خطوات الدودة🐛- العدد #38

15 مايو 2025 بواسطة عهد #العدد 38 عرض في المتصفح
خميسكم سعيد(:

هل أنت مثلي سئمت من القصة الأزلية عن سباق السلحفاة والأرنب، وكيف فازت السلحفاة لأن الأرنب كان مغرور؟

خطوات الدودة🐛

من منطلق السخرية كيف للدودة أن تخطو وهي زاحفة؟ ولكنه مجددًا «معنى في بطن الشاعر» وكناية عن خطواتنا الــــبــــطــــيــــئــــة نحو التغيير. يطري علي هذا التقدم البطيء كلما دخلت على لينكدان، فهو تطبيق العصر في الاستعراض، وأتخيل لو كان موجودًا في العصور السابقة واستغلته الطبقات الارستقراطية! ربما لن يكون محصورًا على الوظائف بمفهومها العصري، لكنه بالتأكيد سيكون مرتعًا رائعًا للتفاخر. لينكدان حيث الطموحين والبائسين، فبينما يدخله شخص للبحث عن وظيفة سيدخله آخر للإعلان عن ترقيته، وبينما يحدّث أحدهم خبر توظيفه سيعلن أحدهم خبر شراكته الذهبية. وبعيدًا عن الفوائد الملموسة للتطبيق فإنه يشعرك غالبًا بالتأخير ويجعلك تتساءل «هل أنا حقًا في المسار الصحيح؟؟».

ليس لينكدان فحسب الذي يترك أفكار كهذه، بل أن وسائل التواصل ساهمت في تفاقم المشاعر السلبية. هل تذكر مثلًا الحملات التي قام بها مشاهير الانستقرام فيما مضى للتوعية عن خداع مستخدمي التطبيق لبعضهم البعض عبر خلق صورةٍ فاخرة ومثالية لحياتهم؟ تستمر مثل هذه الصور الافتراضية في البزوغ على مدى الأعوام، تجعلنا -بوعي أو بدونه- نشكك حيال قراراتنا ومصير حياتنا. 

دائمًا أتأمل حياة «ما قبل منصات التواصل الاجتماعي» وهي خالية من السباقات الوهمية للتفاخر بالمناصب والسفرات والمناسبات وإلخ. وعلى الرغم من أن حب هذه الأمور موجود في كل إنسان، إلا أنها كانت بنسبٍ متفاوتة عن اليوم. فالتعرض للمظاهر بشكلها الحاد في الحاضر يحبس الإنسان في قوقعة من الأفكار السلبية والتسخط. 

في عالمك

في عالمك

سباق وهمي🏁

هذا التعرض اليومي للمظاهر -والطبقات- يجعلنا في سباقٍ نفسي مع أنفسنا. سباق يسرق منا حقيقة بطىء الخطوات، ويغمرنا في دوامة السرعة والسباق مع الزمن، ليسرقنا من اللحظة ويتركنا في قواقع الهواجيس-والطمع أحيانًا-. هذا مثلًا الدافع الأكبر لما يسمى اليوم بـ «نمط الحياة البطيء» وفي رواية أخرى كلام أجدادنا يوم يقولون «عيّن من الله خير»

وليست المسألة في الشعور الجامح الذي يجتاحنا ويغذي شراهتنا نحو التغيير، ولكن المسألة تكمن في كيفية التعامل مع هذا المشاعر وتوجيهها للطريق الصحيح. 

إن رحلة تهذيب النفس وغمر مشاعرها <الطماعة> أو <اللوامة> أو <المحبَطة> رحلة مستمرة، لا تنتهي في يوم، وبالتأكيد لا تبدأ في وقتٍ صافي وذهنٍ خالي. رحلة التغيير تبدأ عندما تدرك أنك في نصف المعمعة وأن الحل خطوةٌ لابد من إدراكها حتى لو كان المحيط غير مهيأ، فحقيقة أن الوسط سيكون دائمًا مناسبًا لاكتساب عاداتٍ جديدة قد تفتقر شيئًا من الصحة، مثل ما تفتقر خطواتنا الصبر. 

إن الحقيقة المطلقة التي تغيّر معرفتها مفهومك بشكل جذري هو أنه سيكون دائمًا من هو أفضل منك، وأنجح منك، وأعرّف منك، وأثرى منك، وأقوى منك... إلخ، ووضع نفسك في مقارنة مستمرة وسباق وهمي دونما تهذيب نفسك على الصبر والقناعة والرضا سيهلكك لا محالة، وفصل حياتك وكيانك عن حيوات الآخرين وكيانهم يجعل حياتك أكثر صفاءً.. أو على الأقل هذا ما أؤمن به. 

فكلما تاقت نفسي للمزيد سبقتها بالموجود، وكلما تمنت ذكرتها بكرم الله، وكلما أُحبِطت علمتها أن الأقدار مبشرة و «أمر المسلم كله خير». هكذا هو الإنسان في جهادٍ مستمر مع نفسه، ومواجهات محتدمة مع شيطانه.

هل تشاركني نفس المفهوم؟ أم لديك أساليبك في تهذيب ذاتك؟ شاركني هنا فالمساحة متاحة:

حسابي في اكس

إلى اللقاء في النشرة القادمة.. حيث نوشك الوصول إلى أربعين نشرةٍ بريدية! 

كاتبتكم المعهودة التي تشارككم رحلتها بحب: عهد🌷

*إذا أعجبتك النشرة أطّلع على أخواتها السابقات(:

رومانسية الحياة - نشرة نَجوى عهد | هدهد

لحياة رقيقة
gohodhod.com

اسطورة الأرواح التائهة- العدد #16 - نشرة نَجوى عهد | هدهد

كيف حرّك Supernatural افكاري؟
gohodhod.com
م. طارق الموصللي1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة نَجوى عهد

نشرة نَجوى عهد

نَجوى عهد، نشرة بريدية اسبوعية اشارككم فيها افكاري وتأملاتي وحتى هواجيسي التي ملّت حبس مذكراتي. جسرًا بيننا تغرّد فيه افكاري بحرية!

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة نَجوى عهد