نشرة أمل البريدية - العدد #1 |
3 مايو 2023 • بواسطة Amal • #العدد 1 • عرض في المتصفح |
مرحبا بك يا مَن تواضع لأجل قراءة حروفي .
ها أنا ذا أكتب السطر الأول من النشرة البريدية و سيكون الموضوع الأول لي هنا بتوفيق الله .لا أملك فكرة معينة للتدوين ولكن موضوع الكتابة يعد هاجساً مُلحاً بالنسبة لي منذ زمن ودائماً ما يتكرر على لساني عبارة :أنّي لا أُحسن فعل شيء سوى الكتابة.و بحثي عن الكمال كان عاملاً رئيسياً لتأخري وترددي في التدوين إلى أن اقتنعت بقناعة تامّة بأنّ الكمال لا يشبه البشر أبداً لذلك نتأثر كثيراً حين نقع في شِراكه . |
|
السبب الحقيقي لكتابة نشرتي الأولى هذه هو تأثري بالأمس من تلك الفراشة ذات النقوش البديعة على مكتبي وبالتحديد على ملف من الورق البني كان لونها القاتم جاذباً لي فعلاً وأنا أُلملم الأشياء المتناثرة حولها بِعجل على المكتب وبحركات سريعة مني لأنتهي من ترتيبها والذي أدهشني أنّها لم تتحرّك ساكنة من مكانها ! |
قلت في نفسي حينها: أحتاج فعلا ً هذا الكم الهائل من السكون والهدوء والتركيز (كما وصلني منها ) فمنظرها على الملف كان جالباً لكم هائلٍ من التساؤلات العميقة في نفسي و سبباً في أن أُبحر في أعماقي التي أحياناً ابتعد عنها بسبب أنّي أتفنن وأبدع للتبرير لصالحي أو أتهرب منها بعمل أي شيء يُلهيني عن الوصول لأجوبتها. تلك الفراشة السوداء ذات الزخارف البديعة لقيَت لنفسها مُتكأً و مكاناً تقف عليه بأمان رغم الحركة الدائمة حول مكتبي الأبيض المتواضع .قد تسأل نفسك أيها القارئ ولمَ كل هذه المبالغة إنّها مجرد فراشة أتت من الخارج وحطّت قدميها على المكتب ! |
الذي لا تعرفه عني أنّي أجد الرسائل من قلب كل شيء يمرّني وأمرّه لا شيء يذهب هكذا سريعاً دون أن يترك توقيعه الخاص لي وأتعلم منه دروساً وعبراً تكون لي فعلاً بلسماً ونوراً . |
فالفراشة تلك جعلتني أبحث في نفسي لمَ كل هذا الضجيج الذي أتعب قلبي وأثقله ! كنت حينها فاقدة لتلك الشرارة المُلهمة والتي إن فُقِدت صارت أيامك بيضاء لا لون آخر سوى البياض والروتين الممل وأسأل الله العلي العظيم أن يحفظك منها ومن الوقوع في ثغراتها و حُفرها العميقة. |
نحتاج فعلاً لمثل هذه الرسائل التي تُعيدنا إلى ذواتنا الحقيقية باحثين ومنقبين لمعرفة كل ما تسبب في إرهاق أرواحنا وتسبب في إفقادها المعنى في حياتها ،نحتاج كمّاً هائلاً من الفراشات لتوقظ فينا ما كان نائماً أو مُندثراً منسيّاً فيعود الأمل مُشرقاً من جديد يُنادينا فنُلبيه ،ومالمعنى سِوى أن تترك بصمةً جميلةً يُنتَفع بها وأنت مسروراً ضاحكاً . |
ممتنّةٌ حقاً لتلك الفراشة. |
والتي كانت محفزةً لي لكتابة أول نشرة بريدية لي على هذه المنصة اللطيفة وأنا التي أفضل دوماً أن تكون كتاباتي داخل الملف البني الذي على المكتب حيث لا أحد يقرأ ه سواي ولا أحداً أناقشه الحديث في السطور وأتجادل معه سواي .معتادة على الكتابة لنفسي منذ زمن ليس بقليل والسؤال هل ستلقى حروفي المنشورة هذه قرّاءً مُتلهفين ؟ |
أمّا الفراشة فلم أجدها اليوم لكنها تركت في نفسي درساً جميلاً لطيفاُ أثره ولي عودة قريبة بإذن الله تعالى وكلي رجاء و أمل أن تستمتع أيها القارئ وتجد لك شيئاً من الإلهام هنا . |
التعليقات