الأشخاص إلى حد يشوش الواقعية.

لماذا يهمنا محلياً؟ هي أداة قوية لمصممي المحتوى في السعودية والعالم العربي لإنشاء صور احترافية بسهولة—من تطوير حملات تسويقية إلى تصميم واجهات رقمية، حتى القصص المصورة، بأسلوب سريع دقيق ومستدام.

Corella AI – الذكاء الاصطناعي داخل الصفوف الأسترالية

في كوينزلاند، أطلقت الحكومة أداة Corella AI في 15 مدرسة ثانوية و11 مدرسة ابتدائية، ضمن تجربة تهدف لتمكين المعلمين والطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي ضمن المنهج المحلي  . الأداة تساعد المدرسين في المهام الإدارية مثل إعداد الدروس، كتابة الرسائل، وتنظيم الملخصات، مع الحفاظ على نزاهة التعليم—لأنها لا تُملي الحل النهائي بل تقدم إشارات وتوجيهات لتعزيز التفكير الذاتي  .

أظهرت النتائج المبدئية أنها خفّضت عبء العمل الإداري بنسبة تصل إلى 25٪، ووفرت الوقت للمعلمين للتركيز على التعليم المباشر والتوجيه الطلابي  .

Project Ire – عملاق Microsoft لكشف البرمجيات الخبيثة

كشفت Microsoft عن مشروع Project Ire، وكيل ذكاء اصطناعي مستقل قادر على الكشف عن البرمجيات الخبيثة وتحليلها بعمق دون الحاجة لأي بيانات سابقة عن مصدرها أو نوعها. يعتمد على نماذج لغوية كبيرة (LLMs) وأدوات هندسة عكسية مثل Ghidra وangr لتحليل كل جزء من ملف البرنامج، من بنية التحكم إلى السلوك الداخلي، قبل إصدار الحكم بمدى تهديده  .

في اختبارات على أنظمة Windows، حقق دقة تصل إلى 90٪، مع معدل خطأ منخفض (false positives حوالي 2–4٪)  . بمثابة أول AI في Microsoft يقدم “دليل مقنع” يكفي Defender لحظر التهديد تلقائياً.

ركن التعلّم

برنامج AI Fluency المجاني من Anthropic، معتمد لتعليم الكفاءات الأساسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وفعّال.

أطلقت شركة Anthropic، المطورة لنظام الذكاء الاصطناعي Claude، هذا البرنامج التوعوي لبناء ثقافة التعامل الصحيح مع أدوات الذكاء الاصطناعي. يركّز على أربع مفاهيم رئيسية:

• Delegation: معرفة متى وكيف نستعين بالذكاء الاصطناعي.
• Description: القدرة على طرح الأسئلة الصحيحة وبدقة.
• Discernment: تقييم جودة الردود التي يقدمها الذكاء الاصطناعي بوعي نقدي.
• Diligence: استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية.

البرنامج مُصمّم ليُدمج بسهولة في وقت المستخدم اليومي، حيث يمكن إنهاؤه في نحو أربع ساعات فقط، دون توجيه نحو أداة محددة، مما يجعله شاملاً وحياديًا.

لمَن يصلح؟

– للعائلات التي تريد تجهيز أبنائها بعقلية رقمية واعية.

– للمعلمين والمدربين الذين يعملون على تعليم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي.

– لأي شخص مهتم بفهم كيفية الاستفادة من هذه التكنولوجيا بشكل آمن وفعّال.

ما يضيفه للقارئ؟

دورة قصيرة لكنها قوية، تؤسس للتماهي مع واقع التكنولوجيا اليوم، استخدام الأدوات لا يُعني الإعتماد الأعمى. تساعد على بناء ثقافة رقمية مبنية على الثقة والمسؤولية، لتكون خطوة أولى نحو المشاركة الذكية في عالم الذكاء الاصطناعي.

رابط الدورة

الخاتمة

وصلنا إلى نهاية عددنا الثالث من “نشرة الذكاء الاصطناعي”، ومعه نُسلّط الضوء على تقنيات ساحية مثل Nano Banana لتحرير الصور، Corella AI في التعليم، وProject Ire لحماية البيانات، وشهدنا تطورًا محليًا مشوّقًا مع تطبيق “خرائط هدهد” الذكي.

ما نريدك أن تخرج به من هذا العدد؟ فكرة بسيطة: الذكاء الاصطناعي ليس فضاءً بعيدًا، بل أداة يومية تُغيّر شكل العمل، التعلم، وحتى التنقل. سواء كنت معلمًا، مطوّرًا، طالبًا، أو مستخدمًا عاديًا ، هناك دائمًا شيء جديد يمكنك استكشافه وتطبيقه في حياتك.

السؤال لك الآن: أي فقرة كانت الأكثر فائدة لك؟ وهل عندك اقتراحات لقسم “تقنية الأسبوع” القادم أو تقنيات معينة ترغب استكشافها في الأعداد التالية؟ شاركنا آرائك لأنها بالفعل تصنع الفارق!

إلى اللقاء في العدد القادم، ولا تنسى…

ابقَ فضوليًا، وذكيًا، ومتاحًا للتعلم!