نشرة علاء محمد البهبهاني البريدية - العدد #5

15 أكتوبر 2025 بواسطة علاء محمد البهبهاني #العدد 5 عرض في المتصفح
💰 التحوّل النقدي العالمي: من هيمنة الدولار إلى صعود الذهب ومعادن النفوذ✳️ المقدمةيشهد العالم اليوم تحولًا جذريًا في النظام الاقتصادي والمالي لم يشهد له مثيل منذ نهاية الحرب الباردة.فبعد عقودٍ من الهيمنة الأميركية المطلقة على النظام النقدي العالمي عبر الدولار وسندات الخزانة، بدأت ملامح نظامٍ جديد تتشكل — نظامٌ متعدد الأقطاب، ترتكز قوته على الأصول الحقيقية لا على الديون الورقية.من جهة، تتعمّق أزمة الثقة في الدولار نتيجة تراكم الديون الأميركية واستخدام العملة كأداة ضغط سياسي،ومن جهة أخرى، تُعيد الصين رسم خريطة النفوذ عبر السيطرة على المعادن النادرة — الأساس الصناعي لكل التكنولوجيا المتقدمة.⚖️ أولاً: نهاية هيمنة الدولار – وبداية “التحوّل الذهبي”يرى الاقتصادي لوك غرومين (Luke Gromen) أن ما يشهده العالم اليوم ليس مجرد صعود في أسعار الذهب، بل تحوّل مرحلي (Phase Change) في جوهر النظام النقدي العالمي.فالذهب، الذي ظلّ لعقود يُعامل كأصلٍ استثماري ثانوي، يعود الآن ليصبح الأصل النقدي الأول في عالمٍ يفقد ثقته في الدولار.🔹 الأسباب الجوهرية:الديون الأميركية الخارجة عن السيطرة:تجاوز الدين الفيدرالي 37.5 تريليون دولار، ويزداد بأكثر من تريليون كل مئة يوم.خدمة هذا الدين لم تعد ممكنة إلا عبر طباعة مزيد من الأموال، أي إضعاف الدولار عمداً.تسليح النظام المالي الأميركي:تجميد احتياطيات روسيا بالدولار عام 2022 كان نقطة تحوّل تاريخية؛فقد أدركت الدول أن الأصول الدولارية ليست مملوكة فعلياً، بل يمكن مصادرتها سياسياً.تحوّل البنوك المركزية نحو الذهب:منذ عام 2022 تشتري البنوك المركزية أكثر من 1000 طن من الذهب سنوياً — وهو أعلى معدل منذ 1967.والأهم: للمرة الأولى منذ 1996، أصبحت البنوك المركزية تمتلك ذهباً أكثر من سندات الخزانة الأميركية كنسبة من احتياطاتها.🔹 النتيجة:يتراجع الدولار تدريجياً عن موقعه كأصل تسوية عالمي،ويتحول الذهب إلى الأصل النقدي المحايد الذي يثق به الشرق والغرب معاً.إنها عودة إلى منطق بسيط لكنه جوهري:المال الحقيقي هو ما لا يمكن طباعته، ولا يمكن مصادرته، ولا يفقد قيمته مع الزمن.⚙️ ثانياً: الصين ومعادن النفوذ — الحرب الباردة الجديدةبينما يتزعزع النظام المالي الغربي، تقود الصين معركةً موازية على جبهة الموارد الاستراتيجية.ففي أكتوبر 2025، أعلنت بكين قيوداً شاملة على تصدير المعادن النادرة والبطاريات والألماس الصناعي — وهي المواد التي تعتمد عليها الصناعات الدفاعية والتكنولوجية في الغرب.🔹 الصين تمسك بمفاتيح الصناعة العالمية:تنتج 70% من المعادن النادرة في العالم وتملك نحو نصف الاحتياطي العالمي.تسيطر على أكثر من 90% من عمليات التكرير والمعالجة، ما يعني أن حتى المعادن المستخرجة في أميركا أو أستراليا تمر عبر المصانع الصينية.🔹 الأثر الجيوسياسي:واشنطن اكتشفت أن 80% من منظوماتها العسكرية تحتوي على مكونات مصدرها الصين.هذه المواد تدخل في تصنيع صواريخ “جافلين” ومقاتلات “F-35” وأنظمة الرادار والغواصات.أي خلل في الإمدادات الصينية يمكن أن يشلّ الصناعات الدفاعية الأميركية في غضون أسابيع.🔹 الأسواق في حالة صدمة:ردّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية،لكن الأسواق انهارت:مؤشر S&P 500 خسر 2.7% في يوم واحد،والبيتكوين هبط 14% في أسوأ يوم بتاريخ العملات المشفّرة.ومع أن ترامب حاول تهدئة التصعيد لاحقًا، إلا أن جوهر المشكلة استراتيجي لا تجاري:الولايات المتحدة تسعى لفك ارتباطها بالصين في سلاسل التوريد، لكن بناء بدائل داخلية يتطلب عقوداً من الاستثمار.🪙 ثالثاً: الأصول الحقيقية تعود إلى الصدارةبين التحوّل الذهبي والصراع على المعادن النادرة، يمكن تلخيص المشهد العالمي في معادلة بسيطة:“الثقة تنتقل من المال الورقي إلى الأصول الملموسة.”الذهب يعود كأصل نقدي عالمي.المعادن النادرة تتحول إلى أداة ضغط استراتيجي.الدول التي تمتلك هذه الموارد أو تنتجها ستكسب وزناً سياسياً واقتصادياً متصاعداً.حتى المؤسسات المالية الغربية بدأت تُدرك هذا التغيير؛فقد أوصت مورغان ستانلي مؤخرًا باستبدال 20% من حصة السندات في المحافظ الاستثمارية بالذهب —وهو اعتراف مؤسسي بانتهاء نموذج 60/40 التقليدي.أما شركات التعدين، فهي المستفيد الأكبر من هذا التحوّل، إذ تحقق أرباحًا قياسية في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع التكاليف،لتصبح بوابة المستثمرين إلى “الاقتصاد الجديد القائم على الموارد”.🌍 الخاتمة: نهاية عصر وبداية آخرإن العالم اليوم يقف على أعتاب إعادة تعريف للمال والقيمة والسيادة الاقتصادية.فالذهب والمعادن الاستراتيجية لم تعُد مجرد سلعٍ تُتداول، بل أدوات سيادة وقوة وتأثير.والدول التي تدرك هذا التحوّل وتستعد له — بالاستثمار في الأصول الحقيقية وبناء سلاسل توريد مستقلة —ستكون هي الفائزة في النظام العالمي القادم.قد لا يحدث هذا التحوّل بين ليلةٍ وضحاها،لكن اتجاهه واضح:من هيمنة الدولار إلى تعددية نقدية،ومن المال الورقي إلى الثروة المادية،ومن الاعتماد إلى الاكتفاء.إنه، ببساطة، زمن الأصول الحقيقية… وزمن الذهب.

زبدة الكلام

ما زلنا ببداية سبق ارتفاع اسعار الذهب والان بدا المستثمرون بالدخول عليه عالميا وبعدهم القطاع (الناس) .

كما قلت ٥٠٠٠ الاف دولار السعر الطبيعي للذهب اليوم واتوقع ان يرتفع السعر الى ١٠ الاف دولار لا تخافون من الهبوط فهو امر طبيعي لتداولات الذهب وركزوا على سعر الهدف ٥٠٠٠ دولار

مشاركة
نشرة علاء محمد البهبهاني البريدية

نشرة علاء محمد البهبهاني البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة علاء محمد البهبهاني البريدية