كيف غيّر الذكاء الاصطناعي صناعة الكتابة والتصميم إلى الأبد!

بواسطة د. شروق بن مبارك #العدد 15 عرض في المتصفح
هل علينا أن نشتغل بالطبخ والتنظيف ونترك الساحة الإبداعية للذكاء الاصطناعي؟

غلاف العدد من النشرة: كيف غيّر الذكاء الاصطناعي صناعة الكتابة والتصميم إلى الأبد!

غلاف العدد من النشرة: كيف غيّر الذكاء الاصطناعي صناعة الكتابة والتصميم إلى الأبد!

السلام عليكم، مرحبا بالجميع

صورت السينما العقود الماضية تنبؤات سخية لما سيؤول إليه مآل البشرية بعد سيطرة الآلة عليها، حيث كان السيناريو المعهود، أن يصنع الانسان آلة ويطوّرها، فتستقوي عليه في النهاية وتقوم بقتله والاستيلاء على حياته.

إذا هل تحققت النبوءة؟

لم ولن تتحقق النبوءة تماما، فذلك خيال سينمائي، لكن الذي يحصل قد يؤدي إلى ذات النتيجة باستثناء القتل، فهي تعمل على ان تستولي على حياتنا، أعمالنا وأشغالنا.

لكن هل ستنجح؟

نرى اليوم أدوات وآلات تستطيع القيام بما نقوم به، هل هذا جديد؟ الحقيقة لا، لأنه منذ الثورة الصناعية والابتكارات في تصاعد، فتم اختراع آلات القهوة والطحن والعجن، أيضا الكتابة والطباعة.

الجديد الآن أن هذه الآلات بدأت بتحقيق فعلها دون مساعدة بشرية دقيقة كما في الماضي، كأنها تعرف مقدار الطحين التي عليها عجنه دون أن يقوم آدمي بذلك، أو مقدار الأوراق التي عليها طبعها وبأي اتجاه، كما أنها صارت تكتب من خيالها الخاص (قاعدة البيانات) وتترجم منه أيضا.

وهذه بحدّ ذاتها سابقة مُبهرة، كما أن الإنسان الذي كان مسؤولا على كل هذا التطوّر، كان ذكيا كفاية ليعرف السلوك البشري ويدرسه وبالتالي يبتكر تماما ما يُبهره.

على الرغم من أنني كشخص أرى أن الذكاء الاصطناعي الحالي والمتمثل في معالجة اللغة الطبيعية أو حتى التعلم الآلي، مازال لم يرقى لأن يقوم بمهمة واحدة لوحده، لكن دعونا نتماهى مع الفكرة ونتخيل وصولها إلى ذلك الحدّ.

ذكرت كاتبة لا أتذكر اسمها على انستغرام، أنها تريد من الذكاء الاصطناعي ان يغسل الغسيل ويطويه، وأن يطبخ لها ما تشتهيه، وأن ينظف ويرتب المنزل، ويترك لها الوقت الكافي لتبدع في الكتابة، وهي ليست مخطئة تماما، فالأعمال المنزلية الروتينية يتهرب منها الجميع، والكثير من البالغين يلقون عليها اللوم أنهم لا يبدعون كفاية لأنهم مشغولون بالطبخ والتنظيف، والسعي وراء أساسيات الحياة.

والذي حصل، طُرد الكثير من الكتاب والمصممين من أعمالهم مؤخرا وتم استبدالهم بالذكاء الاصطناعي (هذه حقيقة عكست مدى توقع أصحاب المشاريع مما ستقدمه لهم الآلة).

إذا هل علينا أن نشتغل بالطبخ والتنظيف ونترك الساحة الإبداعية للذكاء الاصطناعي؟

قول هذا والحديث فيه أمر مضحك، ألا تعتقدون ذلك.

(Credit: Serenity Strull/BBC/Getty Images)

(Credit: Serenity Strull/BBC/Getty Images)

ذكرت مقالة نشرت على موقع BBC أن هناك استحداثا لمناصب وظيفية جديدة، تتمثل مهامها في التدقيق في المحتوى الذي تولده أدوات الذكاء الاصطناعي، فتعدّله وتحسنه ليكون متوافقا مع الصوت البشري.

إذا هل استولت الآلة على عمل الانسان؟

لا بل الحقيقة أنها تقدم محتوى يجب العمل عليه من قبل الانسان ليصير جاهزا للنشر.

وهنا لبّ الحكاية، أن الآلة مازالت آلة، تحتاج إلى من شرف على أعمالها، لكنها صارت قادرة على مساعدة الانسان في الأعمال المملة التي كانت تأخذ منه الوقت، كتصميم مخطوطات جاهزة للمراسلة، أو تصميم صور تُساهم في إيصال الرسالة دون البحث والإطالة وغيرها، أو حتى تقديم مقترحات أولية قد تساعدك في الانطلاق ببعض المسودات لمقالات، أو حتى نسخ أولية لدراسة جدوى مشروع جديد أو تقديم خطة نشر شهرية لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي وهكذا، وبالتالي يمكن الاستفادة من بعض الأفكار فيها.

لهذا الآلة ستساعدك حتما في العمل بأريحية أكبر، إذا تعرفت على طرق العمل معها، لكنها ليست قادرة على الابتكار والابداع.

إذا إلى أين ستأخذنا اللعبة الجديدة؟

ستتاح ميزة توليد المحتوى والصور والتصاميم للجميع، لكن هذا لا يعني أبدا أن الجميع سيصير قادرا على نشر كتب، ونشر تصاميم جذابة فقط بالمحتوى المولد من طرف الآلة.

ستأخذنا اللعبة الجديدة إلى التمييز بين ما هو جذاب وخلاق، وبين ما هو عادي ويمكن تجاوزه.

وأرى في هذا حكمة جميلة، لأنك ككاتب أو مصمم ستسعى لتكون أفضل من الآلة ألا تستولي على وظيفتك وتطردك، لأنها ستقوم بتوليد محتوى جاف ولا يحوي أي لمسة بشرية، وإذا بقي مستواك عادي وطريقتك جافة وركيكة، سينتهي بك الأمر للخروج من اللعبة.

لذلك اعمل على تحسين مستواك، وتعلم قوانين اللعبة وحدود الآلة لتستطيع التغلب عليها، وهذا بالتحديد موضوع نشرة الغد بإذن الله حيث سنتكلم حول إمكانيات وحدود الذكاء الاصطناعي في الإبداع.

سنفككه وندرسه معا، لنستطيع التغلب عليه.

إلى ذلك الحين أستودعكم الله.

غدا في مثل هذا الوقت تجدون في بريدكم " إمكانيات وحدود الذكاء الاصطناعي في الإبداع"

إذا لم تشترك سارع بالاشتراك

إلى ذلك الحين، أستودعكم الله

د. شروق بن مبارك | مؤسسة مجتمع أندراس التدريبي

زرّ موقعنا الرسمي

تابعنا على تويتر/ X

تابعنا على لينكد ان

شاهد ما نقدمه من ورشات على قناتنا على يويتوب

انضم لمجتمعنا واشترك معنا.

مشاركة
نشرة أندراس التدريبية

نشرة أندراس التدريبية

نشرة تدريبية صادرة عن مجتمع أندراس التدريبي، تكتبها لكم د. شروق بن مبارك وتأتيكم شهريا، مستمرة لـ 5 أيام متعاقبة، حيث نتناول كل شهر محور تدريبي في الكتابة الطبية والتصميم للمشاريع الطبية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أندراس التدريبية