عند مفترق الطرق .. |
29 مايو 2025 • بواسطة من المكتبة🪟 • #العدد 3 • عرض في المتصفح |
تأتيكم نشرتنا في لبوسٍ زاهٍ يحمل وعيًا ثقافيًا متجددًا! 📖
|
|
![]() |
" عند مفترق الطرق قد تعصف بك الأيام لتسلك جادة لا ترغب بها و لكن قد تكون هي الجادة المثلى لتصل إلى غايتك " فاطمة الغامدي |
حاجّان يلبّـيــان .. |
في ليلٍ حالك .. |
همسات وتمتمات ، أشياء تُفتح وتغلق بهدوء ، سطوة الليل تفرض على الكون السكون ، حتى تلك الأجساد اليقظة أذهانها خالية إلا من خواطر عابرة ، تتـقاذفها أمواج الخيال فتغلبهم تارة ويغالبونها تارات حتى تخمد تحت ثقل ، فما يكاد ينتصف الليل حتى تنطفئ الأفكار والمصابيح ، ليذهب كل لفراشه ويستريح. |
في هذه الأثناء رجلان في بيتين مختلفين يتجافى جنباهما عن مضجعيهما ، ما إن يشعرا بالتعب ويغمضا جفناهما حتى يتراءى لهما مشهدان نقيضان: جنان وقصور وأفنان .. نيران وجحيم وأغلال. |
أرقهما الشوق يودّا لو لقيا ربهما، وهما في شوق لليوم الموعود الذي يرون فيه ربهم رأي العين لا يضامون في رؤيته ، لا شيء يسكّن شوقهم سوى تلاوات وسجدات فإذا بفرصة القرب العظيمة تلوح لهم؛ موسم الحج المهيب يقترب ، كلاهما نوى في ليله وكلاهما خالجهما الشعور ذاته.. |
إلا أنّهما افترقـا في النهار. |
![]() |
عند مُفترق الطرق .. |
أحدهما تيسرت له الأمور ، وأخيرًا تحقق الحلم ذاك الذي تمنّاه طول عمره! |
وتهب الرياح تحمل أنسام الراحلين فتذكّره بصالحين عبروا من هنا ، فيكاد يسمع في العابرين صدى صوت موسى عليه السلام النبي الكريم يتجلجل في الأرجاء ملبيًا لله ، وها هو اليوم جزء من تاريخ ممتد ، يحدوه الشوق في جموع المحبين ملبيا ؟ ثم وما إن رأى الكعبة المشرّفة حتى انهمرت منه الدموع سجد شكرًا لله ثم لا حت له الذكرى من جديد من هنا عبر إبراهيم عليه السلام وقد جاء بزوجته وابنه ليتركهما لله ، وقفة تستحق التفكُّر تُرى كيف طمأنينة قلب أيقن أنه في بيت الكريم الرحيم المنان؟ |
قام ليطوف بالبيت؛ يحوم حول حمى الحبيب للمشتاق حيلة سواها؟ يقلّب بصره في ناحية أخرى ليرى مقام إبراهيم ويتذكر كيف بنياه هو وإسماعيل عليهما السلام ، وهما يسألان القبول في مهمة من أشرف المهامِّ وأجلّها ،ومع ذلك يملأ قلبيهما الوجل بألّا يُقبل عملهما فيجأران بدعاء القبول. |
يسعى بين الصفا والمروة وما ألذ الجهد إن كان في سبيل الله ، وهكذا كان مع كل خطوة يخطوها ونظرة عابرة تتخايل أمامه المشاهد ، فكأنه يرى هاجر تذهب وتجيء فرقًا فإذا بألطاف الرحيم تتفجر من تحت قدمي ابنها ، ويتأمل كيف العوض من غير مضانِّه؟ |
وجاء يوم التروية اليوم الذي يشرب فيه من زمزم حتى يرتوي وقد ارتوت روحه قبل ذلك وهو في أروقة الحرم الشريف ، ثمَّ حان الوقت الأعظم الذي تشوّق له كثيرا الموقف الذي يباهي الله به ملائكته ذهب لعرفة وظل يدعو ويدعو حتى الغروب فأعلنت الشمس نهاية اليوم الجليل، ثم راح يُكمل رحلة الحج الفريدة.. |
![]() |
وفي الطريق الأخرى .. |
