كيف تقضي على 4 مخاوف يعاني منها الكُتّاب الطبيون؟

بواسطة د. شروق بن مبارك #العدد 2 عرض في المتصفح
السبب الرئيسي الذي يجعل هذه المخاوف مشكلة يتشارك فيها عدد كبير من كُتاب المحتوى، أنهم عالقون في عالم المجد الأبدي، مازالوا يتّبعون القواعد القديمة للكتّاب

4 مخاوف يٌعاني منها الكُتّاب الطبيون

4 مخاوف يٌعاني منها الكُتّاب الطبيون

مرحبا بالأقلام الطبية، سلام الله عليكم جميعا

مُؤكد أنك تريد الانطلاق والتميّز في الكتابة الطبية، لكنك لا تعرف بالتحديد أي الأفكار ستكون مميّزة أكثر وتلقى قبولا عند نشرها.

بل ربما لديك أطنان من المسودات على جهازك، لبعض المواضيع المتناثرة، لكنك ما زلت في حيرة في إكمالها، وهل هي حقا تستحق العناء، وهل سيقرأها الناس أم لا؟

أنا هنا لأخبرك أنك لست الوحيد الذي تعاني من هذا.

كلنا عانينا من ذات المشاكل في بدايتنا، بل هذه المشاكل تعاود في الظهور أمامنا من حين لآخر

السبب الرئيسي الذي يجعلها مشكلة يتشارك فيها عدد كبير من كتاب المحتوى، أنهم عالقون في عالم المجد الأبدي، مازالوا يتّبعون القواعد القديمة للكتّاب، ويؤمنون كل الإيمان أنهم يحتاجون أن يكونوا عباقرة زمانهم حتى يستطيعون نشر مواضيع مميّزة وترك أثر في هذا العالم.

بينما في الحقيقة، أن كل هذا ليس صحيحا.

إليك بعض المخاوف التي تجعلك تعاني، وتضعك في صندوق ضيق محكم الإغلاق، فيسبب لك قلّة الإنتاج.

تذكر مع كل واحدة منها، أنه يمكنك ببساطة الوقوف والخروج من ذلك الصندوق الضيق الذي حشرت نفسك فيه.

1.    المثالية المريضة

إنها العذر المفضل لدى الكتّاب، حيث يذكر الكثيرون جملة "لست مستعدا بعد لأنشر هذه القطعة".

حسنا، أخبرني بكل صراحة، متى هو الوقت إذا؟

من العراقيل الأساسية التي عليك ككاتب أن تتخلص منها هي هذه العقدة المرضية، ومحاولة ضبط الأمور لدرجة الكمال، لأن الكمال لله وحده.

عليك أن تعرف أنك لن تصل الى المثالية أبدا، مهما حاولت، بل هي مجرد صخرة كبيرة تقوم بسحبك للأسفل وتبطئ من تقدمك، تأكد أن كل الكتّاب الذي تخلصوا من هذا المرض استطاعوا التقدم بسرعة أكبر منك بكثير.

إذا كيف تتخلص من هذا المرض؟

  • اسمح لنفسك أن تأخذ الأمور بواقعية.
  • اختر موضوعا طبيا وانطلق في الكتابة عنه، ليس مهما جدا في البداية ان تختار مواضيع خارقة، بل على العكس، إن كنت مبتدئا اختر مواضيع شائعة وبسيطة، لديك مفاهيم عنها وتجد مصادر عديدة حولها وبعدّة لغات، تساعدك في التأكد من صحّة المعلومات، وأيضا تجنبك في الوقوع في خطأ ذكر المصطلحات الطبية بطريقة غير صحيحة.
  • قاعدة واحدة أساسية بالنسبة للمحتوى الطبي، ان تكون المعلومات المذكورة فيه صحيحة.
  • عدى هذه القاعدة حاول التعلم مع كل قطعة تكتبها، اقرأ كثيرا لتستلهم أساليب كتابية جيدة، وتدرب دائما.

في أعدادنا القادمة، سنحاول مشاركتكم كتبا ومجلات طبية مُلهمة، تستطيعون تعلم الكثير من أساليب كتّابها، فتنحتون قطعا علمية بأسلوب شيق وخلاق.

2.    الثقة بالنفس

كيف تبني ثقتك بنفسك ككاتب طبي؟ أن تكتب، نقطة إلى السطر.

السبب الرئيسي الذي يجعل الكتاب الطبيين عالقين في مشاكل الثقة بالنفس، أنهم يطيلون الانتظار في التفكير ومحاولة صراع خيالاتهم.

مازالوا يواجهون قسوة الواقع في خيالهم الخصب، الذي سيصفعهم بمجرد أن يبدؤوا، ربما لأنهم لن يكونوا جيدين في الكتابة.

عليك ان تعرف جيّدا، أن الأمر يستغرق وقت، والكثير من الممارسة.

أنت تحتاج إلى إزالة الضمادة الوهمية التي تلف جراحا تتخيلها، وأن تبدأ.

تذكر: لا أحد يبدأ واثقا من نفسه، الثقة شعور تبنيه وأنت تمضي قدما.

اقرأ المواد الطبية للتثقف والتي ستزيد من ثقتك بمعلوماتك.

