خمسة أسئلة تكشف لك واقعك، وتساعدك في رسم خريطة طريق واضحة المعالم إذا أجبت عنها

بواسطة مريم الهاجري #العدد 36 عرض في المتصفح
من المؤلم أن نعيش حياة لا تشبهنا 🤚

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

(أحب أن أجلس معه..أستمع لأحاديثه، تحليلاته حتى التي أختلف معه فيها، طريقته في النقاش تأسرني، وأراها مدرسة في حد ذاتها، يتسم بالوضوح والغموض معًا في تناسق عجيب، واضح الهدف، دقيق التصويب، متزن المسير).

ربما تشاركوني الإعجاب بهذه الشخصية التي لا تعرفونها، إنما سمعتم من صفاتها ما شدّكم لرؤيتها. وربما اكتشفتم أنها من الشخصيات النوادر التي لا تتوفر في كل مجتمع، وربما تفتقدونها، وترون أن وجودها من الضروريات.

إعجابي بهذه الشخصية يُثير فيّ السؤال الأزلي: [ولمَ لا أكون أنا كذلك؟ ما الذي يمنعني؟] ولعلك تستنير أنت أيضًا بإجابات ذاتية لنفسك، لو سألتها ذات السؤال.

صورة من بنترست لحجرة جلوس في إشارة للتأمل في أسئلة العدد

صورة من بنترست لحجرة جلوس في إشارة للتأمل في أسئلة العدد

الحقيقة أنه لا فرق بين الناجحين وغيرهم إلا أنهم اتخذوا مسارًا لحياتهم قادهم إلى النجاح، في حين فضّل محبي منطقة الراحة البقاء فيها، لأسباب هي بحجم جبل طويق لو نظرنا إليها بنفس النظارات السوداء التي يرتدونها! لذلك اخلع يا أخي هذه النظارة السوداء، من فضلك، واعتمد على عينك التي خلقها الله عز وجل وجمّلك بها في أحسن تقويم.

وتأمل معي بعض الأسئلة التي أوردتها أ. لبنى الخميس في حسابها على سناب شات، تلك الأسئلة التي ترجمتها من حساب Sahil Bloom على منصة إكس، وتناولتها بعمق مثير، يساعدك في تأمل ذاتك وأهدافك، وكل مستويات حياتك.. (بالمناسبة يأسرني تطويع أ. لبنى الفريد للمفردات، وتناغمها العجيب الذي يجعل من كلماتها نسائم هواء باردة في ليلٍ صيفي ساكن تلامس قلوبنا وعقولنا معًا).

Sahil   حسب ما ذكرت أ. لبنى نشر في سرد له على منصة إكس عدة أسئلة ترجمتْ منها خمسة أسئلة قد لامست شيئًا في نفسها، سأوردها لكم بنفس ترتيبها، ثم أُفسح لقلمي أن ينثر بين أيديكم حروفي وتأملي بعد كل سؤال. أما درر أ. لبنى على هذه الأسئلة فهي مثبتة في حسابها.

1- لو كررت هذا اليوم الذي تعيشه الآن 100 مرة، هل ستكون حياتك أفضل أو أسوأ؟

في الحقيقة نحن لا نشعر بمدى تأثير الروتين اليومي على مستوى حياتنا، ولو سمعنا حديثًا عابرًا عن ذلك فنحن لا ندرك كنهه، وكأن قلوبنا قد أُغلقتْ وآذاننا قد صُمّتْ!

إننا نتجاهل طائعين -للأسف- تأثير العادات الصغيرة في رسم الصورة الكبرى لحياتنا، وننغمس في تفاصيل هذا الروتين اليومي الذي ربما -في كثير من الأحيان- لا يحقق من طموحنا وأمانينا إلا القليل.. إنها عادات صغيرة، وأفكار ثمينة، لو أحسنّا استغلالها ودمجناها في يومنا، لتغيرت مع مرور السنين النتائج بشكل أوضح.

إن المئة يوم هي نسخة من يومنا هذا، وبالمناسبة لقد عشنا مئات الأيام من قبل، فهل نلحظ تغييرًا إيجابيًا الآن؟ إن كنت مثلي، قد قررت وفعلت بعضًا مما قررت.. فمرحى.. ستكون قد أحرزت نتائج مرضية مثلي وما ذلك إلا بتوفيق من الله فله الحمد وله الشكر.

أمور كثيرة ساعدتني على التغيير، لعل أهمها:

  1. الدعاء.. {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ} لازمت الدعاء ولا زلت في كل شيء، فمَن سوى الله أرجوه وأتكل عليه؟
  2. قراءتي لكتاب العادات الذرية لـ جيمس كلير وقد أفردتُ للحديث عنه أربعة أعداد من نشرتي البريدية من العدد 17 إلى العدد 20 تجدها هنا إن أحببت الاطلاع عليها. وكذلك قرائتي لكتاب غير أسئلتك تتغير حياتك لـ د. مارلي آدمز، هذا الكتاب الذي وددت لو أن كل من أحبُّ قرأه.

2- إذا راقب شخص حياتك لمدة أسبوع واحد، كيف سيصنف أولوياتك؟

ربما لا نجيد مراقبة حياتنا، وبالتالي لا يكون تقييمنا لتصرفاتنا، وعوائدها دقيقًا وذا مصداقية؛ ليس ذلك كذبًا بالطبع، ولكننا لا نراها بالصورة الكاملة.

