هل التصميم الغرافيكي حكر على المصممين المحترفين؟

بواسطة د. شروق بن مبارك #العدد 9 عرض في المتصفح
حاجتنا للتصميم اليوم، أكثر بكثير مما سبق، الطابع الجمالي صار محببا ومغريا، أين ما كنت وفي أي مجال.

بوستر الدرس 1 من نشرة يونيو

بوستر الدرس 1 من نشرة يونيو

السلام عليكم ومرحبا بالجميع

كيف يقرر الواحد دخول عالم التصميم؟ ولماذا؟

هل الشغف وحده يكفي؟ أم أنها الموهبة؟ ام الحاجة لمهارة ذات دخل عال؟

الحقيقة التي أؤمن بها، والفلسفة التي أتبناها، أن لا شيء له بعد واحد، فنحن لا نعيش في عالم ببعد واحد أو حتى ثنائي أو ثلاثي الأبعاد كما نصور الرسوم المتحركة، بل إنه عالم بأبعاد كثيرة ومعقدة، ولهذا السبب بالذات، المنظور الذي ترى منه إحدى الجوانب، هو ما يجعل كلامك صحيحا، ما إن غيرت منظورك تتغير أفكارك معه، وهكذا.

دخول إحدى المجالات والغوص في عالمه، يحقق كل ما ذكرته في سؤالي المركب وربما أكثر.

فالشغف وحده لا يكفي، والموهبة وحدها لا تحقق شيئا يُذكر، وإن لم تحقق لك دخلا جيّدا، فلن تستطيع منحها وقت كبيرا وتبقى في دكّة الهوايات لا أكثر.

لذلك، فن التصميم كأي فن، يحتاج إلى التدرب والالتزام وستتعب منه مرّات عدّة، وقد تقرر التوقف عن ممارسته مرّات أخرى، قد تستمتع به بالقدر الذي يجعلك تشعر بالألم وانت تُعبّد طريقك الوعر فيه، ككل شيء في هذه الحياة؟ لا شيء جميل بشكل مطلق!

الحكاية وما فيها، أنه الآن بدأ يحدث نوع من الزخم، والتشبع من المصممين، والجميع ينشر أعماله في كل مكان، لدرجة تشعرك أنك لن تجد مكانا بينهم ولو بعد 100 سنة.

ومن يُفكر بهذه الطريقة ليس مخطئا على الإطلاق، الحكاية فقط أنه عليك أن تُعدّل من منظورك لترى الحقيقة خلف ما يحصل امامك من ادعاءات.

الحقيقة أن المصممين الحقيقين، والبارعين في مجالات محدّدة هم قلّة قليلة، البقية هم مجرد ممارسين للأدوات، يتعلمون لبعض الوقت استعمال برامج التصميم، بعض الحيل والتقنيات، وتتكرر المسألة في كل تصاميمهم، مع ذلك هذا يكفيهم لتحقيق مدخول يرضيهم على أية حال.

ما ينقص عالم التصميم، هو التفكير كمصمم حقيقي، يستطيع ببرنامج الرسام أن يخلق صورة متناسقة، وأن يستعمل الوورد والباوربونت لخلق ملف جذاب.

يفكر جيّدا قبل صف الأشكال، واستعمال الألوان، ليحقق الغاية.

يعتقد الكثيرون أن العتبة الأساسية في التصميم في احتراف البرامج، وما إن يحترف استعمال تلك الأدوات يختم على جبينه انه محترف، وعلى الرغم من أنني تعامت مع مصممين يُجيدون استعمال البرامج والأدوات أكثر منّي، إلا أن تصاميمهم لم تستطع تحقيق الطابع الجمالي الذي أردناه في الأعمال التي على عاتقهم، وهذا بحدّ ذاته أكد لي نظريتي.

على الجانب الآخر، ما أهمية تعلّمك التصميم؟

إن كنت في دوامة مغمورة، لا تعرف بالتحديد هل أنت شغوف به، هل تريد تعلمه أم لا؟ هل لديك الوقت؟ هل سيحقق لك فائدة في حياتك المهنية؟

سأجيبك ببساطة، لأخرجك بسرعة من الدوامة قبل أن تبتلعك.

