شهر البركة - العدد #10

اكتب هذه النشرة قبل حلول الشهر المبارك بثلاث أيام، ولأنني اشعر نفسي آتية من المستقبل يُتوقع أن يبدأ الصوم يوم الخميس إن شاء الله. ويوم الخميس يومنا المميز يا أحبة! يوم نشرتنا، لكن الخميس هذا أقبلَ بعبقٍ مميز نألفه ونتلهف له، حضرةَ قدوم الضيف المحبب لقلوبنا: رمضان!🌙

روحانية الشهر المبارك🌙

لرمضان روحانيته الخاصة، فليس فقط كونه شهر كسائر الأشهر إنما فيه بركات تحتاجها النفس. إن البركة اصطلاحًا تعني: الزيادة والنماء، ويوصف بها كل شيء لزمه وثبت فيه خير إلهي. فعندما نقول أن رمضان بركة يعني فيه لنا من الخير أحسن النصيب. إن وجود رمضان في حياتنا رحمة؛ فالأجر فيه وافر، والفرص للعودة لله منهمرة، وأبواب الدعاء مشرّعة. إن رمضان فرصة يقال عنها فعلًا ما نقول "في السنة حسنة" أي مرةً واحدة في السنة يهلُّ بلسمًا على القلوب الجريحة، والنفوس التعيسة، والأرواح التي اعيتها الحياة، والأحلام التي تكسرت، والفرص التي تهدمت. إنه يهلُّ ببركته فينير ارجاء القلب قبل المنزل، فيرمم الروحَ ويمسحُ على الفؤاد. 

والموضوع لا يقتصر على سدّ الفم بإحكامٍ عن الطعام فهذا فيه من صور تسطيح المعاني. ففي الصيام معانيٍ أجلّ، كأن تشعر بإفتقارك لله عز وجل، وأن تمتحن إرادتك، وأن تقوي عزومك، وأن تتذكر نعم الله عليك إذ رزقك من الخيرات احسنها.

فرصة الترميم.. متـــاحـــة!! 

يعترينا كلنا شعور الفتور والتعب المسبق جراء اجتماع الدوام ورمضان على خلاف السنين الماضية، ولو قلت لكم أني قوية وادعيتُ الإيجابية حيال الموضوع لكتبت علي خطيئة الكذب. إلا أنني -بقدر الاستطاعة- أحاول أن اهونها لتهون. اذكر نفسي وأذكركم معي أن الله ما حمّل عبدًا فوق استطاعته، وأنه رحيمٌ لطيف يرى ويرأف بحال عبيده. لا يأخذني شك أن الله ييسر الأمور دومًا، فتأكد أنه يراك تجادل نفسك وعطشك وتعبك لتسلك طريق علمٍ تنتفع به، أو لتسلك طريق عملك الذي تؤجر عليه. إن الله يجمع الأقدار وييسرها بكرمه وجوده المعهود. لذلك اذكرك مثلما أذكر نفسي أن لا تدع كل هذه الهموم تكسر مجاديفك، فرمضان فرصة احسَن من اغتنمها. ابدأ بكل المؤجلات، واستمرَ بكل الطاعات التي هذبت نفسك عليها. ادعو الله ما تحب متى ما تحب، فأنت تدعو إله كريم لا يعجزه أن يؤمن دعواتك الصغيرة مهما عظم شأنهَا الدنيوي. اعتدت شخصيًا أن أدون كل الأدعية التي احبها في الملاحظات على جوالي لئلا أنساها، ثم في كل ساعة استجابةٍ مباركة ادعوها، جرّبها هذا الشهر واستمر في زيادتها، وكررها بلا ملل وكلل فأنت تدعو الكريم هو اقربُ إليك من حبل الوريد، أسألهُ من خيرهِ يعطيك. 

هل علّقت الفوانيس والأهلة بعد؟

لأنهُ شهرٌ مميز أحرص أن تستقبله باهتمامٍ مثلما تستعد له نفسيًا وجسديًا. أحب الأمور إلي زينة رمضان، وتعليق الفوانيس، والذهاب للسوق لشراء صحون تزاحم ما قبلها في الدولاب، ولابدّ من شراء سفرة حمراء تتزين بالأهلة، وأحب من هذا كله تعليقها حول المنزل وفي صالة الجلوس، فمظاهر الفرح حافلةً دومًا بالسعادة تملئ النفس بمشاعر البهجة، وطقوس رمضان هذه تبعث في النفوس التجديد، وتربي في قلوب الأطفال الفرح، وحتى أنها تُشعِر بالانتماء إذ أنه شهرٌ مميز لنا نفرح بهِ ونطمع.

اخيرًا، اغتنم هلول الخير وإقبال هذا الشهر الكريم، أعاننا الله وإياكم على صيامه وقيامه، وجعل لما من استجابة الدعوات نصيب ومن الخيرات الحظ الوافر.

وكل عام وأنتم واحبتكم بسلامٍ وسكينةٍ وسعادة.🌙

كاتبتكم المعهودة: عهد🌙