نشرة عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي البريدية - العدد #18

16 أكتوبر 2025 بواسطة عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي #العدد 14 عرض في المتصفح
قيد الخاطر- (فضيلة الطيب)

قيد الخاطر- (فضيلة الطيب)
من أجمل الأبيات التي سمعتها أثناء إقامتي في طبرجل للتدريس الحكومي:الطيب يا اللي تريدونه * رجم طويل على قارهمير البلا شعيّب دونه * كله خناتيق وجحارهوتنسب لشاعر رويلي، وقد ألقاها - أثناء حديث عفوي مع صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود وفقه الله - معالي الشيخ ناصر بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري القحطاني - عليه رحمة الرب العلي -، المشهور بلقب "مستشار الملوك"، وقد صدر كتاب "مستشار الملوك ناصر الشثري"، تأليف ابنه د. محمد وفقه الله، فلقد كان مستشارا أمينا للملوك فيصل وخالد وفهد وعبدالله وسلمان، رحم الله من مات، وثبت على الحق والسنة من بقي، آمين.ومعنى البيتين باختصار:أن الطيب لا يدرك بسهولة، فمن أراد أن يتخلق بهذه الصفة الحميدة التي معناها في اسمها، فعليه أن يبذل جهده ما استطاع، ليرشد تائها، ليدل حائرا، ليرد شاردا، ليواسي مكلوما، لينصر مظلوما، ليغيث ملهوفا، ليزرع بذرة الخير في كل نفس إنسانية، ونسمة بشرية ما استطاع، ولذلك قل الطيب في الناس عبر القرون المتطاولة، لأن كل نفس مجبولة على الشح والبخل وحب الإيثار، وعلل النفس وأمراضها لا تحصى، والعاقل من عرف داء نفسه أولا، ثم سعى في علاجه ثانيا، والعاقل لا يقع في المرض ثم يسعى في خلاصه، بل يحاول جهده ألا يقع أصلا، لكن إذا وقع، بادر في تطلب العلاج الناجع، والدواء النافع، ولا ينسى نفسه، ففي الحديث: "وإن لنفسك عليك حقا"، والعاقل عندي من ينجح في فضيلة التوازن، والتوازن يعني الوسطية في كل شيء، وديننا أصالة قائم على هذا المبدأ الأغر: الوسطية في كل سماتها ومضامينها، وقلب النظر، تجد صدق الخبر، ولا خاب من تفكر وتدبر واستبصر.والخلاصة:الطيب سلوك إنساني أصيل، وكلما مرضت البشرية، تناقصت هذه الفضيلة إلى حد كبير، والعاقل لا يستخسر شيئا في سبيل تحقق هذه الفضيلة الإنسانية، بل الإسلامية في نفسه وذاته، وليعلم أنها وإن كانت ليست سهلة، فهي - كعادة الفضائل - يتحقق فيها قول الأول:لا تحسب المجد تمرا أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبِراقال ابن منظور رحمه الله:"والصَّبِرُ: عُصَارة شَجَرٍ مُرٍّ، وَاحِدَتُهُ صَبِرَة وَجَمْعُهُ صُبُور؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:يَا ابْنَ الخَلِيَّةِ، إِنَّ حَرْبي مُرَّة، ... فِيهَا مَذاقَة حَنْظَل وصُبُورقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَبات الصَّبِر كنَبات السَّوْسَن الأَخضر غَيْرَ أَن ورقَ الصَّبرِ أَطول وأَعرض وأَثْخَن كَثِيرًا، وَهُوَ كَثِيرُ الْمَاءِ جِدًّا. اللَّيْثُ: الصَّبِر، بِكَسْرِ الْبَاءِ، عُصارة شَجَرٍ وَرَقُهَا كقُرُب السَّكاكِين طِوَال غِلاظ، فِي خُضْرتها غُبْرة وكُمْدَة مُقْشَعِرَّة المنظَر، يَخْرُجُ مِنْ وَسَطِهَا ساقٌ عَلَيْهِ نَوْر أَصفر تَمِهُ الرِّيح. الْجَوْهَرِيُّ: الصَّبِر هَذَا الدَّواء المرُّ، وَلَا يسكَّن إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:أَمَرُّ مِنْ صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُضَضْ".لسان العرب، ٤٤٢/٤، دار صادر، ط٣، ١٤١٤.وفي الختام أنصح بكتاب ابن قيم الجوزية - عليه رحمة رب البرية - "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين".وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. 
بقلم/عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي. طبرجل- الخميس- ١٤٤٧/٤/٢٤[email protected]

مشاركة
نشرة عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي البريدية

نشرة عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة عبدالرحمن بن مشعل بن حضيض العوفي الحربي البريدية