كيف غيّرت كلمة واحدة محتوى مقال كامل وأعدت كتابته من جديد؟

بواسطة معاذ يوسف #العدد 6 عرض في المتصفح
كيف تلعب نية المستخدم دورًا أساسيًا في طبيعة المحتوى؟

في عام 2020 وجّهت تركيزي أكثر ناحية كتابة المقالات. أصبحت هذه وظيفتي الأساسية، أي يوميًا أكتب هذا النوع من المحتوى، أي أنّ العملية أصبحت مألوفة بالنسبة لي نوعًا ما.

في 2021 طُلب مني كتابة مقال يستهدف كلمة مفتاحية هي: "خريطة مفاهيم فارغة". في هذه المرة تجاهلت عملية البحث عن الكلمة، وبدأت مباشرة في تصميم هيكل المقال. قررت الكتابة عن كيفية إعداد خريطة المفاهيم الفارغة وبنائها وأهميتها.

أنهيت المقال لأجد تساؤلًا تجاهلته كثيرًا يطرح نفسه: "ألا تعني كلمة فارغة أنّ المستخدم يبحث عن نموذج جاهز لاستخدامه؟".

بالفعل ذهبت لجوجل وبدأت عملية البحث عن الكلمة، ووجدت أنّ أغلب النتائج ترشّح نماذج جاهزة للاستخدام.

لماذا غيّرت كلمة "فارغة" من محتوى المقال؟

مع التطور في تحسين محركات البحث، بدأ مبدأ "نية المستخدم/البحث" يظهر كأحد أهم المبادئ التي تساعدنا على فهم المستخدم في الكتابة.

ببساطة لكل كلمة مفتاحية نية مقصودة من وراء استخدامها، فإمّا القارئ يبحث عن معلومات مثلًا، أو خيارات تجارية للمقارنة بينها في الشراء، أو للوصول لصفحات أو مواقع معينة.

يُضاف إلى ذلك بالنسبة لي أهمية تحليل نتائج البحث ذاتها لمعرفة طبيعة النتائج، ومدى التركيز فيها على نتائج بعينها.

لنبدأ بالكلمة الشاملة "خريطة مفاهيم". من المتوقع أنّ الشخص الذي يبحث عن هذه الكلمة، هو شخص يرغب في اكتشاف المصطلح أكثر، يود معرفة العديد من الأمور.

عندما نعود إلى كلمة "خريطة مفاهيم فارغة"، سنجد أنّ كلمة "فارغة" تخبرنا أنّ للقارئ هدفًا محددًا، هو يعرف كل شيء عن خريطة المفاهيم، وبالتالي فهو يستعد لاستخدامها.

هو فقط يبحث عن نماذج جاهزة لاستخدامها والمفاضلة بينها. بدرجة أقل يبحث عن مواقع تقدم له خيارات لنماذج جاهزة، أي أنّه سيبذل جهد أكبر هنا.

ككاتب محتوى لا يملك القدرة على تقديم تصاميم جاهزة، اتّجهت لخيار ترشيح المواقع، حاولت جاهدًا الاقتراب من نية المستخدم، وبالفعل كان مقالي يظهر في الصفحة الثانية أو الثالثة، وحاليًا لا أراه.

ما الذي تعلمته من هذه التجربة؟

في الحقيقة، تعلمت من هذه التجربة ثلاثة دروس مهمة جدًا:

1. لا تهمل أبدًا التفكير في نية المستخدم من البحث، ولا تحاول افتراض هذه النية نيابةً عن المستخدم الحقيقي. دع نتائج البحث الحالية تخبرك بالنية.

2. لا تحاول التحايل على نية المستخدم، طالما نتائج البحث تخبرك بطبيعة معينة للنتائج، فالأفضل المحافظة على تقديم محتوى قريب من هذه النية.

3. لا يهتم المستخدم بجهدك في عملية الكتابة، هذا ليس سببًا كافيًا ليحب محتواك، هو فقط سيحبه عندما يتلاءم مع احتياجاته. لذا، تعوّد على حذف الأفكار غير المفيدة.

في كل مرة نقدم فيها تدريب كتابة مقالات السيو، أحرص على مشاركة هذه التجربة غير الناجحة مع المتدربين، لأؤكد على قيمة نية المستخدم، وأنّه لا ينبغي على الكاتب تجاهلها أبدًا.

لا يوجد ما نخشاه من تجاربنا مع الكتابة، ولا بد أنّ نتعلم من كل تجربة ناجحة كانت أو لا. هل تتفق معي؟

AmanAzza Maمحمود ماهر4 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة معاذ

نشرة معاذ

أشارك في هذه النشرة نصائح وشروحات في صناعة المحتوى. أقدمها مرتين شهريًا: يوم 5، يوم 20، الساعة 6 مساءً. أنا معاذ يوسف، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة محتواك، ومتخصص تسويق بالمحتوى في شركة حسوب.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة معاذ