نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #72

بواسطة حاتم الشهري #العدد 72 عرض في المتصفح
عاهدت نفسي

عاهدت نفسي ألا أحاول الفوز على الوقت أبدا، وأنا أكون مخلصا للحظتي الراهنة، وألا أفكر بالمفقود وأشكر الموجود..

آمنت بأن الساعة الآنية أثمن ما في الوجود، وأن اللهاث خلف إنجاز المهام اليومية أسوأ من تركها..

عاهدت نفسي أن أتوقف عن الركض المحموم كل يوم من أجل إنجاز لائحة المهام، وسأنفذها لكن بتؤدة أكبر وربما بجودة أعلى..

الهدوء لا يعني البطء؛ ولكن ربما يعني الاتساع أكثر من الارتفاع..

لقد تعهدت في أن أتوقف عن حرث الأسباب، والقبول بالنتيجة، ولو كانت النتيجة غير مرضية..

لن أدعو الله أن يعطيني إشارة على أني في الطريق الصحيح؛ لأن الإشارة ربما لا تعجبني، أو ربما تأتي الإشارة ولا أنتبه لها..

سأحاول أن اعيش ساعات يومي بجودة مرتفعة لكي أنجز شيئا واحدا بجودة عالية أفضل من الانتهاء من عدة أشياء بجودة متوسطة..

من اليوم وصاعدا لن ألحق بأي أحد، والذي سيهرب معناه أنه ليس لي، ولن أشد يدي على أحد يريد المغادرة..

من يريد المغادرة فالباب مفتوح، ومن يريد البقاء فهناك مقعد له..

لن أعتنق الآراء مجرد آراء لأنها مثيرة للجدل؛ بل سأعتنق الرأي الذي يمثلني وأؤمن به حتى ولو كان -لاحقا- مثيرا للجدل..

يبدو أن المشكلة ليست في آرائي؛ بيد أن المشكلة في الجدل الذي يثير آرائي..

آرائي ليست مثيرة للجدل؛ الجدل هو المثير..

ستنتقل معي المقولة الجميلة لأعيش بها في حياتي الحالية والقادمة (إذا أردت أن تفوز بالكأس القديمة، عليك أن تلعب بالطريقة القديمة) أو (إذا أردت أن تذوق طعم الكيك القديم، اصنعه بالطريقة القديمة).

عاهدت نفسي ألا ابحث عن نوايا من حولي، وأكتفي بظاهرهم؛ لأن الأيام كفيلة باخراج مكنون ما في صدورهم..

عاهدت نفسي أن أجدد عهدي القديم بعدم معاداة أحد؛ لأن الحب أسهل بكثير من الكره..

عرفت أن بعض الأحلام جمالها في بقاءها أحلاما، وأن تحقيقها يقلل من وهجها..

سأكون وفيا لأهدافي ومرنا في تحقيق هذه الأهداف، ليس المهم الخطة المهم إنجاز الأهداف..

عاهدت نفسي أن أبقى صامدا في وجه الظروف، فربما هذه فضيلتي الوحيدة..

الاستمرارية لا تعني العطاء كل الأيام مئة في المئة، بل أن أعطي كل ما أستطيعه في ذلك اليوم، ولو كان ذلك العطاء أربعين في المئة، المهم ألا أتوقف..

هذه عهود كثيرة على شخص كإياي؛ لكني سألتزم بها، فما فائدة الوعود بدون الوفاء بها؟

وأنت أيها القارئ العزيز ماذا عاهدت نفسك؟

كونوا بخير حتى ألقاكم يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لكم..

طُفولAhmed Al Hejailiهند غُرم6 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة أدبية، ثقافية، اجتماعية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة حاتم الشهري البريدية