ظلام يونس - العدد #14

بواسطة عهد #العدد 14 عرض في المتصفح
تعرف الضعافة؟

الضعافة مصطلح موجود في محيطي، ونقصد به النفس الضعيفة التي تدنو لكل دنيئ، لا تتغذى بالقوة، ولا تعني الكرامة في قاموسها معنىً سامي، كأنه رجلٌ بالغ بنفسية ورغبة طفل، فلن يستحي مثلًا في مجلسٍ أن يأكل بشراهه، أو كإنسان احمق لا يحاول، لا يبذل، لا يعمل، لا يجتهد، لا يسعى، لا يحلم، لا يطمح، إن الكل سبب ما هو فيه ما عداه. وهِن، هزيل، يتمتع بالضعافة!.

قرأت بيت للشاعر تركي الميزاني يقول:

"الصبر زين..وكل مطرود ملحوق                      وشرهة قدم رجلي على عظم ساقه".

وهذا البيت كفيل أن يقول لك عكس الضعافة!

 معلومة جانبية: هل تعلم أن الحوت الأزرق أكبر المخلوقات الحيّة؟

 معلومة جانبية: هل تعلم أن الحوت الأزرق أكبر المخلوقات الحيّة؟

ما الذي عندك يا انسان غير المحاولة؟ 

عندما عاقب الله -جلّ جلاله- آدم وحواء وانزلهما من الجنة بعد النعيم، للأرض عراة، لم يكن لآدم سوى التوبة! علِم آدم سوء نفسه وسوء الشيطان، عوِقب آدم، حزِن، ندم.. ثم أنزله عليه ربه كلمات التوبة ليهديه ربه مجددًا لسواء السبيل، ثم عاش آدم وعاشت ذريته، وعشنا نحن امتدادهم، نرتكب نفس الأخطاء باختلاف الوجهات والطرق والغايات. لكن، لأننا نعلم أن خير الخطائون التوابون نعود ادراجنا، ونعترف بما ارتكبنا، ثم نرجو رِفقهُ لئلا نركس مرة أخرى بغباء! انصرف يونس عن قومه وهو معرِضٌ عن دعوتهم، منكسر منهم، متعب ومنهك، إلا لأن الحياة لا تسير وفق مشاعرنا، وليست كل الأمور تستوعبها عقولنا عوقِب يونس بالغرق في ظلمة بطن الحوت! لأن الظلام هذا يهدي للنور نعيشه كرهًا، ونتعذب بهدوءه بضجيج أفكارنا، وتراكمات اخطائنا، وبلاهة تصرفاتنا. لأنه جزءٌ لا يتجزأ من حياتنا للإدراك!. هكذا أدرك يونس وحيدٌ حزين يردد "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". يظلم الإنسان نفسه بندامة العجلة، وملل النفس، وضيق أفق أفكاره، بسعيٍ لا يصِل، واجتهادٌ لا يُجنى. وبنفسٍ ضعيفة نقطن، نستسلم، نسخط، ربما حتى نجزع. فهذا ما نعرفه! إلا لأن الإنسان ينسى نجهل احيانًا ونظِلم نفسنا، وونندب حظنا. ويصبح صبرنا خفيف كالريشة تحملها رياح البأسِ بعيدًا ونُصاب ب "الضعافة".

سؤالي لك أنت،

ما الذي عندك سوى المحاولة والصبر؟ لأين ستؤل حياتك إن لم تصبر؟ ما الذي ستعجله نفسك التواقة؟ فلا يورِثُ العجل إلا الندامة! يعلم الله أن انفاسنا تنفذُ احيانًا كثيرة، ونفوسنا تبتئس لاوقاتٍ طويلة، وينهكنا هذا السعي، وترهقنا هذه الأحلام المتراكمة، وتذبحنا هذه الآمال الطائشة إلا.. ليس في اليد حيلة سوى الصبر والسعي، سوى التحامل والأمل ( مشعًا كان ينير دواخلنا، أو ضئيلًا كشمعةٍ صغيرة تدفئ قلوبنا). اقولك لك "الزبدة"، ليس لديك غير هذه الخيارات، فليست الحياة التي ستجلب امانيك على طبقٍ من ذهب تقدمه، إنها يدك التي ستشتري هذا الطبق، وقدمك التي ستسعى بك إليه. لا مكان بين هذه الخطط لخرافات جني الأماني، ولا مكان بين هذه الطموحات لضعافة قلبك ووهنِ فِكرك. فـ إما "أن تكون ذئبًا أو أكلتك الذئاب". 

اخيرًا، كما نردد دائمًا " لو ما أنت بكفو ما جتك الكلايف، القوي دايم صواديفه قوية!". (: 

إلى اللقاء في نشرة أخرى.

كاتبتكم المعهودة: عهد🌷

العَنُود.1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة نَجوى عهد

نشرة نَجوى عهد

نَجوى عهد، نشرة بريدية اسبوعية اشارككم فيها افكاري وتأملاتي وحتى هواجيسي التي ملّت حبس مذكراتي. جسرًا بيننا تغرّد فيه افكاري بحرية!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نَجوى عهد