سدرة - العدد #43

يقال أن قريش كانت تفاخر على القبائل في كل شيء -ويكفيهم شرفاً أن النبي صلى الله عليه وسلم منهم - إلا في شيء واحد لاتسطيع المفاخره عليه به وهو الشعر وقد استمر ذلك إلا أن وُلد عمر بن أبي ربيعه فتى قريش وشاعرها المنعم .

عرف شعر عمر بن أبي ربيعه بالغزل والغزل الوصفي لا العذري وتعددت حبيباته وأكثر من وصفهن وله في ذلك قصائد رائعه في بابها ومن هذه القصائد قصيدته الرائيه والتي بصدد استعراضها في هذا المقال 

هَيَّجَ القَلبَ مَغانٍ وَصَيَر

دارِساتٌ قَد عَلاهُنَّ الشَجَر

وَرِياحُ الصَيفِ قَد أَزرَت بِها

تَنسِجُ التُربَ فُنوناً وَالمَطَر

ظِلتُ فيها ذاتَ يَومٍ واقِفاً

أَسأَلُ المَنزِلَ هَل فيهِ خَبَر

لِالَّتي قالَت لِأَترابٍ لَها

قُطُفٍ فيهِنَّ أُنسٌ وَخَفَر

إِذ تَمَشَّينَ بِجَوٍّ مُؤنِقٍ

نَيِّرِ النَبتِ تَغَشّاهُ الزَهَر

بِدِماثٍ سَهلَةٍ زَيَّنَها

يَومُ غَيمٍ لَم يُخالِطهُ قَتَر

قَد خَلَونا فَتَمَنَّينَ بِنا

إِذ خَلَونا اليَومَ نُبدي ما نُسِر

فَعَرَفنَ الشَوقَ في مُقلَتِها

وَحَبابُ الشَوقِ يُبديهِ النَظَر

قُلنَ يَستَرضينَها مُنيَتُنا

لَو أَتانا اليَومَ في سِرٍّ عُمَر

بَينَما يَذكُرنَني أَبصَرنَني

دونَ قَيدِ المَيلِ يَعدو بي الأَغَر

قالَتِ الكُبرى أَتَعرِفنَ الفَتى

قالَتِ الوُسطى نَعَم هَذا عُمَر

قالَتِ الصُغرى وَقَد تَيَّمتُها

قَد عَرَفناهُ وَهَل يَخفى القَمَر

ذا حَبيبٌ لَم يَعَرِّج دونَنا

ساقَهُ الحَينُ إِلَينا وَالقَدَر

فَأَتانا حينَ أَلقى بَركَهُ

جَمَلُ اللَيلِ عَلَيهِ وَاِسبَطَر

وَرُضابُ المِسكِ مِن أَثوابِهِ

مَرمَرَ الماءَ عَلَيهِ فَنَضَر

قَد أَتانا ما تَمَنَّينا وَقَد

غُيِّبَ الأَبرامُ عَنّا وَالقَذَر

————————————————————————-

لقاح الجدري

في عام ١٧٩٨ أجرى العالم إدوارد جينر أول تجارب اللقاحات وذلك عندما أخذ عينة من دم فيه صديد من يد حالبت ابقار تدعى سارة وحقن به طفل يدعى فيبس ولأيام متتاليه وكل يوم يزيد مقدار الحقنة ثم توقف بعد ذلك وحقن الطفل بالجدري شعر الطفل بأعياء بسيط ثم تماثل بعد ذلك للشفاء .

ثم استمر في اجراء التجارب على الاطفال ومن ضمنه ابنه البالغ ١١ شهر ، وبعيداً عن الوضع الأخلاقي العلمي لما قام به جينر إلا أنه قدم هدية عظيمة للبشرية بهذا الاكتشاف ولم يسجله باسمه حتى لا يتم بيعه .