نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #73

قبل مدة قابلت شاعر سعودي شهير، وتحدثنا عن أمور كثيرة لكن الذي شدني في حديثه تنظيمه الشديد لمشروعه الشعري.

لديه خطة نشر واضحة إلى عام 2027م، وهو الآن يعمل على ما بعد عام 27.

في جلستنا كان معه كتابين، كتاب سينشره في هذه الأيام القليلة القادمة، والكتاب الثاني في نهاية العام، والعام القادم سيصمت ولن ينشر شيئا لأنه سيفوز بجائزة سوف يشارك بها، هذه الجائزة له 5 سنوات وهو يدرسها، وأخبرني بكل يقين أنه سيفوز فيها؛ لأنه لا يشترك في أي جائزة إلا بعد مرور فترة طويلة تتيح له دراستها ومعرفة آليتها.

يقول تقاعدت تقاعد مبكر من أجل أن يمككني المحافظة على هذا التنظيم، وعلى هذا المشروع المقنن.

حينما قرأت كتاب (مباهج الكتابة وأوجاعها) لهمنغواي علمت أن الكتابة قرار وليس إلهام، بمعنى أن الإلهام هو جزء بسيط من عملية كبيرة من الجهد والبحث والعناء، وقل نفس الكلام عن فرجيينا وولف في كتابها رسالة إلى شاعر شاب أو حتى ديوان أوراق العشب لوالت ويتمان وغيرهم الكثير من المبدعين.

نعم نحن نرى إبداعهم بشكله الأخير؛ لكن الذي يفتش وراء هذا الإبداع يجد أن كل المبدعين لهم جدول معين صارم يلتزمون به كل يوم وليلة؛ ونتيجة لهذا الاجتهاد ولهذا الالتزام تكون في النهاية جهودهم مبدعة وذات تأثير عالٍ.

إذن الإبداع ليس موهبة، الإبداع: قرار.
قرر أن تكون مبدعا واعمل على هذا القرار: وستصبح كذلك.

كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم..

حتى النشرة تأخذ إجازة، ستتوقف النشرة لتستجم وتمارس حقها الطبيعي في الاستجمام، وستعود عملها بإذن الله في شهر مايو..

يسعد النشرة بكل تأكيد استقبال الأفكار التطويرية لتكون في عيونكم أجمل..

كونوا بخير حتى ألقاكم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لكم..