نشرة منال البريدية - العدد #5

في يومٍ ِمنَ الايام بدأتِ الطبيعةُ تهيئُ نفسها لإستقبال عاصفه رعدية ومطريه، غيومٌ كثيفة غطتِ السماءَ، وأصبح النهارُ يُشبهُ لحظاتِ الغُروبْ الكئيب، بعدها بقليلٍ بدأتِ الرياحُ تعصفُ بقوه، و تبِعَها صوتُ الرعدِ الذي هز ارجاءِ المكان، ووميضُ البرقّ الذي أضاءَ السماءَ في مشهدٍ مُهيب كأنه زلزال يخترق صمت الحياه، ثم انهمرت الأمطار حتى ارتوت الارض وفاضت من جريان السيول،

لكن ما اعجب تقلبات الحياة، وما ارحم خالقها، فما إن هدأت العاصفه حتى أشاحت السُحب عن لون السماء الازرق وصفائُه، وأُزهرت الارض حتى اكتسحت باللون الأخضر ، والأرض مبلوله بمياه الأمطار، وكأنها لوحه فنية صاغها الباري عز وجل، فيها من الجمال الذي ُينسى مرارة مامضى.. 

هكذا هي حياتُنا ، تمُرُ علينا أقدارُ الحياةِ كئيبةً،  وتأتي علينا بأيام محملة بعاصفه من الهموم حتى نضن انها لن تُمر، و نرى الدُنيا باهته بلا لون ولا طعم، من شدةِ ماتمر علينا من الابتلاءات تنسينا حلاوة الدُنيا، فتكون هذه الابتلاءات اما في فقدٍ موجع او عافية سُلبت من جسدِ عزيزٍ علينا او ضائقه مالية، او حتى كلمه عابره تجرحُ القلب فتترك ندبه لا تُنسى مهما حاولت الايام ان تُمحيها، 

كُل إنسان حتى وإن بدأ لنا قوياً لابد انه يمر في معركة الحياه ويمر بلحضات ضعف ومراره حتى وإن بدأ ضاهره عكس مايخفيه، لكن سرعان ما يتجلى لُطف الله في حياته، فتفتح له أبواب الفرج وتتبدل ضيقته سَعه وحزنه فرحاً وانكساره جبراً وقوه،

وتضيقُ الحياةُ دهراً طويلاً بنا 

ونضنُ أبواب الأمل أُغلقت فينا

وتشرِقُ بعد المشقةِ شمسُ أحلامِنا 

كأنها لم تُمر أكدارُ الحياةِ سمائنا  

إن الايام المُره مهما طالت واشتدت مرارتُها، ليست إلا مرحله عابره تُطهرنا من اسى الايام و تُعلمنا معنى الصبر، وان قُدرة الله في تجليها فوق كُل شي، وان بعد الظلام يأتي النور ليُضيء عُتمة أيامنا من بعدِ الظلام ، و ان الله سُبحانه وتعالى يتكفل بعبده إذا تكالبت عليه هموم الحياة ولا ينساه، بل يمهله حتى يضن ان لا مخرج له ثم يبشره بفرجٍ قريب وأملٍ جديد،

فلتكن حياتنا وقلوبنا مُعلقة بالله دائماً، نلجأ اليه في الشده كما في الرخاء، ولِنتيقن ان مايمر به العبد من احزان ماهو إلا جسر قصير يقوده إلى أفراح اوسع ورزق اعظم.

العبره : بعد كل مطرٍ عاصف ربيع يرويّ روحنا من بعد ضمأِ الحياه ومُرها،  وفصلٌ جديد يزهر حياتنا ، وأن كلَ ليله مظلمه يأتي بعدها فجرٌ مُشرق وزاهر بكرم الله وعطاياه، فليكن سِلاحُنا نحو مرارةِ الحياه هو الدُعاء وذكر الله دائماً وأبداً في الحلِ والتِرحال..

الحمدلله دائماً وأبداً في كل الأحوال 🌿💕..