المرأة الكاتبة - العدد #15

بواسطة هيفاء صالح #العدد 15 عرض في المتصفح

المرأة الكاتبة..

أحببت  الكتابة منذ الصغر دونت اليوميات البسيطة والإنجازات الصغيرة وبعض الأفكار والأسرار..

وفي كل مرة أمسكت القلم أو استخدمت لوحة المفاتيح محاولة أن أجد صوتي وسط ضجيج العالم وفكري في زحام وخليط الأفكار..

وكيف أخلق مساحة تتسع لأفكاري؟ كيف أجد مكانًا يشبهني وسط معايير عدة قد لاتشبهني ولا أشبهها؟

وفي كل محاولاتي للكتابة، كنت أبحث عن نص يُمثلني وكلمة تُقويني،، عن جملة توقظ الإحساس والشعور فيني.

الكثير يظن أن الكتابة حروف وكلمات على الصفحات لكن ما أراه هو أنها طريقة لفهم الذات،هي أيضا ليست فقط تعبير عن الأفكار والشعور بل مساحة لمساءلة الواقع لتحدي المألوف، لإعادة تعريف الممكن والمستحيل…

المرأة التي تكتب تصنع عالمًا جديدًا عالمًا آخر💕"فيه فراشات"🦋😅

في اليوم العالمي للمرأة إخترت أن أكتب وأبحث قليلا عن الكاتبات اللواتي أثرين عالم الكتابة وبرزت أسماءهن وأفكارهن للعالم وتغير بهن مسار الأدب..أيضا عن بعض الأمور التي قد تُشكل عائق في وجه الكتابة الأمومة مثلا..عن اللواتي نجحن في هذا العالم وعن الأخريات اللواتي فشِلن..

الكتابة في حياة الكاتبات هي الحياة..

تجربة الكتابة عند المرأة ليست فقط تجربة إبداعية،بل في كثير من المرات تجربة وجودي..

أن تكتب امرأة يعني أن تواجه سؤالًا ضمنيًا: لمن تكتبين؟ لماذا تكتبين؟ هل ستقرئين نفسك أم ستكتبين لتُقرئي؟والكثير الكثير من الأسئلة التي لاتنتهي وتتجدد في كل مرة وكرة..

من فيرجينياوولف التي عاشت بين الكتب والجنون إلى مي زيادة، التي قتلتها الوحدة رغم أنها كانت مركز الدوائر الأدبية مرورا برضوى عاشور التي قاومت بمداد قلمها كما قاوم آخرون بالسلاح…

فيرجينيا وولف:.

“لا يمكنك العثور على السلام بتجنب الحياة.” – فيرجينيا وولف

فيرجينيا واحدة من أبرز كاتبات القرن العشرين،رائدة في تيار الوعي، وصوتًا نسويًا قويًا.

عانت مع الإكتئاب طويلا لكن رغم تلك المعاناة،كتبت أعمالًا خالدة مثل غرفة تخص المرءوحده الذي شدّدت فيه على أهمية الاستقلال الاقتصادي والإبداعي للمرأة..

أجاثا كريستي:

“كل شخص يمكنه فعل أشياء مذهلة إذا أتيحت له الفرصة المناسبة.” – أجاثا كريستي

من امرأة قيل لها إن كتاباتها لن تنجح، إلى صاحبة الروايات الأكثر مبيعًا في التاريخ! يالله

كريستي سيدة الذكاء والسرد المشوق، ابتكرت شخصيات أيقونية مثل هيركيول بوارو ومس ماربل، وأثبتت أن المرأة يمكن أن تكون سيدة التشويق بلا منازع وهي كذلك 😌

مي زيادة:

“الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس.” – مي زيادة

عاشت مي حياة مليئة بالألم والعزلة رغم بريقها الأدبي، مي رائدة في الكتابة العربية وحلقة وصل بين كبار الأدباء.

لم تكن مجرد كاتبة، بل مفكرة حررت العقول بكلماتها..

