أخبروني أني أم رائعة وسأكون كذلك

بواسطة Edutips #العدد 1 عرض في المتصفح
أخبروني أني أم رائعة وسأكون كذلك

انا أُم رائعة فأنا أستيقظ الساعة السادسةَ قبل أطفالي أَقوم بتنظيفِ منزلي وحديقتي الجميلة وعندما تستيقظُ عائلتي الصغيرة أبدأُ بتحضيرِ حبوب الشوفان بالمكسرات وأُنادي عليهم لتناول الإفطار وإن رفضَ أولادي فإني أركضُ خلفهم بالصحن والملعقةِ،فأنا أمٌ رائعة أهتمُ بصحةِ أطفالي وغذائهم بعدَ ذلكَ سأضعُ الغداءَ على النار وأبدأُ بتنظيفِ صحون الإفطارلِأنتقلَ بعد ذلك الى إعداد الأنشطة المسلية لإِمتاعِ أطفالي الصغار لحينِ انتهاءِ الغداء ،وبعد أن نُنهي غدائنا اللذيذ الذي استمريتُ خلاله بإطعام الأولاد وتصبيرِ نفسي  والإكتفاء بقول  حبيبي احمد هيا تناول قطعة الدجاج هذه وهيا حبيبتي لارا أنت لم تأكلي سوى معلقتين من الكينوا حتى الآن.

نسيتُ إخباركم أنا أهتمُ بجودةِ غذاء عائلتي بشكلٍ رائع ،فأنا أم رائعة كما أصبحتم تعرفون، والآن أصبحَ علي عملٌ جديد في المطبخ والكثير من الكينوا وحبات البازيلا الخضراءِ المرميةِ على الأرض فأنا لا أضعُ الحدود لأولادي اثناء تناول الطعام... نعم فأنا أمٌ رائعة.

أنهيتُ حفلة التنظيف مجدداً وأصبحَ منزلي نظيفاً جميلاً رائحتهُ كالفانيلا فزوجي يحبُ هذه الرائحة وأنا أضعُها من أجل راحته فأنا أيضاً زوجةٌ رائعة،آه الآن قد أتى موعد تحضير العشاء لعائلتي ولكني سأضعُ بعضَ الملابس في الغسالةِ لِأُنهي العملين معاً .

ماما احمد ماما لارا تعالا لِنُحضرَ عجةَ البروكلي اللذيذة وبكل بساطة فإنَ ندائي هذا قد أنهى شجاراً عالقاً بين الأخويين وبعد أن انتهينا أخذ كلٌ منهما حماماً دافئاً وقاما بإختيار ثلاثة قصصٍ مختلفةٍ عن الأخرى ولم أرفض قرائتها بالرغم من كمية التعب التي أشعر بها كي أتجنبَ حدوث نوبات غضبٍ مسائية،نعم فأنا أمٌ رائعة لا أريد أن يعيش أطفالي هذا النوع من المشاعر.

الآن الساعةُ التاسعةَ مساءً وأطفالي نائمون وزوجي يراجع الفواتير التي تخصُ عمله،وأنا أجلسُ على سريري أَكادُ لا أشعرُ بمفاصل قدمايّ وبالرغمِ من ازدحامِ يومي ولكني أشعرُ بفراغٍ كبير وأشعرُ أني نسيتُ شخصاً ما!

سأُخبركم ذكرى جميلة بيّوم تخرجي لم أُفكر إلا بمكتبي الواسع وكرسيه المنجد باللون الأحمر وملفات القضايا الموجودة في الدرج الأسفل،كنتُ أتخيل نفسي أصعدُ درج المحكمةِ بخطواتٍ واثقة أرتدي معطفي الأسود أَقِف أمام القاضي اُدافعُ عن موكلي البريئ.

وأنا الآن نفسُ هذا الشخص االذي أصبحتُ أنسى تناول قهوتي وقراءة بضعَ صفحاتٍ من روايتي المفضلة ،نعم فكما أخبرتكم أنا أُمٌ رائعةَ وزوجي يقول لي اني زوجةٌ رائعةٌ أيضاً فهل أنا إنسانةٌ رائعةٌ بحق نفسي !

هل كنتُ سأكون أقلُ روعةً لو شربتُ فنجان قهوتي وأنا أستمعُ للصوت الفيروزي يخرجُ من سماعة اللابتوب بدل تنظيفِ منزلي صباحاً !

كنتُ سأقول لأولادي عليكم اختيارَ قصتينِ لا ثالث لهما فأنا متعبةٌ جداً الآن فهل كنتُ سأكونُ أقلَ روعةً بعيونِ أطفالي؟

هل الأم الرائعة كذبة أم حقيقة ! يوميا  كل صباح يراودني هذا السؤال أبحثُ عن الاجابة واسأل في مواقع التواصل الاجتماعي ولكني أضيع أكثر وأشعر بالتقصير أكثر وأكثر ،واحياناً كثيرة اسأل ما فائدةُ هذه المواقع .

رن هاتفي صباح اليوم التالي أخبرتني صديقتي غادة أنها قادمة لزيارتي لنشرب القهوة سوياً ،أعتقد اني لم أراها منذ سنة بسبب انشغالي الدائم والمستمر مع عائلتي وأنا حقاً اشتقت لها تحدثنا كثيراً واستمرت بتشجيعي على الخروج والاندماج في الحياة بدلاً من قوقعتي المستمرة حول البيت والأطفال،وسأخبركم  بعض الأسئلة التي طرحتها علي غادة وأوصلتني إجابتي لها إلى الشعور بالسلام والأمان.

هذه هي الأسئلة وأريد منك إجابتها بعد التمعن فيها والجلوس مع نفسك عن قرب، فهل أنتي مستعدة ؟

1-ما هو انطباعك عن الأم الرائعة ؟

2-ماذا تُقدم الأم الرائعة لعائلتها ؟

3-من سيقيّمني ليُّصدِر حكم الروعة بحقي ؟

4-هل أنتظر دائما تقييم الآخرين ومدحهم لأمومتي ؟3-ماذا تحتاج عائلتي؟

4-من المسئول عن تلبية هذه الاحتياجات ؟

5-ماذا تقدم الأم الرائعة لنفسها ؟ (وتذكري أن كل إناءٍ يسكب بما فيه)

لن أخبرك الان عن اجاباتي حتى لا اشوش عليكي وإنما قد اخبرك فيها المرات القادمة ،أتمنى لك وقتا صباحيا فيروزياً جميلا

مشاركة
Ansam.edutips

Ansam.edutips

أضيفي ايميلك لأساعدك بتحقيق نقلة نوعية بعلاقتك مع أطفالك

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من Ansam.edutips