إمكانيات وحدود الذكاء الاصطناعي الإبداعية

بواسطة د. شروق بن مبارك #العدد 16 عرض في المتصفح
الانبهار العجيب بهذه الأدوات المساعدة ومحاولة تحويلها الى أدوات يتم الاعتماد عليها كليا من طرف المستهلكين، ربما هو أمر يحتاج الى دراسة سيكولوجية لعقل انسان اليوم، هل هو شخص اتكالي أم أنها فقط نتاج الرأسمالية والبرغماتية التي تحاول الاستفادة القصوى من أي شيء.

السلام عليكم، مرحبا بالجميع.

خضنا في نشرة الأمس حول الآلة وما تقدمه للعبة صناعة المحتوى، أما اليوم فسنكمل الحكاية.

ما المطلوب منك الآن ككاتب أو مصمم؟

العب اللعبة بقوانين السوق، اعترف أن الذكاء الاصطناعي قد غيّر قوانين اللعبة، فهو يولد محتوى بشكل سريع جدا، بل بسرعة لا يمكنك أن تضاهيها ولو تدربت عشرات السنين، لكن عوضا عن ذلك ادرس نقاط ضعفه وحاول السيطرة على الوضع في تلك النقطة المؤثرة بالذات.

اعرف كل شيء عن الأدوات التي قد تساعدك في عملك، والأهم أن تعرف حدودها وأين تخطئ وأين تصيب.

مثلا، في المحتوى الطبي، تخطئ كثيرا معظم أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة للدردشة كجيميني، شات جي بي تي وكلود في سرد معلومات طبية دقيقة، كاستعمالات الأدوية لأكثر من مرض، احصائيات دولية حول انتشار أمراض محددة، تخطء كثيرا في ترجمة المصطلحات العلمية وغيرها.

المصيبة أنها تقدم لك معلومة خاطئة، وتقوم ببلورتها داخل السياق وكأنها صحيحة، وغير العارف بالأمر يصدقها ويمضي في طريقه، لكن الأجدر هو الانتباه.

هل هذا يعني أن كل معلوماته خاطئة، ليست كلها، ولكن كل المعلومات مشكوك فيها إلى أن يتم إثبات العكس.

إذا ما البديل؟

هو البحث عن المعلومة في الأوراق البحثية والكتب العلمية باستعمال أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة في البحث والتنقيب.

ألا تخطئ هذه الأدوات أيضا؟

سؤال جيّدا، كشخص يكتب كثيرا في المجال الطبي، واقرأ الأبحاث بشكل يومي تقريبا، يمكنني القول أنها جيّدة في الوصول إلى عدد كبير من الأوراق التي تحمل المعلومة التي تبحث عنها، خطأها يكمن في تلخيص المعلومة المطلوبة بصياغة خاطئة أحيانا، لذلك الحل، ألا تعتمد على خلاصتها، ادخل إلى الورقة البحثية وابحث بنفسك.

أما البحث في الورقة الأكاديمية وتقديم تلخيص صحيح لها فيحتاج مهارة، لا أعتقد أن للذكاء الاصطناعي القدرة عليها لحدّ الآن، سنتحدث عنها بالتفصيل في إحدى تدريباتنا مؤكد في القريب بإذن الله.

إذا أين يبرع الذكاء الاصطناعي؟

بعض المواقع كــ consensus يستطيع البحث في مئات الأبحاث العلمية خلال ثواني، ويوفر طرقا جيّدة للبحث داخل الورقة، فيجيبك على بعض الأسئلة حولها، كأن تريده أن يقدم أعلى نسبة وصلت إليها الدراسة، أو عدد المرضى في التجربة وما إلى ذلك، أي أنه لا يقدم ملخصا مباشرا للاستعمال لكن عليك طرح الكثير من الأسئلة لتجد أجوبتك.

والحقيقة أنها ليست بطريقة نافعة جدا، وتدخلك أحيانا في متاهات وتستنزف وقتك لا أكثر، خاصة إذا كنت تكتب عن بحث عميق، ولست فقط تحتاج إشارات لتعزيز مقالك بها، أو إحصائيات لتوضيح الأمور.

لذلك ولكتابة موضوع عميق الأفضل هو قراءة الورقة البحثية أو أجزائها الرئيسية لتفهم بعمق عن التجربة ولماذا تم القيام بها والنتائج المتحصل عليها وما إلى ذلك، وذلك لتفهم جيدا حول ماذا ستكتب وتعرف كيف تكتبه بشكل صحيح.

لأني وبكل أمانة كلما حاولت التذاكي واستعمال أدوات التلخيص لأُسرع من وتيرة العمل، أجدني أقضي الوقت في التأكد، ومن ثم أعود الى قراءة أجزاء المقالة كاملة، فأندم على حجم الوقت الذي أضعته في محاولاتي في استعمال أدوات تساعدني وما زادت عليّ إلا عبئا وأعادتني الى نقطة البداية كل مرة.

فالمحتوى العلمي ليس كباقي المحتوى، الذي تحتاج فيه إلى حفنة من المعلومات، وتستطيع بلورتها بأشكال وطرق متعددة وسيبدو الأمر بديعا، خاصة إذا كانت لديك أفكارك الخاصة حول الموضوع.

