كيف يعرف الدواء طريق الألم 💊؟

تعتبر الأدوية جزءًا أساسيًا من الرعاية الصحية الحديثة، حيث تلعب دورًا حيويًا في علاج الأمراض وتحسين نوعية الحياة. لكن ما هي الرحلة التي يقطعها الدواء منذ لحظة تناوله حتى تأثيره الفعال على الجسم؟ في هذا المقال، نبسط لكم مراحل رحلة الدواء ADME، التي تشمل الامتصاص، التوزيع، الأيض، والإخراج. سنتناول كيف تتفاعل الأدوية مع الجسم، وكيف تؤثر العوامل المختلفة على فعاليتها، مما يساعدنا على فهم أفضل لدور الأدوية في العلاج.

«رحلة الدواء»

كما ذكرنا بالمقدمة ، يمر الدواء في الجسم عبر أربع مراحل أساسية (ADME) .

1-امتصاص الدواء (Absorption):

هي اول مرحلة ، حيث تتم مرحلة امتصاص الدواء من مواقع مختلفة في الجسم مثل الأمعاء، الرئتين، والجلد. حيث يعتمد امتصاص الدواء على خصائصه الكيميائية والمساحة المتاحة لامتصاصه .

2-توزيع الدواء (Distribution):

وفي هذه المرحلة يتم نقل الدواء عبر مجرى سير الدم إلى معظم المناطق في الجسم، حيث تختلف نسب توزيع الدواء في الأنسجة المختلفة، على سبيل المثال؛الدهون والعضلات، ونسيج الدماغ.

3-أيض الدواء (Metabolism):

يتم تحويل الدواء عبر عملية الأيض - غالبًا في الكبد - وفي أعضاء أخرى، ويحدث هذا التحويل في عدة أشكال:

1. من مادة فعالة إلى مادة غير فعالة: وهذا هو الأكثر شيوعًا، حيث يتم تقليل تأثير الدواء.

2. من مادة غير فعالة إلى مادة فعالة: في بعض الأحيان، يمكن أن يتحول الدواء إلى مادة فعالة بعد الأيض.

3. من مادة فعالة إلى مادة فعالة: يمكن أن يتم التحويل إلى مركبات فعالة أخرى وتعزز من تأثيرها.

4. من مادة فعالة إلى مادة ضارة: في بعض الحالات، قد تؤدي عملية الأيض إلى إنتاج مركبات ضارة، مما يؤدي إلى إنهاء عمل الدواء.

4-التخلص من الدواء (Elimination):

يتخلص الجسم من الدواء عبر البول بشكل اساسي، العرق، اللعاب، أو هواء الزفير بعد إنتهاء مفعوله.

«العوامل المؤثرة»

هناك العديد من الأخطاء التي يمكن أن تعطل فعالية الدواء داخل الجسم وربما تؤثر سلبًا على الجسم، ويمكن تقسيمها إلى عدة نقاط: 

 1-أخطاء في الإعطاء :

-الجرعة الخاطئة: إعطاء جرعة أقل أو أكثر من الجرعة المحددة يمكن أن يؤثر على فعالية الدواء.

-طرق الإعطاء الخاطئة: تؤخذ بهيئة دوائية غير مناسبة للحالة.

-التوقيت الخاطئ: إعطاء الدواء في وقت غير مناسب يمكن أن يؤثر على امتصاصه أو فعاليته، فبعض الادوية تؤخذ متزامنة مع وقت الطعام والبعض الاخر يؤخذ على معدة فارغة.  

-عدم مراعاة التفاعلات الدوائية: تناول أدوية أخرى معًا في الوقت ذاته يمكن أن يؤثر على امتصاص أو فعالية الدواء سلبًا.

2-أخطاء في الامتصاص:

وتشمل أمراض في الجهاز الهضمي ،مشاكل المعدة أو الأمعاء يمكن أن تؤثر على امتصاص الدواء، أو وجود طعام في المعدة، فبعض الأدوية تحتاج إلى تناولها على معدة فارغة، بينما البعض الآخر تكون متزامنة مع توقيت تناول الطعام.

 3-أخطاء في التوزيع:

 أي وجود لعوائق في الدورة الدموية مثل انسداد الأوعية الدموية يمكن أن يمنع وصول الدواء إلى الأنسجة المستهدفة. أيضًا الارتباط بالبروتينات،فبعض الأدوية ترتبط بالبروتينات في الدم؛مما يقلل من كمية الدواء المتاحة للعمل مما يستلزم ضبط الجرعات وهي آلية عمل الدواء الأساسي.

4-تباين في عمليات الأيض:

الإختلاف في وظائف الكبد،يمكن أن تؤثر امراض الكبد على سرعة عمليات الأيض للدواء.

5. أخطاء في التخلص:

الإختلال في وظائف الكلى:يمكن أن تؤثر امراض الكلى على سرعة طرد الدواء من الجسم.

التفاعلات الدوائية: بعض الأدوية يمكن أن تؤثر على سرعة طرد الدواء الآخر.

«كيف يتم تحسين إمتصاص الدواء»

1-تغيير طريقة الوصفة الدوائية:

-تغيير طرق إعطاء الدواء: إذا كان الدواء متاحًا بأشكال مختلفة (حبوب، سائل،حقن)، قد يساعد تغيير طريقة إعطاء الدواء على تحسين امتصاصه.

-إعطاء الدواء مع الطعام أو على معدة فارغة: تعتمد هذه النصيحة على نوع الدواء، فبعض الأدوية يفضل تناولها مع الطعام، بينما البعض الآخر يفضل تناوله على معدة فارغة.

-إعطاء الدواء عن طريق الحقن: قد يكون حقن الدواء هو الخيار الأفضل في بعض حالات الطوارئ او عند احتياج مفعول سريع، خاصة إذا كان الدواء لا يمتص جيدًا عن طريق الفم.

2-تغيير خصائص الدواء

-تحضير الوصفة الدوائية: قد يساعد تحضير الدواء بشكل أفضل، مثل تحويله إلى محلول أو أقراص قابلة للذوبان، للمساعده في تحسين إمتصاصه.

-تغيير تركيبة الدواء: قد يساعد تغيير تركيبة الدواء، مثل إضافة مادة تساعد على امتصاصه، لتحسين عملية الإمتصاص .

3-التحكم في العوامل الفردية: 

-اتباع نظام غذائي صحي: قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي على تحسين امتصاص بعض الأدوية.

-ممارسة الرياضة بشكل منتظم: قد يساعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم على تحسين امتصاص بعض الأدوية حيث تأثيرها غير مباشر؛ ولكن تحسن من وظائف الجسم التي بدورها تساهم في ذلك.

دمتم سالمين،

كاتب المقال: مشاري الشمري، محررة المقال: شيم الزارع، إعداد وتدقيق: عبدالعزيز البقمي

•هل الكافيين حليفك في اليقظة أم عدو لصحتك؟ ☕️ أقرأ

•هل تصديق الشائعات حول الأعشاب والتداوي بها من الممكن ان يأتي بمفعول عكسي لها؟ أقرأ

•كيف أصبحت المملكة الأولى عالميًا في فصل التوائم؟🤯 أقرأ

______________________

تابعونا على :