نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #96

سأل معاوية بن سفيان عمرو بن العاص:

ما بلغ من دهائك؟
قال عمرو:
لم أدخل في أمر قط إلا وأنا أعرف كيف أخرج منه لو لم يصلح لي!
فقال معاوية:
لكني لم أدخل في أمر قط إلا بعدما أعلم أني لن أحتاج للخروج منه.

وفي تراث الشعر العربي، نجد الحكمة والدهاء يتجلى في كيفية التعامل مع المشكلات وتجنبها، كما نرى في قصيدة: (أما وقد ألحقتني بالموكب) لأبي تمام حيث قال:

وكذاك كانوا لا يحشَّون الوغا
 إلا إذا عرفوا طريق المهرب

لا يحشون الوغا هنا قصد بها لا يضرمون نار الحرب حيث شبّه الحرب بالنار التي لا يضرمون نارها دون حساب خط الرجعة مما يلخص فن التجنب والحذر في التعامل مع المواقف الصعبة.

وهذا لا يخص تراثنا العربي فقط؛ بل موجود في التراث العالمي وقد ذكر أمثلة كثير صاحب كتاب "فن الحرب" حيث قال:
" النصر الأعظم هو ذلك الذي لا يتطلب قتالا "هذه الحكمة تشير إلى أهمية تجنب المواجهات والسعي لحل الصراعات بحكمة وحدة، حيث يضيف:" المقاتل الحكيم هو من يتجنب المعركة "
و"من يرغب في الانتصار، عليه أن يحسب أولا التكلفة " وهذا يُظهر أهمية التخطيط والتفكير العميق قبل اتخاذ أي خطوة.

الحكمة والدهاء هما مفتاح النجاح في مواجهة التحديات ويكمن السر في التحليل الدقيق وتجنب المشاكل والمواجهات غير الضرورية.

كن بخير حتى ألقاك في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله.

يوم سعيد أتمناه لك..