لكن المحتوى العلمي يحتاج إلى تمحيص عال، وإلى أدلة صحيحة، وهو بعيد عن الآراء الخاصة والشخصية بل يخضع إلى الموضوعية، دون أن ننسى المعارف الجديدة التي تظهر بشكل يومي، لهذا يحتاج إلى بعض الجهد رغم كل شيء.

مع ذلك فككاتب طبي يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتك، فهو يبدع في:

  • توليد عدد كبير من الأفكار والتي تساعدك للانتباه لبعض المواضيع القابلة للكتابة عنها.
  • اقتراح نصوص وفقرات قابلة للتعديل، وهي طريقة اسميها لا تكتب كهذه النسخة، وهي أن أولد نصا أو بعض الفقرات حول موضوع أريد الكتابة عنه، ليكتب هو بطريقته الجافة والركيكة، مجرّد رؤيتي لتلك النسخة تجعلني أريد تعديلها لمحتوى أكثر احتراما وإبداعا للقارئ، وهي طريقة تحفيزية.
  •  توليد العناوين للمقالات، كلود يتفوق على الجميع بالتجربة الحية التي قمت بها مرات عدّة، كلود يستطيع أن يبدع في توليد عدد كبير من العناوين الجذابة.
  • تقديم خطة نشر شهرية لحسابك، وهي طريقة صعبة تحتاج إلى تعديل وتحسين ومتابعة، كأنك تشذب القلم مرات عدّة ليصير بالسمك الذي تريده، ولكنها نافعة جدا.

 لكن السؤال كيف يمكننا الحصول على كل هذا؟

هل تقديم السؤال بطريقة مباشرة تمنحنا إجابة شافية ووافية؟

الحقيقة لا.

تحتاج أن تكتب الأمر بطريقة أكثر مفهومية لهذا الذكاء، حتى يستوعب سؤالك ويجيبك كما تريد تماما.

وهذا ما سنعرفه في نشرة الغد، حيث سأشارككم أفضل طريقة قد ترونها لكتابة الأوامر والتي تمكنكم من الحصول على أفضل إجابة بحول الله

الآن دعوني أشارككم إجابة أصدقائي الثلاثة، والذين سألتهم نفس السؤال، لنعرف وجهة نظر الذكاء الاصطناعي عن الذكاء الاصطناعي.

السؤال: ما هي إمكانيات وحدود الذكاء الاصطناعي في الإبداع

إجابة شات جي بي تي

صورة شاشة من إجابة شات جي بي تي

صورة شاشة من إجابة شات جي بي تي

إجابة جيميني

صورة شاشة لإجابة جيميني

صورة شاشة لإجابة جيميني

إجابة كلود

صورة شاشة لإجابة كلود

صورة شاشة لإجابة كلود

اتفق الأصدقاء الثلاثة على محدودية إبداعهم في توليد محتوى إنساني خلاق، كما ركزوا على توضيح أنهم أدوات مساعدة وليست أدوات تقوم بكل المهمة لوحدها.

كما أشار موقع كوبايلت من مايكروسوفت في موقعه، وأكدته مديرة قسم التطوير في إحدى لقاءاتها التي لا تستحضرني معلومات عنه الآن، حيث أن فريق العمل يعمل على تطوير أداة مساعدة للإنسان، تكون أداة ذكية ومنظمة لتحسين الأداء وتوفير الوقت.

والجدير بالذكر، أن كل أدوات الذكاء الاصطناعي في ملفاتها التعريفية تذكر ذات الأمر تقريبا أنها أدوات مساعدة.

لكن الغريب هو الانبهار العجيب بهذه الأدوات المساعدة ومحاولة تحويلها الى أدوات يتم الاعتماد عليها كليا من طرف المستهلكين، وربما هذا الأمر بالتحديد يحتاج الى دراسة سيكولوجية لعقل انسان اليوم، هل هو شخص اتكالي أم أنها فقط نتاج الرأسمالية والبرغماتية التي تحاول الاستفادة القصوى من أي شيء.

من لديه أية وجهة نظر للموضوع يسعدني مناقشته معه.

هنا تنتهي نشرتنا لنهار اليوم، أتمنى أنها كانت ممتعة لكم.

نلتقي غدا في درس مهم عن كتابة الأوامر.

إلى ذلك الحين أستودعكم الله.

د. شروق بن مبارك | مؤسسة مجتمع أندراس التدريبي

زرّ موقعنا الرسمي

تابعنا على تويتر/ X

تابعنا على لينكد ان

شاهد ما نقدمه من ورشات على قناتنا على يويتوب

انضم لمجتمعنا واشترك معنا.

أحمد الحسين1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أندراس التدريبية

نشرة أندراس التدريبية

نشرة تدريبية صادرة عن مجتمع أندراس التدريبي، تكتبها لكم د. شروق بن مبارك وتأتيكم شهريا، مستمرة لـ 5 أيام متعاقبة، حيث نتناول كل شهر محور تدريبي في الكتابة الطبية والتصميم للمشاريع الطبية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أندراس التدريبية