نزهة سرية - العدد #8 |
بواسطة عُلا| ناسجة محتوى • #العدد 8 • عرض في المتصفح |
عبث التوقف
|
|
مرحباً رفيقي في نزهتي السرية |
يعز عليّ أن أرى فئة كبيرة من الشباب مثلي واقفين في أماكنهم، اختاروا القعود على الصعود ظناً منهم أن الانتظار مجزي وأن الوقوف حماية. |
بيد أن الحياة تتحرك دون توقف إلى أن يأذن الله بانتهائها، يمضي جيلٌ بعد جيل، يموت الأحفاد وراء الأحفاد، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. |
إمكاناتي أقل من المعتاد |
وهل بدأ الجميع بأفضل الموارد؟ |
بدأت العمل على الانترنت بأسوأ هاتف قد يخطر على بالك، بدأت بدون مكتب، بدون جهاز، بدون أي مقومات ظاهرية للنجاح. |
كنت لا أملك سوى الورقة والقلم، وجهازاً يرثى له لدرجة أني كنت أتحرج من التواصل مع العملاء بسببه لأنه يفقد الوعي في أي لحظة! |
لكني لم أستسلم، من هاتفي السيئ اشتريت اليوم أفضل جهاز موجود في السوق، كونت علاقات مع أشخاص لم أحلم يوماً بمقابلتهم، كونت مجتمعي الخاص وبدأت مبادرة #كوكب_الكتاب ونجحت بها ومعها. هل كان الأمر سهلاً؟ بالطبع لا. |
كنت أعي أني إمكاناتي بسيطة لذلك كثفت جهودي وعملت ليلاً ونهاراً، واليوم ولله الحمد مازلت مستمرة بإمكانات أكبر وأكثر حصلت على جلّها بهاتفي البسيط! |
هذه ليست إلا حواجز تمنع الشخص من الاكمال والانطلاق. |
عندما تبدأ سيأتي كل شيء تباعاً، لا أقول أن جهاز اللابتوب غير مهم، ولا أقول أن عدد المتابعين لا يجذب القيمة، لكني أقول أن كل شيء سيأتي تباعاً. |
الانتظار دون جدوى |
ينتظر الكثيرون اللحظة المناسبة |
ينتظرون الاستعداد التام |
ينتظرون ختماً حتمياً بعدم الفشل |
ثم ماذا؟ |
ينتظرون عبثاً، أيعقل أن تنتظر موسم الحصاد وأنت لم تزرع البذرة؟ |
إذا كنت ستنتظر فاحرص على أن يكون لانتظارك هدف. |
أنا خائف |
لا بأس ببعض الخوف، أنت تخاف إذاً أنت إنسان. |
ودعنا نفرق بين أنواع الخوف. |
الخوف المحمود |
هو الذي يمنعك من القفز أمام السيارة، ويجعلك تحترم إشارة المرور، هو ذلك الذي يقيك من برد الشتاء ويجعلك تلبس الملابس الدافئة، هو الذي يمنعك من الغش ويحذرك من الرسوب. |
الخوف المذموم |
خوفٌ مانع، يفقدك الثقة بنفسك، يقلل من قيمتك في عينك، يمنعك من التقدم، يقيد عقلك وقلبك. |
ابدأ رغم خوفك، ابدأ رغم عدم ثقتك بنفسك، ابدأ بما تمتلك ولا تنتظر من الحياة أن تحرّكك. |
دمت بخير يا رفيقي. |
التعليقات