نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #62 |
بواسطة حاتم الشهري • #العدد 63 • عرض في المتصفح |
صنيع الأكابر
|
|
تابعت بكل حب الفيلم الوثائقي الذي كان عن الصديق حيدر العبدالله والفيلم كله جميل وحزين في آن واحد. |
شدتني أفكار كثيرة في الفيلم؛ لكن أمثر ما شدني ما قاله حيدر عن بداياته وأن أول من عرَّف به وكتب عن مقالة في جريدة هو الشاعر العملاق (جاسم الصحيح)، وهذا ليس بغريب على جاسم؛ لأن كريم وعظيم؛ ولأنه يقدَّر الموهبة ويعرف قدرها الحقيقي، ولا أظن أن جاسم ندم على أن قدَّم لنا موهبة مثل حيدر.. |
تأسرني هذه المواقف التي يقوم فيها الأكابر بدورهم الحقيقي في الأخذ بيد الجيل الصاعد والتعريف بهم ولف عنق الضوء من أجل تسليطه عليهم. |
لم يعد حيدر من الجيل الصاعد؛ بل أصبح من الأكابر وهو يستحق ذلك بكل جدارة. |
وهذا الصنيع الذي فعله جاسم صنيع عالمي، وليس صنيع محلي؛ لأن المبدعين في كل مكان في العالم بينهم نسب وبينهم مشترك إنساني. |
انظر ما قاله انطوان جوكي عن شاعر فرنسا الكبيير وأحد رواد الحداثة الشعرية غييوم أبولينير (على رغم قيام دار غاليمار الباريسية بإعادة نشر كامل أعماله الشعرية وجمعها في مجلد ضخم، وبإصدار أنطولوجيا مصوَّرة تتضمن خمسين قصيدة له تقابل كل منها لوحة أو رسم لاحد أصدقائه الفنانين الذين دعمهم في بداية مسيرتهم الفنية وكان خير معرِّف بمسعى كل منهم). |
ما يهمني هنا السطر الأخير؛ إذن قام أبولينير بالتعريف بالفنانين في بداية مسيرتهم الفنية، وهذا كما ذكرت صنيع الأكابر في كل مكان. |
المبدعون الصاعدون لدينا كثر وأتمنى أن يكون لهم حظ التعريف بهم كما حصل مع حيدر وكما حصل مع الفنانين في فرنسا.. |
كونوا بخير حتى ألقاكم يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله |
يوم سعيد أتمناه لكم. |
التعليقات