ج. ك. رولينغ:

“إن لم يكن لديك القوة لتستمر، عليك أن تستمر بالقوة التي لديك.” – ج. ك. رولينغ

قبل أن تصبح صاحبة سلسلة هاريبوتر السلسلة التي غيرت عالم الأدب، كانت رولينغ أمًا عزباء تكافح لتوفير حياة كريمة لطفلها عاشت في الفقر،ولكنها لديها حلم لم تتخلى عنه إلبته،فكتبت واحدة من أنجح سلاسل الكتب في التاريخ..

توني موريسون:

“إذا كان هناك كتاب تريد قراءته ولم يُكتب بعد، فيجب أن تكتبه أنت.” – توني موريسون

حملت توني لواء الأدب الأمريكي الأفريقي، وكتبت عن العبودية والهوية والحرية بأسلوب فريد جعلها أول امرأة سوداء تفوز بجائزة نوبل في الأدب..

رضوى عاشور:

“من لا يمتلك قوته لا يمتلك قراره.” – رضوى عاشور

روائية فلسطينية-مصرية جعلت من الأدب وسيلة مقاومة وواجهت الظلم بجرأة الإبداع فكتبت ثلاثيةغرناطة وغيرها من الروايات التي تكلمت فيه عن التاريخ العربي "بالمناسبة أحببت كثيرا كتاب السيرة الذاتية لها الرحلة"💗

النساء الكاتبات لم يكنّ فقط مؤلفات،بل مقاتلات في معركة طويلة مع الزمن والمجتمع، ومع أدوار فرضت عليهن كزوجات وأمهات وعاملات، وأحيانًا كمناضلات وحيدات في ساحة الحياة

وهنا أبرز التحديات التي تواجه كل كاتبة هي إختبارات قد تنجح فيها الكاتبة أو تنسحب منها:.

بين الأمومة والكتابة:.أوه هل يوجد وقت؟شمسي حبيبتي المستقبلية اعذريني ستكون وستسكن الكتابة معنا🧡

أن تكوني كاتبة وأمًا يعني أن تكوني بين صوتين بين صوت صغير يناديك وصفحة تنتظر أن تكتبي عليها.

بين وجبة عليك إعدادها ومسودة عليكِ تحريرها..

كان هذا هو واقع توني موريسون، التي كانت تستيقظ قبل بزوغ الشمس لتكتب، لأن وقتها كان ملكًا لطفلها بعد ذلك.

لم يكن المجتمع يرى أنها يمكن أن تكون كاتبة وأمًا ناجحة في الوقت ذاته، لكنها أثبتت عكس ذلك..

أما ج. ك. رولينغ، فقد كانت تكتب هاريبوتر في المقاهي بينما طفلها نائم في عربة الأطفال، لم يكن لديها رفاهية غرفة خاصة للكتابة، ولا حتى وقتٌ مستقطعٌ لنفسها، لكن القصة التي في رأسها كانت أقوى من أي تعب وتحدي ..

المجتمع لايرى تضحيات الكاتبة الأم بل يرى العمل والنتيجة.

إذا كنت كاتبة وأم ستواجهين الكثير وستتغلبين على الكثير وستنتصرين في معارك لايراها سواك..

الزواج بين القيود والحرية: هل يمكن للمرأة أن تكون شريكة وكاتبة في آن واحد؟بالنسبة إلي يمكنها🤷🏻‍♀️

الزواج قد يكون حاضنة للإبداع، وقد يكون سجنًا له،كيف؟بعض الكاتبات كنّ محظوظات بوجود شريك داعم مثل رضوى عاشور التي وجدت في زوجها مريد البرغوثي صوتًا يفهم ثورتها الأدبية لكن في المقابل، فيرجينيا وولف عاشت اضطرابًا نفسيًا، ورغم حب زوجها لها، فإنها لم تستطع النجاة من ثقل العالم الذي شعرت أنه ضدها كامرأة وكاتبة."ذي الكاتبة غريبة"

أما مي زيادة، فلم تجد في الحب ملجأً يحميها، بل وجدت نفسها في عزلة روحية، بين رسائل حب من أدباء لم يجرؤ أحدهم على كسر قيود المجتمع والزواج بها.

"يا مي عيدك يوم.. وأنت عيد الزمان».