أما صاحبنا الذي سلك الطريق الأخرى الطريق التي حتّمت عليه ألَّا يكون مع الحجيج ألا يزور البيت الذي تاقت نفسه شوقا إليه مسح عن كاهليه غبار العجز وأبى إلا أن يكون من الفائزين فشمّر عن ساعديه وشدّ مئزره ولبّى بقلبه ولسانه وجوارحه. |
فذهب يفتّش ما الذي يمكنه فعله؟ ما أفضل عمل أقوم به لأسبق فوجد الصوم لا عدل له وأن يوما واحدا يبعّد الله به وجهه فيه عن النار سبعين خريفا!، فصام صيام الصادقين الموقنين بوعد الله، وأدرك أن القيام أجره عظيم فأوقد مشاعله وكبّر وقرأ، ركع فأطال، سجد فاغترف من بحر الدعوات المحمدية وعطّر بها مصلّاه، فإذا أصبح ذكر وسبّح وتلا القرآن حق تلاوته، و ولم ينسَ حق المخلوقين فأحسن للناس، كان ليله لله ويومه بالله، عاهد فوفّى، وهو يجاهد لكيلا ينقضي شرف الزمان بلا ختم منه في ورقة الأيام. |
ثم بذل كل جهده ليفوز بالجائزة الكبرى والمزيّة الخاصة لسالكي هذا الطريق فقط، شيء حصري لا يشاركهم فيه أصحاب الطريق الأخرى، حشد كل قواه وعزمه ليفوز بها ليفوز بعرفة هذا اليوم الذي صيامه يكفّر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها إنه لمن عظيم لطف الله أن جبر قلب هذا المشتاق فخصص له عمل عظيم بأجر عظيم رغم أن هذه أيام حج والحاج لا يجوز في حقه صيام عرفة فهذا مخصوص للمشتاق الصادق الذي وإن حالت دونه الظروف عن الحج علم أن له ما يطيّب خاطره ليكون جزاءه بهذه العظمة، كل شيء كل شيء يُمحى وتعود صفحته بيضاء لا يشوبها معصية ولا غدرة ولا فجرة يا للكرامة، وكذلك يطمئن أن توفيق الله سيكون حليفه فيما يستقبل فيمضي مطمئنا أنّه في حفظ الله من تدنيس صحيفته ولا يزيده هذا إلا تقى وحذرًا، فيا لله ما أسعده بهذه الطريق. |
![]() |
لذّة الوصول |
جمعهما الطريق مرة أخرى ذاك الذي افترق في أوله ولكنه عاد ليلتقي في منتهاه، في يوم العيد ما أسعد الفرح بعد السعي، ما ألذ طعم الفوز والانتصار على النفس، ما أجمل تحريرها من رق شهواتها إلى فُسحة العبودية للخالق الجليل!، نرجو أن تبلّغنا ربنا الجنة وزيادة لذة النظر تلك التي تقرّ بها عيون المشتاقين، كلاهما وصلا ليوم النحر السعيد الذي يُعلن فيه التوحيد للخالق الجليل يوم يقولان فيه بحق: ﴿إِنَّ صَلاتى وَنُسُكى وَمَحياىَ وَمَماتى لِلَّهِ رَبِّ العٰلَمينَ﴾. |
ولك مثلها |
هذان الرجلان سلكا طريقيهما وأنت قارئ هذه الأحرف لا إخالك خارج في هذه الأيام عن إحدى هذين الحالين وإن أردت ما يبعث همتك لكي تجاوزهما حالا وعملا فإليك توصياتنا بزاد يبعث فيك الهمة والحياة لتغنم البركات والأجور: |
|
عند مفترق الطرق .. قد تعصف بك الأيام لتسلك جادة لا ترغب بها |
![]() |
*** |
مُبـــوبة قُرطبة |
لأن تجربة القراءة مختلفة في قُرطبة ! 🔖✨ |
نبحث دائماً عن الأجود لك و هُنا نأخذكم لعالم من الإصدارات الفريدة وإلى أبعاد جديدة، فمتجر مرقاة وجهتك المثالية تقدم لك نخبة من الكتب المختارة بعناية ، وتجربة قراءة لا تُنسى و لأننا نحب أن نجعل القراءة أكثر متعة ، نقدم لك |
كود خصم حصري عند الشراء من متجر مرقاة. |
كود خصم 20% ( مرقاة ) |
استخدم كود خصم متجر مرقاة عند إتمام طلبك واستمتع بخصم خاص على إصداراتك المفضلة وشاركنا تجربتك ✨ |
تسوّق من متجر مرقاة |
التعليقات