نشرة dronecode البريدية - العدد #22

منذ اللحظات الأولى في معرض SADEX 2025 للدرون بالرياض، كان بإمكانك أن تشعر بحجم الحدث وزخمه التقني. الأجواء ممتلئة بالحماس، حيث تجاوز المعرض 150 عارضًا من أكثر من 20 دولة مع حضور كبير. شركات عالمية ومحلية اجتمعت تحت سقف واحد لعرض أحدث ابتكاراتها في عالم الطائرات بدون طيار. وقد عبّر م. فايز الفرحان على منصة X  عن انطباعه قائلًا:

هذه الحماسة وجدنا صداها أيضًا في التغطيات الإعلامية؛ فقد أشارت Arab News إلى مشاركة فاعلة من الدفاع المدني والقوات الخاصة للأمن البيئي في المعرض. عرض الدفاع المدني طائرات بدون طيار متقدمة للكشف عن المواد الخطرة والإشعاعية والكيميائية، وللبحث والإنقاذ في التضاريس الوعرة ومناطق السيول.

كما ضم جناحهم طائرة “Falcon” المتخصصة في مكافحة الحرائق على الارتفاعات العالية وفي المناطق الخطرة.

من جهتها قدّمت قوات الأمن البيئي كاميرات حرارية مدعومة بالذكاء الاصطناعي محمولة على الدرون، لمراقبة البيئة وحماية الموارد الطبيعية. هذا التنوع أكّد أن التقنيات المعروضة شملت مجالات الإنقاذ، والزراعة، والبيئة، والنقل وغيرها.

كما شاركني Bunkunmi Dhikrullahi Shittu تفاصيل زيارته للمعرض وقال 

التجول بين أجنحة التقنيات… ماذا وجدت

👈 تقنيات الإنقاذ والاستجابة للطوارئ

في جناح الدفاع المدني، لفت انتباهي عرض أحدث طائرات الاستطلاع والإنقاذ. رأيت نماذج الدرون Falcon القادرة على التحليق لمدة طويلة تصل إلى ساعات في المهمات الحرجة. هذه الطائرة بدون طيار مصممة للعمل في البيئات الصعبة؛ يمكنها الكشف عن المواد الكيميائية والإشعاعية الساخنة وتحديد مواقعها بدقة.

شاهدت أيضًا طائرات مزودة بكاميرات حرارية وبمستشعرات ليزر لتمشيط مناطق الكوارث بحثًا عن ناجين أو لتقييم مواقع حرائق في مبانٍ شاهقة. أحد المهندسين أوضح أن الدرون قادرة على إرسال بث مباشر لمركز العمليات، مع رسم خرائط فورية للتضاريس لتسهيل اتخاذ القرار.

👈 الزراعة الدقيقة والرصد البيئي

كان لجناح القوات الخاصة للأمن البيئي حضور مميز أضفى بُعدًا مستقبليًا في مجال الاستدامة. عرضوا طائرات بدون طيار ترسم خرائط زراعية ثلاثية الأبعاد للمزارع والغابات، وتحلل بيانات النمو النباتي وتوزيع الرطوبة عبر مستشعرات LiDAR وكاميرات طيفية متعددة. بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تستطيع هذه الطائرات تحديد الأماكن المحتاجة للري أو الرش بدقة، ثم تُطلق بشكل تلقائي الكمية المثلى من المياه أو المبيدات على المحاصيل المستهدفة.

كما استُخدمت كاميرات حرارية محمولة جوًا لمراقبة الحياة البرية ومكافحة الصيد الجائر، مما يبين كيف يمكن للتقنية دعم الحفاظ على البيئة.

👈 الذكاء الاصطناعي والتحكم المتقدم

عند مروري بقسم التقنيات الذكية، هنا عُرضت أنظمة تحكم تعتمد على منصات مفتوحة المصدر مثل ROS وPX4 لبرمجة وتنظيم أسراب الدرونز. على الشاشات رأيت كيف يمكن لمشغل واحد أن يتحكم في عدة طائرات دفعةً واحدة عبر لوحة تحكم موحَّدة، حيث أظهر أحد العروض منصة برمجية تدير أسطولًا يصل إلى 30 درونًا بوقت واحد. كانت الطائرات تحلق في تشكيلات متناغمة وتتبادل الأوامر فيما بينها بشكل تلقائي لتجنب الاصطدام وتحقيق المهام بكفاءة.

إحدى الشركات الصينية (مثل Nanoradar) أظهرت تكاملًا عميقًا بين أجهزتها ونظم التحكم المفتوحة؛ فقد دمجت راداراتها المتقدمة مع منصات Pixhawk وMAVLink لتوفير ملاحة ذاتية دقيقة وتفادي عقبات آنية بطريقة Plug-and-Play.