تقولين لي إنك تخافين الحب.. لماذا تخافين يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس؟ أتخافين مد البحر؟ أتخافين مجيء الربيع؟ لماذا يا ترى تخافين الحب؟المُغرم جدا جبران خليل..

العمل أم الكتابة والأدب؟ الصراع الأزلي بين المهنة والشغف الصراع الدائم الذي لا أعلم إلى أين سينتهي به الأمر فوجود عمل في حياة الكاتبة قد يعطيها إحدى الخيارين:.

إما صعوبات تصنعها فتجد الوقت رغم ضيقه وامتلاءه لتكتب مثليّ الآن نصًا تُحبه،والخيار الثاني أن يذهب بها العمل بعيدًا عن الكتابة فتمر الأيام تلو الأخرى والصفحات الفارغة أكثر من الممتلئة أوه إنها الوتيرة السريعة لحياة المرأة العاملة 🤦🏻‍♀️🤷🏻‍♀️

مالحل هنا؟لا أدري لا أدري

"بالمناسبة أنشأت هذه النشرة لترغمني على العودة للكتابة في كل مرة يُبعدني العمل عنها"

عزيزتي الكاتبة ستكتبين وأنتي تطبخين وأنتي تضعين لمساتك الأخيرة في الميكب وأنتي تمشين،أيضاً ستكتبين بأمزجة مختلفة بمزاج سيء تارة وبمزاج جيد تارة أخرى في كل الحالات والأحوال ستُكتب النصوص.

هي تكتب إذا هي تقرأ هي تقرأ إذًا هي مُثقفة😌

بالتالي هي امرأة تمتلك القدرة على طرح الأسئلة الصعبة، على تحليل الواقع، وهنا لاتكون المعرفة بالنسبة لها مجرد معلومات متراكمة  بل أداة للتحرر،وسيلة لفهم أعمق للحياة، ونافذة ترى من خلالها ذاتها والعالم.

لذا لاتكوني فقط كاتبة وقارئة بل كوني مشروع فكر متكامل لإمرأة تسبق زمانها وتصنع لنفسها مساحتها الخاصة..لا تبحث عن إجابات جاهزة، بل تصنع أسئلتها الخاصة ذات المعنى العميق..

ولأن الفشل جزء من الرحلة و وارد في أي لحظة ثمة كاتبات كانت العثرة لهن أقوى من التقدم والسقوط أشد من الوقوف..

لم يحالفهن الحظ فتوقفن عن الكتابة إلى الأبد ..

مثل سيلفيا بلاث الشاعرة والروائية التي عانت من اكتئاب حاد أثر بشدة على مسيرتها رغم موهبتها الفذة كافحت بلاث لإثبات نفسها في عالم الأدب، وتعرضت لعدة انتكاسات نفسية.

روايتها الوحيدة The Bell Jar لم تلقَ نجاحًا كبيرًا وقت صدورها، وأعمالها الشعرية لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقه في النهاية، توقفت بلاث عن الكتابة تمامًا بسبب حالتها النفسية المتدهورة وانتحرت عام 1963 " ما أحب أسمع قصص زي هيك، وكيف إنو في ناس موهبين مايحالفهم الحظ وياكثرهم😢"

هاربر لي الكاتبة الأمريكية الشهيرة أذهلت العالم بروايتها To Kill a Mockingbird التي أصبحت من أهم الأعمال الأدبية في القرن العشرين.

لكن المفارقة العجيبة أن هذا النجاح الكبير دفعها إلى التوقف عن الكتابة لمدة 55 عامًا! كيف كذا والنجاح يدفع الإنسان إلى نجاح آخر🤷🏻‍♀️

هاربر لي لم تستطع أن تكرر نجاحها الأول وواجهت صعوبة في التعامل مع الشهرة لذا توقفت..

أخيرا ككاتبة لماذا يجب أن تستمري في الكتابة؟لأن العالم يحتاج إلى صوتك وفكرك ورأيك🧡هناك حكايات لم تُحكَ بعد وقصص تنتظر من يرويها قصص تنتظرك🧡.

مشاركة
وش كتبنا اليوم؟

وش كتبنا اليوم؟

التعليقات

جارٍ جلب التعليقات ...

المزيد من وش كتبنا اليوم؟