نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #57

بواسطة حاتم الشهري #العدد 58 عرض في المتصفح
فبما أقاتل؟

قال الأغر النهشلي لابنه لما بعثه لحضور ما وقع بين قومه: يا بني كن يدا لأصحابك على من قاتلهم، وإياك والسيف فإنه ظل الموت، واتق الرمح فإنه رشاء المنية، ولا تقرب السهام فإنها رسل تعصي وتطيع.

قال فبما أقاتل؟ قال: بما قال الشاعر:

جلاميد أملاء الأكف كأنها...رؤوس رجال خلّقت في المواسمِ

فعليك بها، وألصقها بالأعقاب والسوق.

وهذا البيت من أبيات:

تغطّى نميرٌ بالعمائم لؤمها ... وكيف يغطّ اللؤم طىّ العمائم

فإن تضربونا بالسّياط فإنّنا ... ضربناكم بالمرهفات الصّوارم

وإن تحلقوا منّا الرّءوس فإننا ... حلقنا رءوساً باللّحى والغلاصم

وإن تمنوا منّا السّلاح فعندنا ... سلاحٌ لنا لا يشترى بالدّراهم

جلاميد أملاء الأكفّ كأنّها ... رؤوس رجالٍ حلقت بالمواسم

لقد أشكل علي البيت الأخير، وصيّة الوالد ما هو السلاح الذي يريد؟ حرم ابنه من السيف والرمح والسهم، ماذا بقي؟
وبعد التفكير وسؤال الأصدقاء يبدو أن الأب قصد: الحجارة التي يكون حجمها حجم قبضة الكف وملساء، وهنا الملساء دليل صلابة؛ لأن الحجر الأملس يكون أقسى وأقوى لا يتفتت.

ما مناسبة هذه القصة في بداية السنة؟

مناسبتها أنك لا تبدأ سنتك الجديدة بنصائح غريبة ونصائح لا تعرف ما مغزاها لاسيما من أقرب الأقربين..

لا تضيع سنتك بوصايا الآخرين..

خذ من شورهم، واستنير بآرائهم؛ لكنها في الأخير حياتك..

اختر ما يناسبك لا ما يناسبهم..

والسؤال فبما أقاتل؟

قاتل في الحياة بالطريقة التي تعتقد أنك ستنتصر بها..

وكالعادة: سنة حلوة يا قميل..

كونوا بخير حتى ألقاكم يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لكم.

Somayaجود صقرAhmed Al Hejaili4 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة أدبية، ثقافية، اجتماعية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة حاتم الشهري البريدية