حاجتنا للتصميم اليوم، أكثر بكثير مما سبق، الطابع الجمالي صار محببا ومغريا، أين ما كنت وفي أي مجال.

لذلك، لم يعد التصميم حكرا على مؤسسات بعينها، كالمؤسسات الإعلانية سابقا، أو حتى الفنية.

الجميع صار يبجل الجمال، أبسط دفتر، عليه أن يحمل غلافا جذابا، أبسط خطاب توعوي صار عليه أن يكون في انفوغرافيك جميل وبسيط ليسهل على المتلقي فهم الخطوات، ودعنا لا نستطرد أكثر، فأنت حتما قد فهمت المقصد.

الآن الحاجة الملحة لابتكار الجاذبية المرئية، هي ما خلقت فرصا كثيرة، وأيضا تحديات كبيرة.

ككاتب محتوى مثلا، تحتاج أن تسوق لخدماتك، بأنواع وأشكال مختلفة ليعرف الناس أنك موجود، من بين هذه الأنواع التواجد على منصات التواصل، والتي تفرض خوارزمياتها طرق نشر معينة ليرى الناس منشوراتك.

لنأخذ على سبيل المثال اللينكد ان، يرفع نسبة ظهور أي منشور إذا أرفقته بصورة، أما الكاروسيل فيجعله يحلق.

الآن إذا كانت صورك جميلة وصميمية، ستجذب المتابع حتما، لكن إن كانت الألوان مكركبة، والخط ليس مقروء، ومشاكل في توزيع العناصر لن يكمل أي أحد قراءة ما سهرت لكتابته.

أيضا تحتاج في كثير من الأحيان لعرض أي عمل قمت به، أن تضعه في قالب أنيق يساعد العميل على اختيارك، دون غيرك وهكذا.

حاجتنا للتصميم اليوم تتزايد، ومن شخص يمارس أكثر من مهارة ويعمل من خلالها، أستطيع تأكيد أن التصميم دائما ما كان الورقة الرابحة والتي جعلتني دائما على رأس أي فريق عمل أريد العمل فيه، كمهارة استطاعت جعلي أخترق الكثير من الحواجز فقط بوجودها معي.

صار مؤخرا العديد من العملاء يطلبون كاتب محتوى ومصمم في آن واحد، حتى لا تقع مشاكل بين ما تصوره الكاتب وما قام به المصمم بعدها، وهكذا.

كل هذا ربما يجعلك تفهم مدى احتياجك لتعرف عن هذا المجال وتحاول فهم بعض تفاصيله، حتى وإن لم يكن هدفك الاحتراف، فتعلم بعض الأساسيات التي تساعدك على الاكتفاء بنفسك في بعض الاعمال دون اللجوء لمصمم تدفع له الكثير، هو بحدّ ذاته هدف مغر لتنطلق.

أتمنى أن كلامي قد ساعدك في اتخاذ قرار سيغير حياتك المهنية إلى الأفضل بكل تأكيد، وسيرفع من قيمتك في السوق أيضا وفي أي منافسة.

في درس الغدّ بحول الله، ستجدون بعض التفاصيل حول خطة مدروسة تستطيعون من خلالها وفي وقت وجيز الإلمام بأساسيات تضعكم على السكّة الصحيحة.

إلى ذلك الحين، أستودعكم الله.

د. شروق بن مبارك

زرّ موقعنا الرسمي

تابعنا على تويتر/ X

تابعنا على لينكد ان

شاهد ما نقدمه من ورشات على قناتنا على يويتوب

انضم لمجتمعنا واشترك معنا.

Nada Abbas1 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أندراس التدريبية

نشرة أندراس التدريبية

نشرة تدريبية صادرة عن مجتمع أندراس التدريبي، تكتبها لكم د. شروق بن مبارك وتأتيكم شهريا، مستمرة لـ 5 أيام متعاقبة، حيث نتناول كل شهر محور تدريبي في الكتابة الطبية والتصميم للمشاريع الطبية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أندراس التدريبية