عشرة آلاف ساعة؛ عندما يصبح الفشل صديقًا للإتقان |
بواسطة مودة • #العدد 6 • عرض في المتصفح |
|
في عالم يعجّ بالإنجازات الباهرة التي تُقدّم لنا كوجبات سريعة جاهزة، يغيب عنّا غالبًا الجهد المضني، والتدريب المتواصل، والشكوك التي تنتابنا في رحلة تحقيق تلك الإنجازات. في عرض مسرحي تجريبيٍّ مدهش لفريق "Gravity and Other Myths" الأستراليّ على مسرح أبردين، تُسحب الأنظار إلى خفّة الراقصين ومهاراتهم الاستثنائيّة في القفز والتحليق والسقوط على مهل، لتبدأ التساؤلات العميقة في التكشف. |
هل يمكننا اختزال الوقت في نقطة النهاية، أم أن قيمته الحقيقية تكمن في الرحلة بكل ما تحمله من تحديات ونجاحات وإخفاقات؟ |
يُجيب العرض على هذه التساؤلات بطريقة غير تقليدية، فهو لا يكتفي باستعراض المهارات المذهلة، بل يتجاوز ذلك بالتفاعل مع الجمهور بتحديات تثير الضحك والترقب. ليكشف لنا الجانب الآخر؛ الجانب الذي يتداخل فيها التكرار الممل، والأخطاء المؤلمة، واللحظات التي نكاد فيها أن نيأس. تلك الأيام المزعجة التي لا نستطيع فيها احتمال أنفسنا، والتي تدفعنا للتخلي عن كل شيء. ونتساءل كيف يمكن أن نساعد أنفسنا على النجاة من فخ الشكوك والاستمرار في رحلة التعلم، حتى لو لم يتضح الأمر بعد؟ ومتى نعرف أن علينا التوقف عن المحاولة واتخاذ مسار آخر؟ |
هل يمكننا أن نحتفي بالقصص الخفيّة وراء كل إنجاز؟ |
يُذكّnنا العرض بأن كل إنجاز عظيم يبدأ بخطوة صغيرة، وأن كل خطوة، مهما بدت بسيطة أو تافهة، تُعدّ حجر أساس للإتقان. يُعلمنا أن نحتفي بالفشل كفرصة للتعلم والنمو، وأن نثق بأنفسنا وبقدرتنا على التغلّب على التحديات. |
في نهاية العرض، أودع أبردين وأنا مُفعَمة بالحب والتقدير لكل لحظة قضيتها هنا خلال الأيام الماضية. وكأن هذا العرض كان بمثابة إجابة لبعض الحيرة التي انتابتني بشأن المرحلة القادمة من حياتي. لقد أيقظ فيّ إدراكًا جديدًا لقيمة الوقت والجهد والتحديات، وعلّمني أن أحتفي بكل خطوة في رحلتي، سواءً كانت خطوة إلى الأمام أو إلى الوراء. ففي النهاية، الإتقان ليس مجرّد غاية، بل هو رحلة مستمرة من التعلم والتطور. |
Gravity and Other Myths - Ten Thousand Hours at Aberdeen Performing Arts. Elite acrobats from Gravity and Other Myths visit Aberdeen as part of the Aberdeen Performing Arts International Season.
www.aberdeenperformingarts.com
|
التعليقات