بين الأنانية والعطاء: مهنياً من يُربِح أكثر؟ |
18 فبراير 2023 • بواسطة د. فادي عمروش • #العدد 6 • عرض في المتصفح |
يظنُّ كثيرون أنَّ الإنسان الأنانيّ يَربح أكثر من الإنسان المِعطاء، ويدلّلون على رأيهم بمقاربة تبسيطية مفادها أنَّ الانانية تعني أن تحتفظ لنفسك دون إعطاء الآخرين، ويعني هذا ربحاً في نهاية المطاف بكل بساطة وسطحية في النظرة للأمر، وللبحث عن الجواب الصحيح مهنياً علينا أن نعود مباشرة إلى آدم جرانت وكتابه الشهير الأخذ والعطاء.
|
|
يتساءل كثير من الناس عند الحديث عن الأنانية والعطاء، من الرابح من وجهة نظر مهنية أو براغماتية بحتة؟ وهنا أودّ تقديم مقاربة مختلفة بعيدة عن الجانب الديني أو الأخلاقي الذي يحضُّ بالطبع على العطاء، وأريد البحث من وجهة نظر علمية براغماتية تحسب الربح من وجهة نظر غير عاطفية. |
يظنُّ كثيرون أنَّ الإنسان الأناني يربح أكثر من الإنسان المعطاء، ويستشهدون بمقاربة تبسيطية أنَّ الانانية تعني أن تحتفظ لنفسك دون إعطاء الآخرين، ويعني هذا ربحاً في نهاية المطاف بكل بساطة وتبسيط، وللبحث عن الجواب الصحيح مهنياً علينا أن نعود مباشرة إلى آدم جرانت وكتابه الشهير الأخذ والعطاء. |
يُعدّ كتاب الأخذ والعطاء من الكتب المهمة التي ناقشت الأنانية والعطاء بشكل علمي، كما إنه استكشف دور العطاء ومساعدة الآخرين في النجاح على المستوى المهني. قرَّر آدم جرانت -وهو بالمناسبة شخص أكاديمي- تفنيد موضوع الاستغلال والعطاء بدراسةٍ تحليليَّةٍ مستفيضة للعديد من الدِّراسات العلميَّة النَّفسيَّة في العالم عن الموضوع، حتَّى وصلَ إلى نتائج غير متوقَّعةٍ، وثوريّةٍ في موازينَ النَّجاح التي اعتدنا سماعها، وتوصَّل آدم جرانت إلى أنَّه على المدى الطويل يقع الشَّخص المعطاء في أعلى سلَّم الأشخاص النَّاجحين مهنياً، ومن ثمّ يأتي بعده الشَّخص الاستغلاليُّ، أو الأنانيُّ. |
تتلخَّص نتائج الكتاب إلى أن يمكن تقسيم النَّاس من حولنا -في بيئة العمل خصوصاً- إلى ثلاث فئاتٍ: |
|
![]() بين الأخذ والعطاء |
بين الأخذ والعطاء |
بيَّنت الدِّراسات التي عرضها آدم جرانت في كتابه، أنَّه وعلى الرّغم من كون المعطاء عرضةً ليكون في أسفل سلَّم النَّجاح المهني والاستهلاك النَّفسيِّ والصِّحيِّ على المدى القصير، إلا أنَّه على المدى البعيد سيكون الشَّخصيَّة الأكثر نجاحاً مهنياً، والأكثر تأثيراً في العديد من المجالات والصِّناعات! وقد أرجع ذلك إلى اسبابٍ عديدة أهمَّها نوعيَّة العلاقات التي يخلقها المعطاء، والتي تساعد في جعلِ النَّجاح شيئاً مُعدياً يصيب الجميع من حوله، ويدفعهم إلى مساندة نجاحه هو، بعكس الأناني الذي يبني نجاحه على الانتقاص من الآخرين، مما يخلق له أعداءً على المدى الطَّويل، فهو يربح على المدى القصير، ولكنَّه يخسر على المدى الطَّويل. |
بعبارة أخرى، ونتكلَّم هنا علمياً وليس عاطفياً أو أخلاقياً او دينياً فهذا موضوع آخر متفق عليه، فإنَّ المثل "اعمل الخير وارمه في البحر" رابح، ومن مصلحة الإنسان عدم معاملة الآخرين بالمثل، وإنما الإحسان في كل حال. |
لعلّ للانتقام نشوةً مؤقَّتة، ولكن العطاء يجلب ربحاً أكثر على المدى الطويل، وقد يفتح آفاقاً في المستقبل؛ لأنَّ الناس تكتشف الأناني على المدى الطويل، وتعاقبه، بينما تدعم جهود المعطاء، وتردّ له الجميل. |
اخترت لكم |
برنامج المنح المجانية في شهادة التسويق الرقمي بالتعاون مع Meta و Coursera |
التعليقات