عمران خلف غرفتي |
19 أغسطس 2024 • بواسطة عاصفة • #العدد 1 • عرض في المتصفح |
|
|
ساعات الفجر الهادية أصبحت ممتلئة بالضوضاء.. |
![]() |
الخامسة فجراً لم يكن صوت المنبه حاضر بل صوت مطرقة وحديد وخشب ومجموعة عمال يعملون، أصواتهم تكاد تعدم في بدايات الفجر فمن له القدرة على الحديث في هذا الوقت الباكر، أن كنت محظوظًا فسوف تستيقظ على مطرقتهم وقد شبعت نومًا لأنك أخذت اليوم بأوله وإن كنت سيء الحظ ولم تنم جيداً فقد تقوم ساخطًا..حقيقة لدي القدرة على رؤية الجانب الإيجابي خلف كل شيء سيء لم أسخط من وجودهم رغم صوت الحديد والمطرقة والحفر.. وأصواتهم التي تبدأ الحديث في السابعة صباحًا ومضاربتهم تارة على العمل أو على صوت المقاول الضخم الجهوري (وأعتقد أنه اكتسبه من أجل المهمة هذه تحديداً) وهو يسقط سيلاً من الأوامر بحزم حتى لا يتقاعسوا عن العمل أنه يومًا سيء بحق في ظاهرة.. |
ولكن لم يكن وجودهم محض صدفة لا أومن بالصدف وأعرف أنها تأتينا الأشياء في وقتها المناسب أو كرسالة تنبهنا.. |
قبل ذلك الوقت قد بدأت أفقد الشغف بدأت مهامي تتهاوى وإنجازي يكاد يعدم لم أستطع وضع صح واحد لقائمتي التي تكتب في صباح كل يوم وعندما يأتي الليل لتأكيد على ما أنجزته أعاتب في داخلي تلك الانسانة، عندما أتوا ضيوفي الجدد كنت أفتح شباك غرفتي كل صباح متعمدة إطفاء ضوء الغرفة حتى لا يروني استرق النّظر إليهم أتوقف متعجبة لم تشرق الشمس بعد لم يدخل الضوء ولكن بدؤوا بالعمل حقًا بذهول وإعجاب عن تفانيهم في العمل لا أحد يتوقف يعملون كألة موسيقية كل وتر يعرف ماهي مهمته ليبني لحن موسيقيًا مذهل، توقفت أشاهدهم توقعت بأن عملهم في ساعات الفجر تجعلهم يخرجون من العمل مبكراً ولكنهم ظلوا يعملون لمدة اثنتا عشرة ساعة متواصلة دون توقف سوى للإفطار أو للغداء في ذلك الوقت ظللت أتساءل هل تريدين أن تكوني مثلهم أم تريدين إكمال صباحك مع ليلك في الجلوس في السرير.. عندها أصبح صوت مطرقتهم جرس تنبيه لي هيا حان الوقت أخرج من سريري متطلعة لإنجاز مهامي في هذا اليوم لا أنكر أنني لمت نفسي مرات بأنهم يعملون تحت الشمس وأنتِ تحت هواء مكيفك البارد لم تستطيعي الإنجاز مما جعلني أومن بقوة إرادة الإنسان حينما يرغب |
أخيراً عندما تشاهد عمارة في طريقك وتتوقف عندها بانبهار شديد أو تدعو لصاحبها بالبركة تذكر كان خلف هذه العمارة الكثير من العمل بانتظام والتزام وتضحية ليالي كان السرير فيها أولى من الذهاب إن كنت تسعى يومًا لبناء عمران حياتك الخاصة فتذكر هذه النصيحة لم تكن تلك العمارة ستكون لولا جهد تلك الأيام. |
التعليقات