هل غير الذكاء الاصطناعي أسلوبنا ككتاب محتوى؟ حوار مع أ. مريم بازرعة

بواسطة د. شروق بن مبارك #العدد 25 عرض في المتصفح
سينافس أسلوب الذكاء الاصطناعي أسلوبك، وقد يحلّ محلّه إن أكثرت من استخدامه دون وعي، فأي الأسلوبين تريد؟

غلاف نشرة منتصف أكتوبر

غلاف نشرة منتصف أكتوبر

يسعدني أن أن أشرح لكم خطة النشر الجديدة من نشرة أندراس.

والتي سنعتمد فيها على النشر مرتين شهرين بحول الله، بمعدل عدد واحدة كل مرّة.

خطتنا هي أن نعتمد طرح محتوى متنوع أكثر، وذو أجزاء معرفية تفيدكم بشكل أوسع وأعمق.

~

أما عددنا اليوم يأتيكم بشكل مخصص لعرض حوارنا الخاص مع الأستاذة مريم بازرعة.

شعار الأستاذة مريم بازرعة

شعار الأستاذة مريم بازرعة

وهي أحد أكثر الأشخاص تمكنا في اللغة العربية التي اعرفها شخصيا واعتمد عليها في إيجاد الصرف والنحو المناسب لأي كلمة تريبني أو تشعرني بالارتباك في كتاباتي.

وليس تمكنها في اللغة وحده ما يميزها، فهي كاتبة ماهرة ومدربة تدوين مختصّة، تمّكن المتدربين من التحليق في الكتابة الرقميّة.

نشكر لها مشاركتها القيمة، وحلولها ضيفة في صفحاتنا.

السؤال: كيف ترين التطور التكنولوجي السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي يؤثر على أسلوب كتابة المحتوى؟ وهل لاحظتي أي تغييرات في أسلوبك الشخصي؟

بالتأكيد سيؤثّر الذكاء الاصطناعي على أسلوب الكاتب الذي لا ينتبه لذلك، أو الكاتب الذي لا يهمّه أن يكون له صوته الخاص في الكتابة.

عندما كنّا في الماضي نعود للكتب والمجلات لتكون مراجع لما نكتب، كنّا نقرأ هنا وهناك لننشئ فكرة ونكتب فقرة، ثم عندما أصبحت مصادرنا عبر البحث في محركات البحث كنّا أيضًا نقرأ هنا وهناك لكي نستجمع فكرة ونكتبها بأسلوبنا، لكنّ ما يحدث الآن عندما نستخدم الذكاء الاصطناعي ونطلب منه أن يكتب لنا مقالًا مثلاً، فهو سيكتب لنا مقالاً مشابهًا إلى حدّ كبير للمقالة التي نريد لسبب بسيط، هو أنّنا قد أعطيناه كل المعطيات التي نريدها من خلال كتابتنا للمحثّ؛ فهل سنستخدم ما كتبه ونعتمده؟ 

الإجابة تعتمد على الكاتب وهل يهمّه أن يكون له صوته الخاص وأسلوبه الذي يعرف به؟ أم أنّه يريد أن ينشر فقط أو أن يسلّم المشروع الكتابي الذي بين يديه؟

سينافس أسلوب الذكاء الاصطناعي أسلوبك، وقد يحلّ محلّه إن أكثرت من استخدامه دون وعي، فأي الأسلوبين تريد؟

لاحظ معي أنّ الأسلوب هو عبارة عن: 

  • كل ما تريد أن تعبّر عنه بصدق عن الموضوع الذي تكتبه، وما تعتقده حياله.
  • المفردات والمصطلحات والأساليب التي تستخدمها في كلامك وتفكيرك، وهو ما يعرف بمعجمك الشّخصي.
  • الأسلوب الناتج عن تعلّمك صنعة الكتابة.

وعندما يأتيك نص كامل من الذكاء الاصطناعي كما طلبت، ستجد أنّه -صحيح- يكافئ المقالة التي تريدها، لكنها ليست مفرداتك ولا قناعاتك ولا صوتك، ولا الحرفة التي تعلّمتها وطوّرتها، ستجد أنّها صوت الجميع وكلام الجميع الذي ليس له هويّة.

بالنّسبة لي أجد الأمر صعبًا جدًا عليّ؛ أن أعدّل على مقالة كتبها الذكاء الاصطناعي، أشعر بأن العمل سيكون مشوّهًا ولا يعبّر عنيّ.

لكنّي من جهة أخرى إن أردت أن أنشيء مقالة لغرض ما، وأسدّ بها خانة مثلًا، أو أضعها في مكان ما، فلا بأس سأستخدمه وسأتغاضى عن كون الأسلوب لا يمثّلني.

بالنّسبة لي لا أتعامل مع الذكاء الاصطناعي -حتّى الآن- بالمستوى الذي أسمح له بالتأثير على أسلوبي؛ فأنا دائمًا أحبُّ أن أبدأ كتابتي بما أعرفه عن الموضوع وإن قلّ، وأن أستخرج أفكاري وكلماتي ورأيي قبل أن أطلب المساعدة من الذكاء الاصطناعي.

في الحقيقة أنا أحمي نفسي من ضياع صوتي أوّلًا، ومن التّشتّت الذي قد أقع فيه بسبب الذكاء الاصطناعي؛ لأنّه يمكنه أن يعطيك عددًا لا نهائيًّا من المقالات المكافئة لمقالتك من حيث المعلومات، وإنْ تتبّعت تلك المخرجات غرقت إيّما غرقت وأصبح الخروج والإمساك بصوتك مرّة أخرى صعبًا ولن أقول مستحيلًا. وحتّى تتخلّص من تأثيرها على أسلوبك ومن التشويش الحاصل؛ ستحتاج برأيي إلى مدّة زمنيّة تنسى فيها ما قرأته لكي تعثر على صوتك مرّة أخرى؛ أسلوبك ورأيك وما يقوله في هذا الموضوع.

~

نشكر مرة أخرى أ. مريم على وقتها، وحلولها ضيفة في نشرتنا البديعة.

متمنين لها دوام التفوق والنجاح.

إلى هنا تنتهي نشرتنا الخاصة، أشكر لكم تواجدكم وقراءاتكم لنا.

كل الرسائل التي تصلني على الخاص حول استفادتكم من نشرتنا تسعدني دائما، وانتظرها بشغف.

نلتقي بحول الله في العدد القادم.

إلى ذلك الحين لا تنسوا الاشتراك في أندراس المجتمع الرقمي الأوّل الذي يؤهلكم لدخول عالم الكتابة العلمية والتصميم والغرافيكي.

في أمان الله | د. شروق بن مبارك

Nada Abbasأمينة العايبممدوح نجم5 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أندراس التدريبية

نشرة أندراس التدريبية

نشرة تدريبية صادرة عن مجتمع أندراس التدريبي، تكتبها لكم د. شروق بن مبارك وتأتيكم مرتين في الشهر | تتعلمون في نشرتنا عن كتابة المحتوى، التصميم الغرافيكي، اكتساب المعرفة العلمية الطبية وغيرها.

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أندراس التدريبية