هل انطفأت؟!

10 نوفمبر 2025 بواسطة مريم الهاجري #العدد 87 عرض في المتصفح
فقط رتبتُ أوراقي يوم انطفأت.. ثم عشت الحياة من جديد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كيف حالكم يا إخوتي.. حياكم الله جميعًا، رفقاء الدرب، والإخوة المنضمون حديثًا.. أسأل الله أن يوفقني لنفعكم.

***

سؤال:

كيف تتعامل مع الانتقالات المفاجئة في حياتك.. أيًّا كانت هذه الانتقالات؟شاركني رأيك في التعليقات أو هنا

***

ذات صباح..تشعر أن الشمس تُشرق باهتة، فلم تتخلل أشعتها ستائر روحك.. وكأن الظلام يقاوم نورها معلنًا البقاء..إنه يمد أطنابه في سمائك.. لتبدو حياتك واقفة.. هكذا فجأة بعد كل الضجيج، وكل الكفاح، وكل الجد والاجتهاد الذي بذلته.. تريد التوقف فجأة.. وكأن الطريق اختفت من أمام قدميك.. أو كأن عينيك هكذا.. لا تريدان أن ترى الطريق!

ثم تغرق في دوامة من الأسئلة والشعور بالضياع.. ربما يعتريك شعور غريب وكأنك طفل كبير.. تاهت خطاه.. ثم هو يخبئ وجهه بين كفيه..دافنًا رغبته بالبكاء.. إنها صرخة تضطرم بين جنبيه تقذف شرارها حتى يصل إلى ترقوته، ثم تخجل.. هل تسمح لها بالخروج، أم تدسها في صدرك.. نعم، إنه أنت الطفل الكبير!

إذا كنت قد وصلت إلى هذه المرحلة.. فلا تقلق كثيرًا ولا تحزن.. أكثرنا قد مرَّ بها، إننا لا ندري أننا نُجهد أنفسنا كثيرًا في رحلة الحياة، وحينما يشتد عراكها.. تتوقف فجأة.. لنتدارك أعمارنا، ونستحضر بعض الأسئلة التي تتعلق بجوانب مختلفة من حياتنا، وليس الجانب الوحيد الذي هو محور تركيزنا قبل التوقف.

حياتنا كُلٌ متكامل.. روحيًا ودينيًا، نفسيًا واجتماعيًا، بأهلنا وأصدقائنا، وكتبنا، وشوارعنا التي تحكي كفاحنا.. لا يجب أن يطغى جانب على آخر.. ولا نَغفل عن جانب لأجل آخر.. لذلك هي تتوقف فجأة لكي نُعيد ترتيب أنفسنا وأولوياتنا.. لنرتب حياتنا ثم نبدأ بطاقة جديدة ونستكمل المسير.

إنها لغة خاصة.. تخاطبنا بها الحياة.. لنفهم: أن ثمة أمور يجب أن تُفهم قبل كل الأمور.. وأمور يجب أن تُفهم قبل الشروع في الإنجاز.. وأمور يجب أن تُفهم قبل أن نقرر التخلي عنها.

لحظات الصمت والتوقف هذه.. لها ضجيج، ولكنه عكس الضجيج الذي اعتدناه، صاخبًا يملأ الدنيا ويُسمع الجميع.. فضجيجها لا يسمعه سوانا، لأن صمتها إنما يخاطبنا نحن.. وحين يصمت الصمت حقًا.. فهذا مؤشر بأنه يجب أن نتكلم.. حتى لو أن نُسمع الورق!

إنها فرصة تُهدى لنا.. ويجب أن نقبل الهدية.. بل أن نتمسك بها.. لأنها ستساعدنا على رؤية أوضح لمسارنا.. أين نحن، وما الذي قدمناه، وما الذي ينتظرنا، وما الذي يجدر بنا فعله؟!

حينما نُحسن وفادة هذا الصمت وهذا التوقف الذي فرض نفسه علينا، سنخرج من المرحلة وقد ازددنا هدوءً.. واتضحت لنا معالم الطريق.. وملامح الصور.

ستختفي من دروبنا أشباح المثالية، لتبدو ملامحنا الطبيعية وهي تحمل مشاعل النور.. ترضى بالقضاء، وترسم أهدافًا تعانق الفضاء.

وفي متاهة التوقف.. ليكن أهم جانب نغذيه هو الجانب الروحي، {يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها} لقد كانت سلوته صلى الله عليه وسلم وراحته من هموم الدنيا تُستجلب بالصلاة.. إذًا فهي حل يمكن لأي منا الحصول عليه في أي وقت ليرتاح فيشعر بالصفاء الذهني وتنوير التفكير، الصلاة على وقتها، وتلاوة القرآن، والذكر والدعاء سلاح في كل وقت، فما بالك بوقت قد تاهت فيه خطانا؟

هل مررت بمثل هذه الحال.. شاركني تجربتك، وكيف تخلصت منها؟ على واتساب أو إيميل < لا داعي لذكر اسمك إن لم تكن ترغب بذكره>

هل ترغب بالتفكير معي في مواضيع أعداد شهر ديسمبر.. تواصل معي. 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تجدني هُنـــــا
لطلب الخدمات
هيا سليمان1 أعجبهم العدد
مشاركة
عـمـــــــــق

عـمـــــــــق

على سبيل الفضول والبحث والطموح كل اثنين ستشرق "عمــق" بها شيئًا من قناعاتي وقراءاتي وعاداتي كي نرتقي معًا

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من عـمـــــــــق