ذكريات شبه رمادية - نزهة سرية #11 |
بواسطة عُلا| ناسجة محتوى • #العدد 11 • عرض في المتصفح |
ذكريات شبه رمادية
|
|
مرحباً بك يا رفيقي |
عدت بعد غياب، عسى أن يكون العودُ أحمدُ. |
لكنه الأحد على أي حال. |
دعني آخذك برفقتي في نزهة سرية، سرية فعلاً. |
أترى هذه الصورة؟ |
للوهلة الأولى قد تبدو لك هذه صورة عادية، وربما قديمة وجودتها سيئة، وحتى مع تمعنك بها لن تعرف ماهي ولن تعرف مغزاها. |
ولأعرفك بها، |
هذه الصورة ظهرك لي في ذكريات الصورة في هاتفي، التقطتها بتاريخ ٢٣- شوال - ١٤٤١هـ |
أي قبل ثلاثة أعوامٍ وبضعة أيام. |
في مثل هذه الأيام كنت أستخدم هذا الجهاز الذي تراه في الصورة، والذي هو بالأصل جهاز كاشير، ولك أن تتخيل إمكاناته … |
في مثل هذه الأيام لم أكن أملك شيئاً إلا وقتي وجهدي وعقلي، وفي مثل هذه الأيام كنت أستخدم أسوأ جهاز قد يعرفه الإنسان. |
أتذكر جيداً المدة التي كان يأخدها ليتعيد وعيه في كل مره أعيد فيها تشغيله، لا أبالغ إن قلت لك أنه يأخذ أكثر من ١٠د وربما أكثر. |
لم يكن بإمكاني أنذاك أن أحمل أبسط البرامج لاستخدامها، جل ماكنت أفعله به هو الكتابة. |
ولكي لا أنكر فضله عليّ، فقد تعلمت فيه الطباعة السريعة أو ما أسميتها بـ الطباعة العمياء على الكيبورد، وهذا من أعظم ما تعلمته في حياتي. |
ذكريات شبه رمادية |
لا أقول عن تلك الأيام أنها رمادية وإن كانت كذلك بالفعل، لكن لقد حصل لي الكثير في تلك الفترة، حصلت في حياتي أشياء بيضاء جعلت من أيامي شبة رمادية. |
أين كنت؟ |
كنت في جحيم البطالة وعبث الأيام، كنت أعاني من الشح والحاجة، ولا أخجل من تلك الأيام، فقد صنعت مني ما تراه الآن. |
أين أصبحت؟ |
في كوكب الكتاب أسعى، وفي عالم الأعمال والكتابة أبقى، أهرب من عبث التوقف رغبة بأن أكون إنسانة أفضل. |
نعمٌ غير منتهية |
أشعر بمنة الله عليه في كل لحظة، أحياني ورزقني وأنقذني من مُر أيامي، فكيف لي أن أستسلم وهو معي أينما كنت؟ |
هذه النزهة نقطة من بحر ماعشته عن رؤية هذه الصورة. |
وبما أنك رفيقي أحببت مشاركتك هذا الجزء شبة الرمادي في قصتي. |
ختاماً |
هذه الأيام ستمضي، وهذه الأحزان ستمر، لن يبقى حالك على ما أنت عليه الآن، سيتغير بفضل الكريم المنان. |
إلى اللقاء يا رفيقي، أراك بخير في نزهتي القادمة. |
التعليقات