لصقَة جروح

9 يوليو 2025 بواسطة قَبس #العدد 17 عرض في المتصفح
اللّهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النّشور 🌤️

عُمرك تمعَّنت في أشياء عادية، بس تخبّي وراها شعور استثنائي؟

أشياء جميلة تزورك مثل النسمة، وخفيفة تشبه الهمسة، ما لها عنوان كبير، أو دور بطولي، ما دونتها في سيرتك، ولا جبت طاريها في سواليفك، ما كانت محور قصة رهيبة صارت لك، ولا كتبت عنها في دفتر يومياتك. ما تصدَّرت المجالس، ولا تسللت لأطراف الحديث.

بالنسبة لغيرك يمكن تكون مجرد أشياء مركونة في أعلى رفٍّ مهجور، وفي أعمق نقطة لا مرئية،بس بالنسبة لك هي جوائز قيّمة، ولوحات عظيمة مؤطَّرة بالحياة. أشياء ما تنشاف، بس تنحس.ما تنكتب، بس تعيشها. تعدّيك بهدوء، وتترك فيك أثر عجيب.

زي:

• شخص يقشّر لك برتقالة

• ملمس كوب دافي بليلة شتوية 

• مزيج ضحكة أمك وأبوك مع بعض

• إشعار نشرة قبس وقت الصباح 

• هدية سولفت عنها في حديث عابر

• يد تلمس جبهتك تشيك على حرارتك

• أحد يغطيك بالبطانية وأنت نايم

• كلمة طيبة من عابر سبيل

• ملمس قدم طفل صغير

سلبت منا زحمة الحياة وسرعتها استشعار لحظاتٍ كهذه، تضمد خدوشنا وتلصق جراحنا، أصبحنا نربط مشاعرنا بالإنجازات الكبيرة، ونختار لها لحظات ذات صوت عالي، و لافتات مضيئة.

ما عاد تُعدّ لمة العائلة على قهوة المغرب لحظة تستحق التأمل.

ولا يُعتبر الذهاب لبقالة الحي مع أطفال العائلة لحظة تستحق التوثيق، مثل زيارة كافيه جديد.

ولا يُحتفى برجوعك لطاولة غداء دافئة في نهاية يوم طويل كإنجاز يُذكر

ولا يُعتبر تحضيرك الجيّد لمقابلة عمل، واجتيازك لكل الأسئلة، أمرًا يستحق منشورًا في لينكدإن.

ولا وقوفك قدّام ناس للتحدث عن مشروعك، لحظة تستحق إنك تروي تفاصيلها في مجلس الأصدقاء.

لو دقّقنا شوي، واستخدمنا موازين عادلة، لا تلك التي عبثت بها ظروف الحياة،لظهرت لنا حقيقة جليّة بأننا كلنا نعيش روايات شاعريه لا نعرف أنها تستحق أن تُرى وتُروى،لحظات مثل لصقة جروح… تخفّف، تطبطب، وتذكّرنا إن العادي أحيانًا يحمل في طياته استثناء دافي.

ونسألك أنت عزيزنا القارئ…

وش اللحظات العابرة اللي حرّكت فيك شيء، وما أعطيتها حقّها بالانتباه؟

ملاحظة: صدرنا رحب وغرفتنا واسعة لاستقبال أي تعليق أو موضوع ودك نتكلم عنه🚪📬

هدى1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة قَبس البريدية

نشرة قَبس البريدية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة قَبس البريدية