نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #16

بواسطة حاتم الشهري #العدد 16 عرض في المتصفح
لماذا لا تستخدم الواتساب؟

بين الفينة وأختها ستكون هناك أعداد استثنائية..

بين الفينة وأختها ستكون هناك أعداد استثنائية..

لماذا لا تستخدم الواتساب؟

ربما هذا أكثر سؤال يواجهني في الحياة ممن يعرفني أو لا يعرفني..

هذه أول معلومة يقدمها بعض الأصدقاء عني قبل أن يعرّفني للغرباء، ويقول: ليس لديه واتساب، وكأن هذه ميزتي التنافسية!!!

المشكلة أن هذه المعلومة تدخلني في دفاعات أنا في غنى عنها، وفي سيل ماطر من الأسئلة الشخصية التي ليس من المفترض أن أجاوب عنها في أول لقاء!!

قال لي ذات مرة أحدهم: أريد أن أجلس معك جلسة مطولة من أجل أن اقنعك باستخدام الواتساب، وكانت هذه أول مرة أجلس معه، فقلت له: هل سألتك أنا عن سبب استخدامك لأي برنامج أو جهاز؟!!

لا أعلم كيف يحق للناس الاستمرار في طرح الأسئلة في شأن لا يعنيهم!!

أمر مؤسف ألا يعرف الإنسان حدوده، ويصبح خشمه طويلا لدرجة إيذاء الآخرين.

منصات التواصل الاجتماعي

منصات التواصل الاجتماعي

كما أنك تأكل ما تريد، فأنا أسجّل في البرامج التي أريد دون الحاجة إلى تبرير لعدم حضوري في بعض البرامج!!

الأمر أصبح مقرفا، ومملا، وساذجا، ولم يعد مضحكا أبدا..

الجواب هو نفس من عدة سنوات، فلماذا نفس السؤال يتكرر؟!

الجواب باختصار: لا أريد، وبدون أي تعليل أو ذكر أسباب، أليست عدم ارادتي كافية للجواب؟

أنا أحزن على البقية كما أحزن على نفسي، أحزن على البنت التي لم تتزوج، وعلى الأسرة التي لم تنجب، وعلى العاطل الذي لم يتوظف، وعلى الغني الذي لم يشتر بيت، وعلى الكاتب الذي لم يصدر كتابا، كل هؤلاء وغيرهم يتم سحقهم كل يوم عن الأسباب في عدم الزواج، وعدم الإنجاب، وعدم التوظف...إلخ.

خشمك جميل ما دام أنه في وجهك، ولكنه سيكون قبيحا حينما يتجول في أروقة حياتي

خشمك جميل ما دام أنه في وجهك، ولكنه سيكون قبيحا حينما يتجول في أروقة حياتي

اتركوا الناس تعيش بسلام، ودون التدخل في خياراتها..

هناك شخص خرج لإكمال الدكتوراه في الخارج (ابتعاث)، وبعد سنة عاد ولم يكمل..

الرجل كانت لديه دوافعه الخاصة التي جعلته يقرر عدم اكماله للدراسة، وجاءت عودته بعد تفكير طويل، وعرض لكثير من الخيارات، وبعد الاستخارة رأى أنه من المناسب أن يعود وألا يكمل الدراسة؛ ولكن كمية الأسئلة والنصائح والارشادات التي وردته بعد عودته جعلته يزور اخصائي نفسي من أجل التعامل مع الأمر؛ لأن التعليقات زادت عن حدها!!

الكل يخبرك بأنه فاهم، وأنه يريد مصلحتك، ويستمر في تزويدك بنصائح أنت في غنى عنها، ولم تطلبها، ولا تحتاجها أصلا..

الخلاصة: سواء استخدمت أنا الواتساب أو البريد الزاجل، أو حفرت على الصخور، أو كتبت على رقاع بالية، فهذا شيء لا يعنيك، ولن تتضرر حياتك السعيدة بشيء، فكفّ عن اسداء النصائح ودع الخلق للخالق.

أنا أعيش حياتي بالعرض، وأنت تعيشها بالطول.

اللهم ارزقني حياة عريضة لا طويلة.

كن بخير حتى ألقاك في عدد استثنائي جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله..
يوم سعيد أتمناه لك..

مشاركة
نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة أدبية، ثقافية، اجتماعية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة حاتم الشهري البريدية