خوف الأمهات

تمنيت لو أن لدي تلك القوة الخارقة لنزعها…

 الأمومة أعتقد أنه عندما تصبح الأنثى أمًا يهدى لها هذا الخوف معه وكأنها حزمة متصلة ببعض الأمومة والخوف، رأيته في عين أمي مرات عديدة وكل ما كبرت ظننت أنه سيخف ولكنّه يكبر في عينيها أكثر فأكثر لم يتوقف ولكنها تظل تحاول جاهدة إخفائه عني وأنا ظللت بصمت أخشى موتي من أجلها كنت أحميني خوفًا على قلبها و رغم كل حذري لم يتوقف بل أراه يزداد مع عمري، أزداد ربيعًا من عمري ويزداد خوفها معه كنت متيقنة لو زارني الموت ستتوقف لمواجهته وتطلب منه إستبدال روحي بروحها كنت أعلم أن لديها تلك الشجاعة لمواجهة الموت على ألا تكون شجاعة في موتي ولطالما مقته لأنه يرهقها أكاد أرى كيف يسرق لمعة عينيها وكيف يثقل كاهلها، لقد جعلني هذا الخوف حذره في مواقف عديدة من أجلها ألا أتجاوز السرعة المحددة وألا ألعب الألعاب الخطره وأن أتخلى عن حبي لتسلق الأماكن المرتفعة وألا أقطع شارعًا عام مشيًا وإن فعلت فهي لن تراني وبالرغم من كلّ ذلك لا يتوقف هذا الخوف بل هو متأصلاً في قلبها ولا يمكنني نزعه مهما فعلت..

 ليتنا نستطيع نزع خوف أمهاتنا ونهديهم الطمأنينة للأبد.