ما لم يخبرك به خبراء علم النفس عن حماية حدودك النفسية ⚡🌅 البريدية - العدد #7 |
بواسطة دينا الهواري • #العدد 7 • عرض في المتصفح |
"لا تدع عقل شخص آخر يٌسيطر عليك"ستيف مارابولي
|
|
مرحباً صديقي الوفي، اتمنى لك حياة هادئة كما تُحب |
أتدري أن موضوع هذا العدد يؤرقني منذ اكثر من عام؟ |
عندما بدأت في الاهتمام بالكتابة في التنمية الذاتية وعلم النفس، ولكن اهتمامي بالحدود النفسية سابق لذلك بكثير، تحديداً عندما قرأت لأول مرة كتاب "الخروج عن النص" للدكتور محمد طه دكتور علم النفس بكلية الطب جامعة المنيا. |
لا أُخفيك سراً كان فصل (قوم اطمن على حدودك) بصفة خاصة اكثر ما آثار عقلي، لا اعلم إن كانت تلك حماقة مني أن أتعلم هذا الأمر متأخر هكذا، ولكن سأُنحي خجلي جانباً وأتمسك بمقولة"أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل أبداً".🤷 😉 |
قبل قراءة هذا الكتاب كُنت مُستنزفة تماماً، فقد جرت العادة في بلادنا العربية أن تكون الفتاة مُطيعة لا تستخدم كلمة لا إلا في حالات مُعينة قد يُحددها المجتمع والعائلة والمُحيط وربما المدرسة أو الجامعة، بل يمكن لأي أحد أن يفرض عليها أفعاله وأقوله ربما بحجة كبر سنه، أو بحكم صلة القرابة، أو هذا ،أو ذاك...)💔 |
أما عني فلم أكن تلك الفتاة المُصابة 🤫 "بمُتلزمة الفتاة الطيبة"، ربما كنت كذلك في صغري، ولكن منذ أن دفعت من صحتي الجسدية والنفسية ضريبة قول نعم على طول الطريق، فقد تغيرت بالفعل.🙃 |
كثيراً ما كُنت أتمرد على ما لا يُريحني، ولكن كان جزءاً مني يشعر بتأنيب الضمير دائماً، كان رأسي يأكل كل يوم جزءاً من روحي، أو بالأحرى تقمص رأسي دور الاآخرين وصوتهم في جَلدي.. |
لماذا أنتِ هكذا؟ لما تُغضبين الناس؟ ألا يجُدر بكِ أن تكوني طيبة؟ |
أنا بالفعل طيبة ولكن ليس عليَّ إرضاء الجميع لأُصبح طيبة.. |
وأخذت أُعاني من صراع رأسي الذي يُنافس نفسه .. |
لذا فقد كان هذا الفصل بمثابة اليد الرحيمة التي مُدت لي لأتوقف عن جلد ذاتي، والقوة التي رتبت الفوضى بداخلي وذكرتني بمقولة سلمان الفارسي لأخيه "إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ". وأقره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: صدق سلمان. |
هل مللت من ثرثراتي؟🤔 أعتذر حقاً ولكني اشتقت للحديث معكم منذ العدد السابق، ولاني مُقصرة فسأمضي سريعاً دون أن تتذكر متى كان أخر عدد..🏃 🏃 🏃 |
هيا بنا يا بطل استعد لأخبرك كل ما يهمك عن حماية حدودك النفسية. |
ما هي الحدود النفسية؟ |
بحسب الدكتور محمد طه فإن الحدود النفسية هي خطوط وهمية تُحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول في علاقاتنا مع الآخرين. |
ويؤكد أن كما لأجسامنا حُرمة لا يجب أن يتعداها أحد، كذلك لأرواحنا وأنفسنا حُرمة، يجب أن يكون السماح بالقُرب أو البُعد من خلالنا وبموافقتنا. |
ما هي أنماط أو أشكال تعدي الحدود من قِبل الأخر ؟ |
* الاقتحام |
حيث يقترب منك شخصٍ ما، فيجدك مُتاح بنية صافية للاقتحام فيتجول داخل حياتك، حتى يشعر أن بإمكانه الاقامة الدائمة داخل حياتك، فيبدأ في استهلاك مشاعرك، وتجد نفسك دون وعي تحزن نيابة عنه وتتألم بدلاً منه. |
تجد نفسك في دوامة مشاكله ومُنغصاته، وتذهب بعيداً عن نفسك تماماً، حتى تستفيق على صوتك الداخلي، يصرخ أين أنا، ولمن هذه المشاعر، أن تظل تحت عباءة ذلك الشخص دون أن تفهم بأ ذنبٍ ضاعت نفسك. |
ومن سلوكيات الاقتحام: |
|
الاستحواذ |
أما هذا المثال تجده في الأشخاص التي تُجيد تملك الآخر، فيُريدك متاح طوال الوقت فقط له، يُشعرك أنه يجب أن يستحوذ على اهتمامك وانتباهك وتفكيرك ومشاعرك وحده دون غيره وطوال الوقت. |
ومع الوقت أيضاً تجد أن تعيش له وليس لنفسك، تُحقق أحلامه هو، تُنفذ رغباته هو، ونجد أمثلة كثيرة في العلاقات على هذا المنوال، أبرزهم وأشهرهم الأب والأم اللذان يجعلون من أبنائهم مشروع حياتهم وليس حياته، فيختارون مجال دراسته، ثم مجال عمله، وربما شريك أو شريكة حياته. |
مصاصي الدماء |
وهنا سنلتقي مع الضحية في رواية نفسه، مصاص الدماء في رواية علم النفس، وهذا النوع من البشر تجده يحمل كفة الميزان الراجحة، فكل عمله في الحياة هو استنزافك، يأخذ منك كل ما تملك، ويُطالب بالمزيد( وقتك، جهدك، مالك،انتباهك، احلامك....الخ) |
وبما أنك بئر العطاء الذي لا ينضب تظل تتقبل، وتسمع وتفهم، وتسامح، وتتحمل، وتراضي..ولكنهم أبداً لن يرضوا. |
لماذا يجب علينا حماية حدودنا النفسية؟ |
لأن حماية الصحة النفسية تعني أول خطوات الحفاظ على الصحة العقلية. |
|
إذا لم نراعي ونُدرك خطورة كل هذه الاختراقات فإننا نجعل أنفسنا وطاقتنا متاحة طوال الوقت مُستباحة دون حُرمة. |
كيف نحمي حدودنا؟ |
|
الصعوبات التي قد تواجهك عند محاولتك تأمين حدودك |
|
وفي النهاية يا صديقي كُن أنت كما تُحب، اسمح لمن تُريد بالاقتراب، او اجعل من تُريد على حافة الانتظار، ولا تنسى أن تمنح فرصة لذاك البعيد الذي يحترم حدودك وينتظر أن تمنح له مفتاح قلبك، أو أن تفتح لك نافذة عقلك. |
سيسألك الله على نفسك فلا تُرهقها بما لا ينفعها، وتذكر أن كثيراً من الناس، يُريدون فقط أن يُشبعوا حاجاتهم من خلال استغلال الآخر، فلا تكُن سبيلهم لهذا واعتنِ بحدودك. |
إذا اعجبك العدد شاركه مع من تحب |
دُمت طيباً |
التعليقات