نشرة غَيْهَب الدَيْجُور البريدية - العدد #7 |
22 يناير 2025 • بواسطة غَيْهَب الدَيْجُور • #العدد 7 • عرض في المتصفح |
// فلسفة الحضور العاطفي ❣
|
|
تلك الرغبةُ التي تتجاوزُ مَدارَ المَنطق وتُمعنُ في انتهاك حدود الجَدوى، ليستْ سوى شغفٍ يستعذِبُ الحديثَ لذاتهِ، لا لِما ينطوي عليهِ من معانٍ فالمُحبُّ إذ يَقنعُ بمحضِ حضورِ مَن يُحبُّ تتحوَّلُ الكلماتُ بينهما إلى خيوطٍ واهنةٍ لا تَرزحُ تحت أثقالِ المعاني بل تَحمِلُ عِبءَ الزمنِ الحيّ وتشهَدُ على الوجودِ المُترامِي بينهما إنَّ السؤالَ الذي يَعرفُ صاحبُهُ جوابَهُ مُسبقاً لا يُطرحُ لاقتناصِ مَعرفةٍ بل يُلقى كوسيلةٍ لتمديدِ اللحظةِ واستنقاذِ الزمنِ من عبورِه المحتومِ في سبيلِ خلقِ دائرةٍ من الحضورِ المُمتزجِ |
كأنَّكَ حينها تُقبِضُ على الرملِ لا عن غفلةٍ بكونهِ سينسلُّ بل عن استغراقٍ في لذةِ عبورهِ بين الأصابعِ تلكَ اللحظةُ العابرةُ التي تختزلُ سِرَّ الوجودِ بأسرهِ أنْ تَبوحَ بما قدْ يبدو تافهاً أو تُلقي سؤالاً جوابُهُ جاثمٌ في عتمةِ وعيكَ ليسَ سوى محاولةٍ يائسةٍ للبقاءِ على تخومِ الحضورِ فأنتَ في أعماقِكَ الغائرةِ تَعلمُ يقيناً أنَّ الكلمات مهما جلَّتْ أو عَظُمتْ تَذوي حين تُلفظُ بعيداً عن مدارِ مَن أحببتَ |
التعليقات