3.    توليد الأفكار

الكثير من الكُتّاب يمتنعون عن النشر لأنهم يخشون أن تُسرق أعمالهم.

الكُتّاب الذين يخشون أن يَسْرِق كُتّاب آخرون أفكارهم، هم فقط الذين لا يعرفون كيف يقومون بتوليد مزيدٍ من الأفكار، لذلك يقعون فريسة تقديس الفكرة التي أمامهم لأنهم غير واثقين أنهم يمتلكون القدرة والمهارة الكافية لتوليد أفكار أخرى عداها.

أخرج من هذا القمقم الغبي الذي أنت فيه من فضلك، واصنع لائحة الأفكار وامنحها اسما مميّزا: "ماكينة الأفكار التي لا تنضب".

ازرع فيها أية فكرة تجول في خاطرك، وأنت تشاهد شريطا، وأنت تتحدث مع شخص ما، وأنت تمارس الرياضة، ضع فيها أفكارك، وسترى أنك في الحقيقة تمتلك العديد من الأفكار، يكفي ان تترك نفسك في عالم الأفكار.

ضع ماكينتك في مكان تصل إليه في كل لحظة، ضعها في جوالك مثلا.

4.    متلازمة المحتال

السبب خلف ما يعيشه الكُتّاب من شعور بالتحايل على قرّائهم، هو أنهم يعتقدون أنهم يدخلون مساحة غير مخصّصة لهم، وأنهم لا يزالون غير متمكنين ليكونوا جزء منها، لكنهم يفعلون.

يغمرهم إحساس طاغ بمقارنة أنفسهم بكل كاتب يجدونه في طريقهم، ويشعرون بالضآلة وأنه لا يزال الطريق طويلا ليتمكنوا من منافسته.

هذا الإحساس يؤذي إيمانك بذاتك ككاتب، فتشعر يوما بعد آخر أنك مجرّد دجال تتحايل على كل من يقرأ لك، وتوهمه أنك كاتب بارع.

تذكر الكتابة الطبية ليست كأي نوع من الكتابات، إنها كتابة تدور حول المعلومة ولا شيء آخر في الحقيقة، تبقى الأساليب والصيغ الشيقة، للاحتفاظ بالمعنى وجعل القارئ يفهم تلك التعقيدات بأسلوب مبسط وسلس.

أما أنا كشخص عاش مدّة طويلة في هذه الحالة، توقفت على إثرها عن كل أنواع الكتابات والممارسات، وانغلقت على نفسي كحلزون يخشى اخراج وجهه من قوقعته.

هذه المتلازمة كفيلة بتحطيم وتشويه الكثير داخلك، لكن بدلا من عيش كل هذه الخزعبلات، دعني أوضح لك الطريقة التي جعلتني أنتعش وأستمتع بالكتابة والتصميم وكل ما كنت أمارسه من جديد.

النجاح في الحياة ليس بالمقارنات والتنافس ضد أشخاص آخرين، بل هي بابتكار فئتنا الخاصة ككّتاب، والعيش من خلال شيء مختلف عن كل ما هو حولنا.

البراعة، الجمال والجاذبية ليست حكرا على أحد، أما المعايير فتختلف من شخص لآخر، لذلك ابتكر ذاتا جديدة لك ككاتب، وتصرف على نحوها، أنت لا يجب أن تنتمي لفئة محدّدة لتكون بارعا، يكفي أن تكون نفسك.

إن كنت مختلفا فلن تشعر قط أنك محتال.

إن كنت قد عانيت، أو تعاني من إحدى هذه المخاوف، لا تقلق، فأنت ضمن الأغلبية وهذا مؤشر جيّد على أية حال، ستحتاج إلى بعض الوقت والعمل بإرشاداتنا لتنظم أفكارك وتعدّل منظورك للأشياء، وستتحسن الأمور حتما.

لحسن الحظ هي ليست أمراضا عصيّة، ففي اللحظة التي تنطلق في تغيير مسارك نحو المسار الصحيح، سترى أن العالم يفسح لك المجال بشكل تلقائي.

في درسنا القادم غدا بحول الله، سنجيبك على السؤال العميق: لماذا عليك التفكير بالكتابة الطبية كفرصة بزنس مربح؟

إلى ذلك الحين، أستودعكم الله

نلتقي ..

د. شروق بن مبارك مؤسسة مشروع أندراس التدريبي

زرّ موقعنا الرسمي

تابعنا على تويتر/ X

تابعنا على لينكد ان

شاهد ما نقدمه من ورشات على قناتنا على يويتوب

انضم لمجتمعنا واشترك معنا

مريم بازرعةممدوح نجمأمينة العايب3 أعجبهم العدد
مشاركة
نشرة أندراس التدريبية

نشرة أندراس التدريبية

نشرة تدريبية صادرة عن مجتمع أندراس التدريبي، تكتبها لكم د. شروق بن مبارك وتأتيكم شهريا، مستمرة لـ 5 أيام متعاقبة، حيث نتناول كل شهر محور تدريبي في الكتابة الطبية والتصميم للمشاريع الطبية

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من نشرة أندراس التدريبية