نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #67

كلما سافرت سفرة صغيرة كبرت أعواما في عمري..

إني لا أتخيل كيف تتسع مدارك الإنسان دون أن يسافر.

ليس المقصود السفر للخارج أو السفر لمدة طويلة بل أي سفرة كانت ولو محلية، ولو ليومين..

ميزة السفر أنه يغيّر من روتينك اليومي، ويخبرك بشكل أو بآخر أنك قادر على التكيّف..

لقد سافرت في نهاية الإسبوع لمدة يومين لمعرض الشرقية للكتاب 2023 وهو أول معرض للكتاب في المنطقة الشرقية؛ ولذلك حرصت على الحضور لاسيما أن وكالة حرف الأدبية أيضا تشارك في المعرض.

عدت من هذه السفرة وقد ارتفعت خبرتي إلى مستويات غير معهودة سابقا..

فور دخولي للغرفة في الفندق، أخبروني أنه لا يوجد أفياش ثلاثية (مقبس كهربائي) وإنما يوجد فقط فيش ثنائي، وعللوا ذلك بأن الفندق بُني قبل 24 عام، ولم يغيّروا في الفندق شيء..

لم ألاحظ أن الفندق قديم، وكذلك تقييمات الفندق كانت عالية وقربه من المعرض جعلني أنزل فيه..

لم أغضب الحقيقة؛ لكن هذا الأمر أربكني قليلا، وتجاوزت هذا الأمر بأن ذهبت لأقرب محل واشتريت توصيلة كهربائية وعدت وانتهى الموضوع..

ومما لفت انتباهي في المنطقة الشرقية: الوداعة التي يملكونها الناس، وقد تكاد لا تجد شخصا مستعجلا أو يقود سيارته بطريقة متهورة؛ هذا كان ملاحظا لكل من وفد من خارج المنطقة، لقد اتفقنا جميعا على أنهم مهذبين جدا..

بلطافة تعاملهم وابتسامتهم الدائمة ييسرون كل أمر، حتى ولو كان الأمر عسيرا..

إنني أدركت حينها لماذا كثير من الأشخاص في الأرياف معقدين ومنغلقين على أنفسهم، وتمر السنين عليهم وهم بنفس الطريقة في التفكير، وبنفس الأخطاء القديمة..

إن الذي لا يخرج من منطقة راحته، ومن روتينه اليومي يصبح كثير المعاداة لأي شيء من خارج مألوفه..

إن السفر يوسّع المدارك، ويجعل الإنسان أقل إنكارا؛ على أن السفر وحده ليس بأداة سحرية لصنع المعجزات أو صنع التغيير..

السفر بحاجة إلى ذهن متوقد، ونفس قابلة لاكتساب الجديد، ومرونة في الطبيعة..

هناك أناس سافروا وعادوا كما هم؛ وكأن السفر لم يُحدث فيهم شيئا، وهذا عائد إلى الإنغلاق الروحي لديهم..

أظن من الظلم للسفر أن نحصر فوائده في 7 فوائد، فوائده أكثر بكثير..

كونوا بخير حتى ألقاكم يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لكم..