قصيدة المقاهي ✍️

بواسطة ظل #العدد 3 عرض في المتصفح
صباح سبت وسنة سعيدة عليكم 🥳

أهلًا، أنا صديقتك صيته 🙋🏻‍♀️, أين ما تلتفت في هذا اليوم ستجد شخص يتحدث عن بداية السنة الجديدة ماذا يجب عليك أن تفعل بها وماذا حدث في السنة الماضية، وحديثٌ يطول.

لذلك أنا فقط سأتمنى أن تكون سنة كريمة عليك بالخير والمسرات 😌

في بداية نشرة هذا السبت لم أقتبس لكم بيت شِعرٍ مميز لأن هذه النشرة كريمة بالقصيد الجميل. تواصلت معنا وعد العمري بعد أن اطلعت على العدد الأول من النشرة، الذي تحدثت فيه عن (كيف لمشروب القهوة أن يغير في حياتنا) فشاركتنا حديثها الجميل عن هذه الفكرة بعنوان (قصيدة المقاهي).

قصيدة المقاهي

تذكر كتب التاريخ بأن المقاهي أُنشئت أولاً في العالم الإسلامي المغربي تحديداً في بلاد الأندلس في القرن الخامس عشر ميلادي،

ثم بعد ذلك لاقت انتشاراً في باقي أوروبا خاصةً العاصمة لندن التي جعلت من المقاهي في ذلك الوقت طاولة مفاوضات سياسية بعيداً عن البرتوكولات الرسمية لإنشاء العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا والدولة العثمانية.

ولكن ما سأطرحه الآن هو الجانب الفني من المقاهي وعالمها حول علاقة الأدب والأدباء بالمقاهي ...

ظل فضاء المقهى رمزًا متكرراً في قصائد الشعراء، رمزاً يشير للعزلة والانفراد ولو كان يعج بكثرة رواده. ففي المقاهي نتخلى عن صخب روتين الحياة المتكرر فتخمد القرائح قبل أن تدخل إلى محرابه.

فأصبح للمقهى سيمياء أنثروبولوجية أدبية رامزاً للحرية وللحوارات المفتوحة التي تسمح لرواده بمناقشة الأفكار وما تطرحه الأفهام ومرات أخرى مأوى يحتضن من خلاله الرواة والشعراء أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغادة السمان وغسان كنفاني وغيرهم من رواد المقاهي.

فكان من الطبيعي جداً أن تحوي كتاباتهم الأدبية وقصائدهم الشعرية حراك هذا الفضاء بكل ما يحويه من موسيقى تملأ الأركان ونوافذ تستقطب الأذهان وأكواب متنوعة على ذائقة صاحبها وصور معلقة على الحوائط والأبواب فضلاً عن زائريه بمختلف قصصهم وأشكالهم، فكتب محمود درويش عن المقاهي عند حديثه عن الأصدقاء قائلاً "إن أعادوا لك المقاهي القديمة من يعيد لك الرفاق" وكأننا أمام مقدمة طللية بروح عصرية، ويتناول في موضع أخر:

مقهىً، وأَنت مع الجريدة جالسٌ

في الركن منسيّاً، فلا أَحد يُهين

مزاجَكَ الصافي،

ولا أَحَدٌ يُفكرُ باغتيالكْ

كم أنت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك!

وكأن المقهى عند محمود درويش صومعة صوفي أو كوخ ريفي أوجد نفسه بين غابات النسيان.

فالمقهى عند الأدباء ليس مجرد مكانا تجارياً تقدم فيه القهوة بأنواعها، بل أيضا فضاءً أدبيا، وساحة معارك للمشاعر والأفكار، ومصلى سرياً ينتشون من خلاله ما عجزت عنه الحياة أن تعطيهم. 

ولذلك قلتُ في قصيدة لي:

فِي مَقْهى يُطّل على الحياةِ الخارجيّة

جلستُ أراقِب تناقضات الحياةِ

أو تناقضات حياتي

فِي الخَارجِ من النَافذة تمر المركَبات بصمت 

في الدَاخل يكمُن ضَجيج المَقْهى الذي يُحاكي حِواراتي الداخلية 

فِي الخَارج صوت الحياة اليوميّة

فِي المقهى صوت صخبٍ أنيق مُستحيل الحدوث 

داخِل الحياة الحقيقية..

فِي الدَاخل قِصة تَنتهي. 

فِي الخَارج قِصة تَبدأ للتو!

توصيتنا في هذه النشرة ثريد من ماجد رشدي عن تسويق السعودية لثقافتها وفعالياتها للعالم في 2021.

تسويق السعودية لثقافتها وفعالياتها للعالم

كتب لكم هذا العدد من نشرة ظل.

وعد العمري

شارك النشرة مع أصدقائك، وقلنا رأيك وملاحظاتك عشان تكون نشرة ظل أفضل ودايم خلك قريب من ظل في أشياء جميلة بالطريق 😉

مشاركة
نشرة ظل البريدية

نشرة ظل البريدية

استمتع صباح كل سبت بنشرة بريدية تخبرك عن قصة أو فكرة تستحق أن نعيد النظر بها، وبعض من التوصيات المميزة 👌.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة ظل البريدية