أثر العقاب على دماغ الطفل

بواسطة Edutips #العدد 2 عرض في المتصفح

تشير كتب علم النفس التربوي وعلم الاجتماع إلى أن 95% من الآباء يستخدمون العقاب البدني كالضرب للتنفيس عن غضبهم وليس بدافع التربية أو التهذيب أو كرد فعل على معاناتهم مع والديهم في الطفولة  ‏،فأخبرني أيها القارئ هل عقدت سلاماً مع ماضيك ؟

في الواقع الأهل من يقومون ببناء وتشكيل أدمغة أبنائهم بناءً على المواقف اليومية والخبرات الحياتية التي تُخزن في ذاكرتهم، فعندما تقول لطفلك:أنت فاشل ! يبدأ الطفل بتكوين صورته الذاتية من خلالك أنت ليُّصدق أنه فاشل.

بحسب دراسة وردت في صحيفة ديلي ميل البريطانية أجراها باحثون في جامعة هارفارد الأميركية على أدمغة 147 طفاً تتراوح أعمارهم بين 10-11 عاماً.

قام الباحثون بتصوير دماغ كل طفل بالرنين المغناطيسي أثناء استعراض صور لأوجه مختلفة، التعبيرات بعضها اتسم بالهدوء وبعضها الآخر اتسم بالخوف،وبعد تحليل الصور وجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا للعقاب البدني لديهم استجابات عصبية أكثر في مناطق متعددة بالدماغ وعليه فإن الضرب قد يغير من وظائف الدماغ بسبب تأثر مراكز الدماغ المسئولة عن التنظيم الانفعالي وهذا يفسر استجابة الخوف والشعور بالتهديد عند عرض الأوجه المختلفة على الأطفال الذين تعرضوا للضرب.

أيضاً هؤلاء الأطفال هم أكثر عرضةً للإصابة بالقلق والاكتئاب إضافة إلى تبني صورة مشوهة لذاتهم فهم يجدون صعوبة بالغة في تقدير أنفسهم واكتساب المهارات الاجتماعية ،وتدني معدل الذكاء للأطفال مما يؤدي إلى فقدان ثقتهم بأنفسهم وربما انعزالهم عن المجتمع.

ناهيك عن رغبة الطفل الذي يتعرض للعقاب البدني للانتقام المستمر مما يحوله إلى طفل عدواني يبحث عن طريقة ما لتفريغ طاقة الغضب الموجودة بداخله ،وقد تكون طريقة التفريغ هذه ضرب أخوته أو أصدقائه في المدرسة أو السرقة مما يحوله إلى طفل منبوذ ممن حوله نتيجة لتدني وعي الأسرة التربوية  حول كيفية احتواء الطفل المعنف.

ظاهرة العقاب البدني ليست حصراً في داخل المنازل فقط وإنما تمتد إلى المدارس ليمارسها بعض المعلمين الذين يستسهلون الضرب في ظل غياب الرقابة الكافية ، وعليه فإن بداية القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة والمنتشرة تبدأ من الخطوات الآتية :

1-الوعي بالآثار السلبية للضرب حيث أنه لم يُثبت علمياً أو تربوياً أو بحثياً أن الضرب يأتي بنتائج إيجابية، فالضرب عنف بدني ونفسي بحق الطفل، فهو وسيلة غير فعالة للتأديب في المنزل أو المدرسة.

2-القضاء على ظاهرة العنف البدني من جذورها بفرض عقوبات على ممارسات هذا النوع من العقاب ،حيث أنه توجد 62 دولة فقط ممن قاموا بتجريم العقاب البدني ،فهل فلسطين ضمن هذه القائمة ؟

3-دعم الأهل :البعض ينظر إلى العقاب البدني بأنه الطريقة الأنسب للتأديب وتعديل السلوك وتوجيه الطفل وهذا يعود إلى التنشئة الاجتماعية لهؤلاء أو بفعل العوامل الانفعالية أو الظروف المحيطة بهم وعليه وُجِب توعية الأهل ودعمهم من خلال عقد الندوات والورش التربوية ودعوتهم إليها.

ختاما على الوالدين والأسرة التعليمية الانتباه لمخاطر العقاب البدني ،وعلى أصحاب الاختصاص التفكير بتجريم العقاب البدني دون سن 6 سنوات فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو المربى الأول انه كان يضرب قط.

مشاركة
Ansam.edutips

Ansam.edutips

أضيفي ايميلك لأساعدك بتحقيق نقلة نوعية بعلاقتك مع أطفالك

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من Ansam.edutips