كما شهدنا تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ شركة NineTenths (شريك لشركة Emesent الأسترالية) عرضت نظام ليدار ذكي للمسح الذاتي باستخدام منصة Hovermap الذي يستطيع رسم خرائط للمناجم والمنشآت بدقة عالية حتى في غياب إشارات الـGPS.

👈 التنقّل الجوي الكهربائي (eVTOL)

من أكثر المعروضات إبهارًا هذا العام كان نموذج لمركبة جوية كهربائية عمودية الإقلاع والهبوط (eVTOL). في جناح شركة FlyNow Arabia رأيت نموذجًا بالحجم الكامل لمركبتهم eCopter المستقبلية. هذه المركبة مصممة لنقل شخص واحد أو حمولة صغيرة، كسيارة طائرة شخصية أو للإسعاف الجوي السريع. الهيكل الخارجي مصنوع من ألياف الكربون خفيفة الوزن، مما يقلّل الوزن بنسبة كبيرة دون التضحية بالمتانة

أخبرني ممثل الشركة أن هذه المركبة الكهربائية بالكامل أجرت اختبارات طيران ناجحة، ويخططون لإنتاجها محليًا في السعودية لخدمة الأسواق المحلية والعالمية. وقد أتاحوا للزوار فرصة دخول قمرة القيادة التجريبية للمركبة، بل وتجربة الطيران بها افتراضيًا من خلال محاكاة VR طوّرت بالتعاون مع شركة FalconViz السعودية

👈 الطاقة والمواد

في أحد الأجنحة الهندسية، رأيت مستقبل بطاريات الدرون بوضوح. عُرضت بطاريات عالية الكثافة قادرة على منح الطائرات وقت طيران أطول بنسبة ملحوظة، بعضها قابل للشحن السريع بل وحتى الشحن لاسلكيًا عن بعد. كذلك، استوقفني الحديث عن المواد المتقدمة في صناعة الطائرات بدون طيار؛ كثير من الهياكل صُنعت من سبائك الألومنيوم المقوّى أو ألياف كربونية متطورة، الأمر الذي أدى إلى تخفيض وزن الطائرات بأكثر من 30% مقارنة بالتصاميم التقليدية، دون المساس بصلابتها. هذه التحسينات في مصادر الطاقة والمواد تعني أن درونز المستقبل ستكون أخف وزناً وأطول عمرًا وأعلى كفاءة، سواء في المهام المدنية أو العسكرية.

لقاء مع العارضين… القصة الحقيقية

اقتربت من أحد العارضين في جناح البحوث السعودية، وتحديدًا مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية (PSDSARC)، الذي بدا فخورًا بما يقدمه الوطن في هذا المجال. كما قال ممثل المركز (بحسب ما نُشر في أخبار المركز) عن جهودهم قائلاً:

"عرضنا أنظمة الحماية الكهروبصرية ودمجنا تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع الطائرات بدون طيار في مهام الزراعة والرصد الدفاعي. شعرتُ بالفخر لأن خلاصة بحوثنا أصبحت منتجات حقيقية معروضة بهذا المستوى." — ممثل جناح المركز .

كلماته عكست شعور الكثير من الخبراء السعوديين في المعرض؛ فالجميع بدا فخورًا بأن التقنيات لم تعد مجرد أفكار، بل تحولت إلى حلول واقعية صنعها وطوّرها أبناء الوطن جنبًا إلى جنب مع الشراكات الدولية.

ماذا قال زائر عام 🧐

لم يقتصر الانبهار على المتخصصين فحسب، بل حتى الزوار العاديون عبّروا عن دهشتهم. شاركت غزل العرب – وهي ناشطة تقنية على إنستغرام – متابعيها بمقطع مصور من المعرض وعلّقت عبر حسابها على فيسبوك:

رغم أن عبارتها قصيرة، إلا أنها عكست حماس الجمهور لرؤية هذه التقنيات عن كثب. كثيرون على لينكدإن أيضًا شاركوا صورًا ومقاطع من المعرض، مشيرين إلى أن ما شاهدوه يفوق توقعاتهم. مؤكّدين أن مستقبل الدرونز في المملكة بدأ يتشكل بملامح واقعية وملهمة.

في الختام نأمل أن تكون الأخبار والتحديات حفزتك تخطو خطوة للأمام لو عندك أفكار أو تعليقات، لا تتردد في التواصل معنا، تابعنا للإصدار القادم لمزيد من الأخبار والتحديثات الرهيبة! 🚀