الأدب والصحة النفسية والعقلية- العدد #4

بواسطة هيفاء صالح #العدد 5 عرض في المتصفح

من الممكن أن تكون قد قرأت الكثير من الكتب أحببت القراءة كثيرًا وحرصت دومًا على اقتناء المزيد والمزيد وزاد وعيك و ولعك بها يوما بعد الآخر لكن لحظة!

سبق وسألت نفسك أو توقعت ولو لمرة أن الكتب والأدب له دور كبير في العلاج؟والصحة النفسية وحتى العقلية!

لطالما كان الأدب وسيلة لفتح أبواب النفس البشرية، يعطي الإنسان نافذة يتأمل من خلالها مشاعره ويتعلم كيف يتعامل مع تحدياته النفسية..

فمنذ القدم استخدم الناس القصص والروايات ليعبروا عن صراعات داخلية عميقة لكن ما قد لاندركه عزيزي القارئ هو أن الأدب يمكن أن يكون علاج حقيقي يساعد في الشفاء والتعافي وليس فقط مجرد كلمات مكتوبة وروايات مخطوطة وكتب مصفوفة..

لنبدأ بالكتابة مثلًا:.

فالكتابة ليست كما يعتقد الكثير أنها مجرد وسيلة لنقل الأفكار لأنها أعمق بكثير فهي طريق للتعبير عن أدق المشاعر وأعمقها...

فحين تتوقف لتكتب عن ما يزعجك ويثقل كاهلك ويقلق فكرك وروحك تشعر أن هذا العبء يخف شيئا فشيئًا..

وهذه ليست فقط وجه نظر مني أو كلامٍ فارغ بل دراسة حقيقية أجراها الباحث "جيمس بينبيكر" من جامعة تكساس أثبت ذلك من خلال دراسات عديدة "عندما يكتب الناس عن تجاربهم المؤلمة، يصبحون أقل توترًا، وتتحسن صحتهم الجسدية والنفسية،الكتابة لا تداوي فقط الروح، بل تساهم في تحسين الصحة العامة"

فهل جربت الكتابة من قبل للتخفيف من الضغوطات والتقليل من التوتر والقلق؟ 

لنذهب للسيدة القراءة:.

سبق وشعرت وأنت تقرأ كتاب أنك ناسي العالم تماما ومندمج بكاملك وغارق كلك في تفاصيل الصفحات التي أمامك؟

القراءة ياعزيزي  ليست مجرد هروب من الواقع، بل وسيلة للغوص في أعماق النفس وكما قال سي إس لويس "نحن نقرأ لنكتشف أننا لسنا وحدنا."

لست وحدك في الصعوبات لست وحدك في الصراعات لست وحدك في كل سوء ولكل منا قصة ومعاناة وصراع..

في "المملكة المتحدة" يُستخدم العلاج بالكتب، أو ما يعرف بـ"الببليوثيرابي"، كجزء من الرعاية الصحية تخيل أن مجرد قراءتك لرواية يمكن أن يساعد في مواجهة الاكتئاب أو القلق!

هناك دراسة أثبتت أن المرضى الذين قرأوا كتبًا مخصصة لحالتهم النفسية شعروا بتحسن كبير مقارنة بمن اعتمدوا فقط على العلاج التقليدي.

قصص الأدب مليئة بالأمثلة الملهمة عن العلاج بالأدب ،خذ على سبيل المثال الطبيب النفسي "فيكتور فرانكل"الناجي من معسكرات الاعتقال النازية في كتابه "الإنسان يبحث عن المعنى"يحكي عن كيف ساعده التمسك بالهدف والمعنى في الحياة على الصمود وسط المعاناة..

قصة فيكتور ألهمت الملايين حول العالم لتصبح دليلاً على أن الأدب ليس مجرد كلمات على صفحات بل قوة حقيقية تساعدنا على تجاوز أصعب لحظات حياتنا..

حتى الأدباء أنفسهم لجأوا للأدب للتعبير عن معاناتهم النفسية:

"سيلفيا بلاث "الكاتبة الشهيرة التي عانت من اكتئاب طويل استخدمت الكتابة كمتنفس وملاذ بحيث إن روايتها*"الناقوس الزجاجي"كانت انعكاسًا لصراعاتها النفسية..

انتهت حياة بلاث بشكل مأساوي لكن كانت أعمالها مرآة لمن يمرون بتجارب مماثلة وكأنها تقول لهم: "أنتم لستم وحدكم".

 الأدب أيضا ليس مجرد وسيلة للتعبير عن الألم بل هو أيضا وسيلة للحفاظ على صحة العقل:

وفق دراسة أجرتها جامعة ساسكس أظهرت أن القراءة تقلل التوتر بشكل كبير، حتى أكثر من الاستماع للموسيقى أو المشي. وهناك دراسة أخرى أثبتت أن الأشخاص الذين يقرأون الكتب بانتظام يعيشون بشكل أفضل لأن القراءة تحافظ على نشاط العقل وتجعله أكثر قوة.

ومثلما يساعد الأدب في تحسين الصحة النفسية فإنه أيضًا يعزز فهمنا للاضطرابات النفسية:.

روايات مثل *"السائرون في النوم"* تسلط الضوء على الشخصيات التي تعاني من اضطرابات نفسية مما يساعد القراء على فهم تلك الحالات بشكل أفضل فالأدب يمكن أن يزيل الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية ويخلق مساحة للتفاهم والتعاطف.

هناك الكثير من القصص  تُظهر كيف ساعد الأدب الناس في التعافي ولا يزال الأدب يقدم للعالم أكثر من مجرد كلمات لأنه مرآة تعكس ما في داخلنا وأداة علاجية قوية تحافظ على سلامة وجداننا🤍🌱

أخيرا وأولا لاتنسى "اقرأ وربك الأكرم"

مشاركة
وش كتبنا اليوم؟

وش كتبنا اليوم؟

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من وش كتبنا اليوم؟