ملخص تقرير: مستقبل الوظائف وسوق العمل

نشر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريراً حول مستقبل الوظائف وسوق العمل لعام 2023 مشيراً إلى الاتجاهات الرئيسة والتغييرات العامة في سوق العمل العالمي، وسأستعرض في هذا العدد من النشرة الإخبارية الأسبوعية أهم نتائج ذلك التقرير.

بدايةً سيستمر المجال التكنولوجي في قيادة التغير في عالم الأعمال، إذ تتَّخذ 85% من المؤسَّسات التي بُني عليها التقرير من التكنولوجيا المطورة والوصول الرقمي عوامل رئيسة للعمل خلال المرحلة القادمة.

ستؤثِّر الاتجاهات البيئية والتكنولوجية والاقتصادية بشكل كبير على خلق فرص العمل، ومن المتوقَّع ازدياد الاهتمام في تبني مجالات مختلفة مثل تحليل البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والتطبيقات الرقميَّة والمنصَّات الرقمية، والتجارة الإلكترونية. بعبارة أخرى، سيكون تأثير التكنولوجيا على الوظائف بشكل واضحٍ ومؤكَّدٍ، بالإضافة إلى تزايد الوظائف التي تدعم تحليل البيانات الضخمة وتقنيات إدارة التغيرات المناخية والتشفير والأمن السيبراني.

على صعيدٍ آخر، يتوقَّع أرباب العمل اضطراباً هيكلياً في سوق العمل بنسبة قد تصل إلى 23% من الوظائف في السنوات الخمس المقبلة مع إيقاف لـ 14 مليون وظيفة أي 2% من الوظائف الحالية، ويعود ذلك بشكلٍ أو بآخر إلى تغيُّر الحدود بين الإنسان والآلة، إذ بدأت الشركات في أتمتة عملياتها رغم أنَّ ذلك يتم حالياً بوتيرة أبطأ ممَّا كان متوقَّعاً سابقاً.

ستؤدِّي عمليات الأتمتة إلى تراجع الوظائف بسرعة عند إدخال التكنولوجيا والأدوات الرقمية دون خلق فرص عمل جديدة، وفي الحقيقة يؤدِّي تجاهل التطور الرقمي إلى الركود الوظيفي وتراجع فرصة استمرار العمل يوماً بعد يوم عاجلاً أم آجلاً.

ويبقى التساؤل حاضراً: ما الوظائف ذات الفرص الأكبر مستقبلاً؟! وما المهارات المستدامة؟

من المُتوقَّع تزايد فرص التوظيف في مجالات التعليم والزراعة، والتجارة، والتجارة الالكترونية، والأعمال التي تتطلَّب تدخلاً بشريَّاً، في حين يُتوقَّع تراجع الأدوار الإدارية والأعمال التجارية ووظائف القطاع الصناعي والأمني.

على صعيد المهارات، تبقى مهارة التفكير التحليلي والتفكير الإبداعي ومهارات الكفاءة الذاتية هي المهارات الأهم للعاملين عام2023، ووفق التقرير سيحتاج ستة من كل عشرة موظفين إلى تدريب قبل عام 2027، كما يُعتقد أن نصف الموظفين فقط تتوفَّر لديهم فرص تدريبية مناسبة اليوم.

تشكِّل مهارات الموظفين تحدياً حقاً وفق التقرير، فقد زادت مخاوف أرباب العمل بشأن المهارات في السنوات الخمس المقبلة، فهم يعتبرون قلة المهارات وغياب القدرة الكافية لجذب أصحاب المهارات عوائق رئيسة لتطور الصناعة.

على صعيد آخر، تعتبر  حوالي 45% من الشركات المٌستطلعة في التقرير أنّ التمويل لتدريب المهارات هو طريقة فعَّالة يمكن أن تتَّبعها الحكومات الراغبة في ربط المهارات بفرص العمل، كما أشارت الشركات أنّها ستعطي الأولوية في التدريب والتوظيف لبرامج التنوُّع والمساواة وتمكين النساء والشباب دون سن الـ 25، ولذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً، وهناك إشارة انّه قد تُعطى مجموعات الأقليات أولوية في التدريب والتوظيف أكثر من المجموعات الأخرى.

ختاماً

على الرغم من التوقُّعات السلبية للعمالة العالمية التي يقدِّمها التقرير، يقدِّم كل من التطوُّر في استثمار القطاع الزراعي، وابتكارات الطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي التوليدي إمكانات كبيرة لخلق فرص العمل في المستقبل، بالإضافة إلى الدعم واستراتيجيات إعادة الانتشار الاستباقية الوقائية التي ستقلِّل من التأثير السلبي على بعض الوظائف.

يركِّز التقرير على أهمية القرارات السياسية والتجارية والاستثمارية التي يتَّخذها القادة اليوم في تشكيل مستقبل العمل لتحقيق أفضل النتائج، لذا يدعو الجهات المعنية وأرباب العمل إلى وضع جدول أعمال لإيجاد أفضل الطرائق التي تساعد العمال والشركات والحكومات والمجتمع المدني في مواجهة الاضطرابات المقبلة ما يمكِّنهم من التكيُّف ويساعدهم على الازدهار في خضم التغيرات الاجتماعية والبيئية والتكنولوجية القادمة.