نحن نحدد أولوياتنا، ونعتقد جازمين أنها فعلًا أولويات، ونرى أننا نسعى لها، في حين أن سلوكياتنا، وتصرفاتنا اليومية التي تقودها أفكارنا ومعتقداتنا، تثبت عكس ذلك في كثير من الأحيان، وقد نكتشف متأخرين أن تلك الأولويات ما كانت إلا نظرة مثالية كنا نحلم بها.. ولم نتجاوز ذلك الحلم الجميل!

ربما كانت الإجابة عن هذا السؤال مساعدة لنا في تحديد الأولويات فعلًا. إنها لحظات تأمل.. تختصر مسافات طويلة.

3- هل تُعطّلك المعلومات التي تمتلكها عن القرارات التي يجب اتخاذها؟

المعتقد السائد أن امتلاكنا لعدد هائل من المعلومات مفيد في أغلب الأحوال إن لم يكن كلها، في الحقيقة ربما لا يكون هذا دقيقًا دائمًا. إن كثرة البحث والسؤال قد تُسبب التشتت وفقدان قدر من الثقة بالنفس لدى البعض، إذ أننا -في الغالب- لن نحصل على إجابات متشابهة، بل قد تصل إلى حد التناقض فيما بينها أحيانًا. مثل هذه الإجابات أو المعلومات تسهم بشكل كبير في تأخير اتخاذ القرارات، بل قد يُفضي تناقضها إلى مزيد من البحث، مما يعني التسويف في اتخاذ قرار ربما لو اتخذته لكانت نتيجة كونه خطأ أهون من البقاء في منطقة التشتت والتسويف، إذ أنك ستعلم حينها أين الصواب في المسألة.

ثم إن وفرة المعلومات بشكل كبير، قد يؤدي إلى زيادة غير مرغوبة في الثقة بالنفس، وذلك حينما يشعر معها الإنسان بالإنجاز، في حين أنه امتلك معلوماتٍ فقط، ولم يتخذ الخطوة نحو الإجراء بعد. وهذا ما يجعله يعيش في وهم الإنجاز دون أن يدرك صدمة الحقيقة. اقرأ إن شئت تدوينتي (بين وهم الحب وصدمة الحقيقة) 

قد يكون امتلاك القدر الكافي فقط من المعلومات في شيء ما، أمرًا مهمًا لأجل اتخاذ الخطوة التالية، الأفعال هي التي تحرك الحياة، لا القرارات الصامتة. 

4- ما الكذبة التي كررتها طويلًا حتى صدقتها؟

ربما لا نشعر أنها كذبة بالفعل، ولكنها أحكام نطلقها، ونعيش تحت تأثيرها عمرنا كله 😣 أحكام على الذات، أو الآخرين، أو الظروف، وبناء على هذه الكذبة -التي توشحت بزي الأحكام- يسير نمط حياتنا الذي لا يرضينا، ولكننا ارتضيناه لأنفسنا!

حينما أتحدث مع إحداهن، وتشكو لي همومها الأسرية، أو التعليمية، أو الاقتصادية، وأبحث معها عن حل، تغلق كل الدروب في وجهي بمثل هذه الكذبات التي ألبستها ثوب الأحكام على حياتها، وترى أنها مستحيلة التغيير.

إن الطريقة الفعالة لاكتشاف ذلك، هي تمحيص كل حكم نطلقه، هل هو قدرٌ فعلًا يجب علينا تقبله، أم امتحان يجب علينا أن ندرسه جيدًا لنتجاوزه.

5- لو عرفت أنك ستموت بعد 10 سنوات من الآن، ما الذي ستفعله اليوم؟

كنت أطرح هذا السؤال في الدورات التي أقدمها على المتدربات، مقتبسة لهن نماذج من إجابات المحتضرين التي روتها الكاتبة بروني وير في كتابها أهم خمسة أشياء يندم عليها المرء عند الموت بعد أن قضت سنوات عدة في الاعتناء بهم.

صورة من إحدى شرائح العرض لدورة الشخصية القوية التي أقدمها

صورة من إحدى شرائح العرض لدورة الشخصية القوية التي أقدمها

ووجدتْ بروني وير أنهم يندمون على أمور تمنّوا لو أنهم فعلوها بشكل مختلف. وقد كانت إجابات المحتضرين تتشابه إلى حد كبير، اخترت لكم منها اثنين، لقد كانت الإجابة:

"أتمنى لو سمحتُ لنفسي بمزيد من السعادة". 

هي الإجابة الثالثة في ترتيب الإجابات الأكثر اختيارًا. لقد أدركوا متأخرين أن السعادة اختيار 💔

أما الإجابة الأكثر اختيارًا على الإطلاق فهي:

"أتمنى لو كانت لدي الشجاعة لأعيش الحياة التي تريدها نفسي، وليس الحياة التي يتوقعها الآخرون".

إن إدراكنا لذلك من الآن يساعدنا أن نُعمل التفكير في واقعنا فلا نندم لاحقًا إذا ما اتخذنا الخطوة الفعلية حيال ذلك.

وقد تساءلت أ. لبنى بعدما طرحت السؤال أعلاه:

  1. ما الحلم الكبير الذي ستسعى له؟
  2. ما هي المخاوف التي ستتبدد؟
  3. ما العلاقات التي ستنهيها؟
  4. مع من ستقضي وقتًا أطول؟

وقالت: "تأمُّل هذه الأسئلة يعطيك وضوحًا أكثر".

ولا أزيد على ذلك.

أشكرك حيث وصلت معي إلى هنا.. ربما كان هذا العدد طويلًا.. ولكن الموضوع يستحق.

ولاء عبد الرحمن1 أعجبهم العدد
مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق