نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #9

بواسطة حاتم الشهري #العدد 9 عرض في المتصفح
غرير العسل

هناك حيوان اسمه غرير العسل، والاسم العلمي له: (Mellivora capensis).

وسبب تسميته بهذا الاسم أنه يدخل خلايا النحل ويأكل العسل من داخل الخلية نفسها، ولا تضره لدغات آلاف النحل.

هذا الحيوان من أخطر وأعجب المخلوقات على الأرض.

فهو عدواني جدا، ولا يخاف من أي حيوان أبدا، لا الثعبان ولا الأسد ولا الفيل ولا حتى القنفذ، وهو من آكلات اللحوم.

غرير العسل

غرير العسل

لديه مواصفات نادرة وقوية وقدرة على تحمّل الأخطار بشكل يدعو للإعجاب، ولذلك هو ليس من الحيوانات المهددة بالانقراض.

كيف نستطيع أن نستفيد من غرير العسل في الحياة؟

منيع وحصين تمامًا ضد جميع أنواع السموم ويعتبر أكثر ما يخشى منه الثعابين وأسوأ كوابيسهم، مهما حاولوا حقنه بالسم لا يؤثر فيه تمامًا وحتى إذا نجحت أقوى الثعابين بحقنه في السم في مكان حساس، فإن اسوأ سيناريو هو أن يغمى عليه ساعة على الأكثر وبعدها يفيق ويمضي في طريقه كأن شيئًا لم يكن.

وهنا يجب أن نستفيد من غرير العسل أن نكون محصنين ضد أنواع السموم في العلاقات الحياتية، وحتى ولو تم حقننا في مكان حساس، يجب أن نفيق بعد ساعة زمان؛ حتى نصبح مثله غير مهديين بالانقراض.

جلده سميك جدًا جدًا لدرجة أن السهام والحربات البشرية لا تخترق جلده، وحتى إذا حاولت ضربه بساطور لن تخترق جلده إلا بعد ضربات عديدة متتالية.

هكذا يجب أن تكون مع النقد، يجب أن تكون "سميك جدا جدا" على سهام النقد الجارحة، والحربات البشرية الكلامية، ولو حاولت الدنيا ضربك بساطورها، فلا تسقط من أول مرة، وإن سقطت بعد عدة ضربات فلا بأس أن تجرب رفاهية الإنهيار.

يقال أن غرير العسل لديه أنياب قوية يأكل كل شيء من فريسته حتى أعتى العظام فإنه يفتتها إلى قطع صغيرة.

ونحن كذلك يجب أن نفتت أعتى المصائب إلى قطع صغيرة من أجل أن نستطيع أن نتعامل مع هذه المصيبة.

من المخجل أن يكون هناك حيوان أذكى منك على هذه البسيطة، ويعرف كيف يتعامل مع كل التحديات التي تمر به.

كن مثل غرير العسل، وكن غير مهدد بالإنقراض!

  كن بخير حتى ألقاك يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لك..  

مشاركة
نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة أدبية، ثقافية، اجتماعية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة حاتم الشهري البريدية