نشرة حاتم الشهري البريدية - العدد #11

بواسطة حاتم الشهري #العدد 11 عرض في المتصفح
الألم والمعاناة

يتم استخدام عبارة "الألم والمعاناة" بشكل متكرر في مجتمعنا لدرجة أنه غالبًا ما يُنظر إلى الاثنين على أنهما نفس الشيء، وهما في الحقيقة مختلفان كليا.

الألم هو ما يحدث لنا، والمعاناة هي ما نفعله بهذا الألم.

‎الألم ليس مثل المعاناة. إذا تُرك الجسم لنفسه، يخرج الألم تلقائيًا، ويتركه في اللحظة التي يتم فيها شفاء السبب الأساسي. المعاناة هي الألم الذي نتمسك به. إنها تأتي من غريزة العقل الغامضة للاعتقاد بأن الألم أمر جيد، أو أنه لا يمكن الهروب منه، أو أن الشخص يستحقه.

الألم له غرض

لتبدأ في تغيير فهمك للألم والمعاناة، فكّر في معنى الألم حقًا.

هناك ألم جسدي بالطبع. ولكن هناك أيضًا ألم عقلي وعاطفي. كما أن الألم الجسدي مصمم لإعلامنا عندما يكون هناك خطأ ما، كذلك هو الألم العاطفي. إذا كنا نعاني من ألم في الصدر أو آلام في المفاصل، فإننا نعتبرها إشارة للوصول إلى المساعدة. نحن نعلم أن شيئًا ما يحتاج إلى الاهتمام.

وبالمثل ، فإن الألم العاطفي هو طريقة دماغنا لإخبارنا أن هناك شيئًا مهمًا يجب معالجته؛ لكن الانزعاج العاطفي الذي نشعر به يدفعنا غالبًا إلى إيجاد طرق لتجنبه أو تجاهله. بدلاً من النظر إلى الأسباب الكامنة وراء آلامنا، نختار التركيز على الطريقة غير السارة التي تجعلنا نشعر بها.

الألم أمر لا مفرَّ منه، أمّا المعاناة فهي اختيارية-هاروكي موراكامي

الألم أمر لا مفرَّ منه، أمّا المعاناة فهي اختيارية-هاروكي موراكامي

بعض الناس لا يريد أن يتخطى الألم، ولذلك يعيش في حضن المعاناة، إنه ليس مستعدا للحالة التي تكون بعد زوال الألم.

عندما سأل الطبيب النفسي مريضه:

?The pain is gone..now what

بمعنى "الألم راح خلاص..وبعدين؟"

اكتشف المريض أنه يحب المعاناة، وأن بينهما علاقة وطيدة.

بعضهم يتقن دور "الجريح المتألم" ويعيش الحياة على أنه "ضحية"، يحب دور المظلوم ودور الضحية، وبسبب طول الوقت في تمثيل هذا الدور، يكون صعبا عليه أن يخلع هذا الرداء، ويلبس رداء الانتصار على هذا الألم، وعلى هذه المعاناة.

في كثير من الحالات يكون تدخل الطب النفسي ضروريا من أجل تخفيف "الولاء" للمعاناة من قبل المريض.

بعضهم يعامل الحياة كمأساة، وبعضهم يعاملها كهدية.

الألم والمعاناة عُملة تنتقل من يدي إلى يد، حتى تصل إلى أحد يستلمها ولكن لا يسلّمها.

سيمون فايل

لا ضير أن تعاني؛ ولكن لا يجب عليك تقبّل المعاناة كحالة دائمة.

كن بخير حتى ألقاك يوم الثلاثاء القادم في عدد جديد من نشرتي الصباحية بإذن الله

يوم سعيد أتمناه لك..

مشاركة
نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة حاتم الشهري البريدية

نشرة أدبية، ثقافية، اجتماعية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة حاتم الشهري البريدية