نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #63

في كثير من الأحيان يتم السؤال من أحد الطرفين عن أمر هو يعلمه تماما ويعلم حقيقته؛ ولكنه يريد أن يعرف هل الطرف الآخر يستطيع أن يكون جريئا ويقول الحقيقة..

المسألة في السؤال ليست في انتظار الإجابة؛ لكن في ماهية الإجابة ذاتها..

الطرفان قد يكونا (زوجين/ صديقين/ موظف ومديره..إلخ)..

من خلال خبرتي البسيطة في الحياة -إلى الآن-، لا أذكر أني ندمت على الصدق أبدا، ولو كان الصدق يتضمن اعترافي بأخطائي وهفواتي سواء بقصد أو دون قصد، وليس معنى هذا أني لم أجازى على أفعالي الخاطئة؛ لكن الصدق كان يخفف العقاب وفي أحيان كثيرة ربما ألغاها..

مشكلة الكذاب أنه ينسى كذباته، وكذباته تضعه في وضع محرج مع مرور الأيام، ثم إن الكاذب يفقد أهم شيء في حياته، وهو السمعة..

ما الذي يدعو الناس إلى الكذب في أشياء تافهة مثل التأخر عن الدوام، أو نسيان حضور عزيمة معينة؟

إنهم يخشون العواقب التي يتوهمونها، وهي فقط من صنع أوهامهم.

قل الحقيقة ولو كانت الحقيقة تبدو سخيفة: تأخرت عن الدوام لأني لم أصحو إلا متأخرا بسبب مشاهدتي لمباراة فريقي المفضل، ولم أحضر العزيمة لأني لا أريد رؤية بعض الناس في تلك العزيمة أو ليس لدي وقت لمجاملة ابنة خالتك.

قل الحقيقة وستكتشف أن الحقيقة أفيد بكثير من الكذب.

كل العيوب من الممكن تقبّلها؛ إلا الكذب إنه قاعدة الهرم للأخلاق السيئة.

ربما يكون حبل الصدق قصير؛ لكنه حبل آمن، والكذب حبله طويل لكن نهاية ربما تكون حبل المشنقة.

أن أعاقب على صدقي؛ خير لي من أن أنجو بكذبي..

كونوا بخير حتى ألقاكم يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لكم